// ** بين الأحمر والأزرق.. مخاطر وهدوء** //

موضوع رائع سندرا


واشكرك على التنويع

واحببت ان اضيف ما يلي الى موضوعك

يرخي الليل سدوله فتظلم الدنيا ولا يتبقي إلا بصيص من الضوء الخافت يتسلل عبر أعيننا من القمر والنجوم للتمييز بين الأشكال وليس الألوان، ومع الخيوط الأولي من الفجر تنساب الأشعة الأولي للضوء فتكشف رويداً رويداً عن الأشكال فتبدو ضبابية ثم باهتة ثم تتضح ألوانها الزاهية مع اكتمال وضوح أشعة الشمس، وعلي ذلك تشترك كل من أشعة الشمس وعين الإنسان وألوان الأشكال في عملية رؤية الألوان في الطبيعة وإدراك طبيعة العلاقة بينها.
ولكن كيف يختار المصمم والفنان الألوان ويؤلف خططه اللونية وفقاً لعمليات التوليف والذوق العام ومتطلبات التصميم؟ هذا ما نحاول أن نجيب عليه ونقدمه كدليل عملي ونظري لمستخدمي الألوان من الفنانين والمتذوقين وممارسي الحياة العملية في مجال اللون.

مرشد الألوان
يمكن تصنيف المجموعات اللونية وفقاً لطبيعتها ووفقاً لوجودها علي دائرة الألوان وكذلك لتقبل عين المشاهد لها عبر الأشعة الضوئية، فهناك الألوان الدافئة وتسمي أيضاً الساخنة نسبة لألوان النار التي تتدرج من الأصفر إلي البرتقالي إلي الأحمر وما بينهما من درجات البرتقالي المائل إلي الأصفر أو الأحمر، وكذلك اللونين الوردي والبنى، وهي ألوان أكثر تأثيراً علي العين لأن اللون الأحمر يتميز بأنه أطول لون موجى، وتتسم الألوان الساخنة بأنها براقة وأكثر تأثيراً علي عواطفنا.
وهناك الألوان الباردة نسبة لألوان البحار والأشجار والسماء وتتضمن اللون الأخضر بدرجاته والأزرق بدرجاته والبنفسجي القريب من الأزرق، وعلي العكس من الألوان الساخنة فإن الألوان الباردة تخفف من حدة العمليات الحيوية في الجسم وتستخدم درجاتها اللونية في المنازل والمستشفيات لتعطي شعوراً بالهدوء وإحساساً بالراحة.
وتُنتج الألوان المضيئة من إضافة الأبيض للألوان الأساسية فتبدو فاتحة. ومن هنا تأتي أهمية الألوان المضيئة في استخدامها في التصميمات الداخلية للمباني بينما تجعل الألوان المظلمة الحجرات توحي بالظلمة والكآبة، وكذلك تستخدم الألوان الفاتحة في تصميم ملابس السيدات وتستخدم الخطط اللونية ذات الألوان الفاتحة علي نطاق واسع وبخاصة في الخلفيات التي تتطلب التركيز علي العناصر الرئيسية ذات الألوان الزاهية.
وتشعرنا الألوان الداكنة بأن أشكالها أكثر ثقلاً، فيبدو اللون الأسود علي وجه خاص قوياً وجامداً، وتبدو الألوان القاتمة مثل الأحمر القاتم والبني والبنفسجي القاتم والأخضر القاتم والأزرق القاتم مرتبطة كلها بالألوان التي تتسم بالفخامة وذات الطابع الملكى، وترتبط بجو من الوقار والثقل والرسوخ.
وترتبط الألوان الداكنة أيضاً بملابس الرجال والأزياء الرسمية وتعطي للأثاث المنزلي شعوراً بالثراء والأبهة، وتستخدم الألوان الداكنة أيضاً في أشكال ونماذج التصميم الجرافيكى، وتستخدم بالتوازي مع الألوان المضيئة والأكثر ارتباطاً بالعرف والتقاليد. ويمكننا أن نطلق علي الألوان الأساسية والثنائية وأيضاً علي الأبيض الناصع والأسود الألوان الزاهية، فيبدو الأحمر والأصفر والأزرق عندما نولف بينها بالتجاور بين إثنين أو أكثر ألواناً زاهية ولكن تبدو النتيجة متنافرة النغمات، وكأننا نستمع إلي العديد من الصرخات في وقت واحد.
وتُستخدم الألوان الزاهية في أغراض كثيرة مثل الألوان المضيئة والمتباينة في صالات طعام الوجبات السريعة وفي حجرات ولعب الأطفال وملابسهم، ولكن بسبب نفور العين من الألوان الزاهية سريعاً فإن خطط الألوان الزاهية تبدو وكأنها تعوزها الأناقة وتفتقد إلي الذوق الرفيع.
وبإضافة الرمادي إلي الألوان الزاهية تتبدد شخصيتها وتخف حدة اللون ويبدو أكثر راحة للنظر، وإذا أضفت كمية أخري من الرمادي تنتج الألوان الظلية المتوسطة والظلال التي تبدو ذات ألوان باهتة.
وتفضل أعيننا بالغريزة الألوان الفاتحة والزاهية، حيث تري الألوان الباهتة مبهمة تثير الضيق بالفطرة وتحمل تأثيراً غامضاً، ويصعب علي العين التقاط بعض التفاصيل، وبالرغم من ذلك فإن الألوان الباهتة تساهم في استعادة هدوء الأعصاب ويمكن أن تعطي الخطط اللونية حالة تشبه الحلم والاستقرار.
والألوان الباهتة محفوفة بالمخاطر مثل الطعام الخالي من النكهة، وعلي المصمم أن يستخدم لوناً زاهياً واحداً علي الأقل في خططه اللونية ذات المجموعة الباهتة.
وإلي جانب عمليات توليف الألوان في مجموعات متجاورة تمثل خطط لونية متآلفة هناك عمليات مزج الألوان لإنتاج ألوان أقل حدة أو أكثر قتامة وذلك بإضافة الأبيض أو الأسود أو أحد الألوان الزاهية إلي اللون الآخر لإعطاء التأثير المطلوب.
وعند مزج الألوان سواء كانت ضوئية أو أكاسيد لونية فإن عمليات المزج تتم إما بعملية الإضافة أو عملية الطرح، وبإضافة الألوان الضوئية الثلاثة الأحمر والأصفر والأزرق وبمقادير متساوية تحصل علي الأبيض، وينتج الضوء الأصفر من عملية جمع وإضافة لكل من الضوئين الأحمر والأخضر.
وعن طريق عملية المزج بالطرح ينتج الضوء الأخضر خلال مرور الضوء الأصفر والأخضر المزرق أمام الضوء الأبيض، وينتج الضوء باللون الأزرق من مرور الضوء خلال المرشحين الأخضر المزرق والبنفسجي وتساعد تلك العمليات الضوئية مصوري السينما والتليفزيون ومهندسي الإضاءة في المسرح علي إسقاط الضوء المطلوب وفقاً للتأثير الدرامي المؤثر علي العرض.
وينتج الإحساس باللون الناتج عن مادة ملونة بمزج الأكاسيد الملونة نتيجة إمتصاص هذه المادة لبعض إشعاعات طيف الضوء وانعكاس بعضها فتكسب المادة الملونة لون الإشعاعات المنعكسة حيث يتعرض الضوء لعملية طرح بامتصاص المادة الملونة لبعض إشعاعات طيفية منه، وما يتبقي من إشعاعات تنعكس وتكون لون المادة الملونة.

