اتفاق إسرائيلي أمريكي على إعمار غزة وتعزيز دور السلطة
عباس مترئسا اجتماع منظمة التحرير في رام الله
محمد ماهر - رام الله
رحبت قيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية بقرار مجلس الجامعة العربية بشأن التوجه الى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يحدد سقفاً زمنيًا لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي وتحقيق استقلال دولة فلسطين على حدود عام 1967, وانتقدت حماس «المماطلة» في التوقيع على اعلان روما من أجل محاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني تفريط في حقوق الضحايا, فيما أعلنت الولايات الأمريكية المتحدة أنها توافقت مع إسرائيل على ضرورة الإسراع في إعادة إعمار ما دمره العدوان الآخير على قطاع غزة, وتأكيد أهمية تعزيز موقع السلطة الفلسطينية في هذا الشأن.
اجتماع منظمة التحرير
وفي تفاصيل اجتماع منظمة التحرير, قال بيان ان قيادة المنظمة دعت في اجتماعها بمقر الرئاسة في مدينة رام الله برئاسة الرئيس محمود عباس، مساء الخميس، إلى تكثيف الجهود العربية والدولية لاستصدار هذا القرار، آملة أن لا تقوم أي من القوى الدولية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية بتعطيل صدور هذا القرار.
وأكدت أن محاولات «إسرائيل» لتدمير كل مقومات الحل المتوازن وتغيير الواقع على الأرض، لن يترتب عليها أي تغيير في قواعد التسوية السياسية، ولن تتراجع كل فئات شعبنا وقواه الوطنية تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية عن الحقوق الوطنية التي كرستها قرارات الشرعية الدولية.
كما أكدت موقفها الثابت والدائم بضرورة صيانة مسيرة المصالحة الوطنية وحمايتها، بما يتطلبه ذلك من ضرورة العمل للوصول إلى قرار وطني موحد تجاه جميع القضايا الوطنية والملفات الداخلية.
ورأت القيادة أن تعزيز دور حكومة التوافق الوطني في جميع ارجاء الوطن هو من بين الاولويات خدمة لمصالح شعبنا بأسره، ومن اجل التعجيل في عملية اعادة البناء التي اعلنت مصر الشقيقة والنرويج الصديقة عن الدعوة لمؤتمر اعادة الاعمار في 12 اكتوبر المقبل بمشاركة اقليمية ودولية واسعة.
ورحبت منظمة التحرير بكل حوار وطني يستهدف معالجة القضايا والانتهاكات التي تسمم اجواء المصالحة الوطنية وتعرقلها، مما يحتاج الى المسارعة في وضع حد لجميع التجاوزات، وكل الاعمال الخارجة عن القوانين والانظمة المرعية.
وأكدت أن تضحيات غزة وأبناء شعبنا الفلسطيني الصامد والدم السخي الذي بذلته، والاجماع الوطني على دعم صمود غزة والدفاع عن حق شعبنا فيها من اجل رفع الحصار وإنهاء المعاناة التي طال امدها، ان ذلك كله يتطلب الارتقاء بمستوى الجهود من اجل تعزيز المصالحة الوطنية ورفع كل العوائق امامها وتنفيذ الاتفاقيات السابقة، وخاصة اتفاق القاهرة الاخير.
وقالت المنظمة «ان جميع الاطراف العربية والاقليمية والدولية مدعوة -حتى تنجح الحرب ضد الارهاب- ان تصر على ربطها بالبعد السياسي وأن لا تقتصر على البعد الأمني والعسكري وحده», مشيرة الى انها تفتقر الى التصدي لمعالجة القضية المركزية الابرز وهي قضية فلسطين حتى يمكن تجفيف المنابع التي يتغذى عليها الارهاب والتطرف بكل اشكاله.
اتفاق امريكي اسرائيلي
وفي سياق اخر, أعلنت الولايات الأمريكية المتحدة امس أنها توافقت مع إسرائيل على ضرورة الإسراع في إعادة إعمار ما دمره العدوان الآخير على قطاع غزة.
وبحسب ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة على موقعها الالكتروني عن بيان لوزارة الخارجية الأمريكية أنهما أكدتا أهمية تعزيز موقع السلطة الفلسطينية في ذلك.
وشددت واشنطن على أهمية تحقيق اتفاق طويل الأمد بين إسرائيل والفلسطينيين عقب الجولة الأخيرة في القطاع وفق البيان.
وصدر البيان عقب انتهاء ما قيل إنها جولة من الحوار الاستراتيجي بين واشنطن وإسرائيل التي يترأس وفدها وزير الشؤون الإستراتيجية الاسرائيلي يوفال شتاينتس.
من جهة أخرى جددت واشنطن قلقها من البناء الاستيطاني في الضفة الغربية. بدوره, قال رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» في المؤتمر الدولي لمعهد السياسيات ضد «الإرهاب» في ذكرى 13 عاما لتفجير مبنيي التجارة العالمية في نيويورك: «حماس مثل القاعدة، داعش، بوكو حرام، حزب الله، جميعهم فروع لنفس الشجرة السامة, جميع هذه المجموعات تشكل تهديداً مماثلاً». على حد قوله
واستطرد نتنياهو: «إسرائيل تدعم بشكل كامل دعوة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» لعمية دولية موحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن نتنياهو لم يكتفِ بذلك وانتقد سياسة التساهل التي يتبعها أوباما مع إيران بشكل خاص في شأن الملف النووي الإيراني، وشدد القول:»لا يمكننا أن ننسى الإرهاب الشيعي عند مواجهتنا للإرهاب السني». مضيفاً إنه يجب عدم السماح للمتطرفين الشيعة أن يقووا على حساب المتطرفين السنة.
