متشددون حوثيون يحملون سلاحهم بالعاصمة صنعاء
اليوم - صنعاء
دعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي جميع أبناء شعبنا اليمني العظيم بلا استثناءٍ ومن خلالهم كل القوى السياسية وممثلي المجتمع المدني إلى أن يكونوا صفاً واحداً كالبنيان المرصوص يشدّ بعضهم بعضاً، ويداً واحدة تبني وتعمر، تنبذُ الفرُقة والخصومة والعداوة وتؤثرُ الحبَ والوئامَ والسلام, مؤكدا ان تصفيةَ حساباتِ القوةِ العمياءِ المسكونةِ بالثأرِ، لا يمُكن أن تبني الدولةَ, داعيا المتمردين الحوثيين الى الانسحاب من صنعاء التي يسيطرون عليها منذ الاحد الماضي، متهما اياهم ضمنا بعدم احترام اتفاق السلام، في حين لم يتم تعيين رئيس جديد للوزراء الاربعاء كما كان متوقعا.
وأكد الرئيس اليمني في خطاب وطني بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لقيام الجمهورية، أهمية أن تكونَ الاحتفالاتُ بأعيادِ الثورتينِ 26 سبتمبر و14 أكتوبر المقترنة بعيدِ الأضحىِ المبارك، مناسباتٍ يتوحدُ الجميع في رحابها وفي ظلالِ الوطنِ الذي يتسعُ للجميع بلا اعتبار لانتماءاتنا الحزبيةِ والعقائديةِ والمذهبية والمناطقيةِ والقبليةِ؛ لينصهر الجميعُ في بوتقةٍ واحدة عنوانهُا الوطنُ، وقدّسيتُها اليمن.
وقال: «حانَ الوقتُ الآن أن يتعظَ الجميعُ، ويدركوا أن الوطنَ يتسعُ للجميعِ وليس حِكراً على أي طرفٍ كان وأن بناءهُ ومستقبلهُ أمانة ومسؤولية عظيمة يتحملها أبناؤهُ بشراكةٍ وبروحِ الانتماءِ الكبيرِ للوطن من أقصى صعدة إلى أقصى المهرة».
وأضاف هادي: «يتَعينُ عليَنا الآن وفي المرحلةِ اللاحقةِ، أن نلتزمَ بتنفيذ ِالاستحقاقاتِ الوطنية المترّتبةِ على اتفاقناِ وخياِرنا وجنوِحنا للسلمِ والشراكة معاً بلا أيِ نكوصٍ أو تلكؤٍ، استشعاراً منِا بالمسؤوليةِ الوَطنيِة الكُبرى التي يتَعينُ عَلينا جمَيعاً أن نكونَ أهلاً لها بجدارةٍ وبِلا خسارة».
وعبر عن ثقته بأنَ العقلاءَ في كلِ الِقوى السِياسية على قناعةٍ بأن تصفيةَ حساباتِ القوةِ العمياءِ المسكونةِ بالثأرِ، لا يمُكن أن تبني الدولةَ ولا مؤسساتهِا الدستورية، ولا يمُكِنُ أن تؤسِس لسلم اجتماعيٍ بينَ كلُ مكوناتِ المجتمع.. مجددا دعوته للجميع لاستغلالِ هذهِ الفُرصةِ التاريخيةِ لشراكةٍ حقيقيةٍ بين كلُ أبناءِ الوطن من خلالِ تنفيذِ اتفاقِ السلمِ والشراكةِ الوَطنية والانطلاقِ بشكلٍ حقيقيٍ وفاعلٍ لحمايةِ مكتسباتِ ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين وتفعيلِ مخرجاتِ الحوارِ الوطني الشامل.
وتساءل هادي: إذا كانت مكافحة الفساد وبناء الدولة تتم بنهب البيوت والمعسكرات ومؤسسات الدولة، فَكيف يمكن ان يكون الفساد والتخريب؟ وهل من يريد بناء الدولة المدنية الحديثة ينتهك حرمات البيوت ويهاجم مؤسسات الدولة بغية نهبها».
واستطرد هادي: «علينا أن نُلملم الجراحَ وأن نتَطلعَ إلى المستقبلِ بروحٍ وطنيةٍ وحدويةٍ تمحو الماضي وما كَسبه وتَصنعُ ملامِحاً جديدة يتوقُ إليها شعُبنا وتتمثل في بناءِ دولةٍ مدنيةٍ حديثةٍ تسوّد في ظِلها العدالةُ والمساواةُ والشراكةُ في السلطةِ والثَروة، وتتجسد مبادئها في وثيقةِ الحوارِ الوطني التي أجمعت عليها كافةُ القوى السياسيةُ الوطنية كخارطةِ طريقٍ للانتِقالِ السياسيَّ السلميَّ وتطبيقِ تنفيذِ المبادرةِ الخليجيةِ وآليتِها التنفيذية على قدمٍ وساق».