خطط الألوان
هناك العديد من الطرق للتوليف بين الألوان وذلك وفقا لمتطلبات تأثير تلك الألوان في المشاهد ولكن هناك بعض الخطط اللونية التي يمكن أن تكون مجموعات تساعد المصمم في اختيار ما يناسبه من بينها.
ومن تلك الخطط مجموعات الألوان الجذابة والهادئة والمثيرة، وكذلك المجموعات الطبيعية والدافئة والباردة وأيضاً هناك خطط المجموعات اللونية الشبابية والأنثوية والمدهشة.
الألوان الجذابة
تبدو بعض الألوان جذابة، وكأنها تقفز من الشكل، وأفضل مثال لذلك اللون الأحمر المضئ، وفي نفس الوقت تأخذ باقي الألوان الساخنة الأخري مثل البرتقالي والأصفر أعيننا أيضاً، عندما نراها في علامات الطريق أو في العمارة، وتبدو الألوان الباردة مثل الأخضر والأزرق أقل تأثيراً ويأتي البنفسجي والبني في مرتبة ثانية عند وضعهم بعد الأحمر.
والطريقة السهلة لتوليف الألوان الجذابة في خطة لونية هي وضع اللون الأحمر كأحد ألوان الخطة اللونية الجذابة حيث أنه من الصعوبة علي اللون الأحمر أن يتآلف مع الألوان الأخري، مما يجعلها أكثر اتساعاً من حجمها الطبيعي وتبدو خطط الألوان الجذابة ذات ألوان متباينة ومضيئة مع القاتمة.

الألوان الهادئة
لفهم طبيعة خطط الألوان الهادئة فإنها تبدو علي النقيض من خطط الألوان الجذابة، ولذا استخدم الألوان الباردة مثل الأزرق والأخضر وتجنب الألوان الشديدة التباين والألوان الثنائية مثل الأخضر والتركواز والبنفسجي فهي أكثر هدوءاً من الألوان الأساسية الأولية كما تجنب أيضاً الظلال الفاتحة مثل الوردي والأزرق الشاحب لأنها أكثر هدوءاً من الظلال الزاهية وبينما نجد أن الألوان الجذابة مرتبطة أكثر بخيالات المدنية والحداثة، فإن تصميمات الألوان الهادئة تُعتبر أفضل للعناصر الطبيعية والمنحنيات من الخطوط الحادة، ويجب علي الخطوط اللونية الهادئة أن تنقل لدينا إحساساً بالراحة والألفة.

الألوان المثيرة
مثل خطط الألوان الجذابة تتضمن الألوان المثيرة اللون الأحمر البراق والتباينات القوية، وبدلاً من تباين الأحمر مع الألوان الأساسية مثل الأصفر والأزرق، تستخدم في الخطط اللونية المثيرة الألوان الثنائية غير التقليدية مثل الأصفر البرتقالى، والأخضر الشاحب، والبنفسجى، والأحمر (الماجنتا)، وعلي العموم فإن الألوان الساخنة أكثر إثارة من الألوان الباردة والألوان الثنائية أكثر إثارة من الألوان الأساسية