على حد تعبيره
وأصر نتنياهو على ضرورة عدم السماح لأي منهم باستحواذ أسلحة نووية, فقال: «ايران معنية بالاحتفاظ بمواد نووية مخصبة التي في حوزتها وفي يوم ما، في وقت تتجه عيون العالم الى أزمة عالمية أخرى، طرد المراقبين الدوليين والمضي قدما ببناء قنبلة نووية». مشددا أنه «إذا حصلت إيران على سلاح نووي سترون أن الأمور التي لم تتخيلوها أبدا ممكنة، إنه الإرهاب بذروته». وقال: «القاعدة تدق أبواب حدودنا في الجولان، حزب الله في الشمال، حماس في الجنوب، وداعش يقترب منا من الشرق ومن الشمال ايضا»، «الشرق الاوسط يتفجر، كراهيات عتيقة تواصل الغليان».
نيران اسرائيلية
ميدانيا, فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية صباح امس نيران رشاشاتها تجاه مراكب الصيادين في عرض بحر منطقة السودانية شمال قطاع غزة. وأفاد صيادون أن الزوارق أطلقت نيرانها تجاه الصيادين على سواحل غرب بلدة بيت لاهيا دون وقوع إصابات.
يذكر أن من ضمن شروط وقف إطلاق النار السماح للصيادين دخول البحر مسافة 6 أميال لكنها قامت بخرق الاتفاق عدة مرات.
إعلان روما
بدوره اعتبر إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس «المماطة» في التوقيع على اعلان روما من أجل محاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني تفريطا في حقوق الضحايا.
وقال هنية في تصريح مقتضب: «إن التوقيع على هذا الإعلان حق لكل الضحايا وأي مماطلة في الأمر تعدّ تفريطا في حقهم وإساءة لصورة الشعب الفلسطيني ونضاله».
وجدد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس دعوته للرئيس محمود عباس التوقيع على إعلان روما من أجل محاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني.
وقال هنية «القوى الوطنية وشرائح المجتمع الدولي الفلسطيني أجمعت على وجوب الذهاب إلى محاكمة قادة الاحتلال والتوقيع على إعلان روما». وأشار إلى أن حركة حماس كانت قد وقعت مؤخرا على الوثيقة التي تطالب الرئيس بالتوقيع على إعلان روما خلال اللقاء الذي جمعه برئيس المكتب السياسي لحماس مع أمير قطر في الدوحة.
إعادة الاعمار
وقالت المتحدثة باسم الشؤون الإنسانية في صندوق الأمم المتحدة للسكان هينيا دقاق إن مشهد قطاع غزة يشبه منطقة ضربها زلزال أو إعصار وإن القطاع بات منطقة منكوبة.
وأوضحت دقاق خلال لقاء جمع عددا محدودا من الصحفيين أن عملية إعادة الإعمار لا تقتصر على إعادة بناء المباني المدمرة، ولكن يجب الاهتمام بالآثار النفسية والصحية للنساء والأطفال الذين تعرضوا لثلاث حروب متتالية. وحذرت دقاق من إمكانية اندلاع جولات جديدة من العنف؛ لأن آثارها ستكون مدمرة على السكان في غزة داعية إلى إيجاد حلول جذرية لقطاع غزة الذي يعاني من مشكلات كبيرة تتفاقم بفعل استمرار الحروب. وأشارت إلى ضرورة التركيز على إعادة تأهيل السكان في قطاع غزة نفسيا وليس الاعمار فقط لأن ما عانوه لن يشفيه شهر أو شهران, بل سنوات.
وأكدت دقاق أن الدمار ليس دمار بيوت ولا دمارا في الأرواح الدمار مرتبط في دمار قطاع الصناعة والزراعة المرتبط بدخل غزة التي تحتاج إلى تأهيل اقتصادي.
وقال وزير الأشغال العامة والإسكان، مفيد الحساينة، إن الحكومة اتفقت مع الأونروا، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على دفع إيجار شهري للأسر التي تضررت بشكل كلي، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة. ويقارب المبلغ المئتين وخمسين دولارا للأسرة الواحدة.
خطط اغتيال مشعل
وفي جانب اخر, تساءل ضابط استخبارات إسرائيلي كبير عن سبب إحجام «إسرائيل» حتى الآن عن تصفية رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل رغم توفر كامل الخطط لهكذا عملية.
ونقل موقع «والا» عن الضابط قوله إن «ملف مشعل الاستخباري يحتوي اليوم على جميع تفاصيل حياته وحركته اليومية في قطر، بما في ذلك الأماكن التي يعتاد على ارتيادها ومكان سكنه حيث تركزت المساعي الاستخبارية لتعقب مشعل بعد عملية خطف وقتل المستوطنين الثلاثة بالخليل وحرب القطاع بعد أن أدار مشعل المعركة السياسية».
في حين تحدث محلل الشئون العسكرية في الموقع «أمير بوخبوط» عن وجود إمكانية لتصفية مشعل على الأرض القطرية، حيث يخرج يومياً من غرفته بالدوحة ويتوجه لمكتبه لذلك فإحدى خيارات اغتياله تكمن في وضع إشارة ليزر على مركبته وتصفيته عبر صاروخ موجه من بعيد عبر طائرة إسرائيلية على ارتفاع شاهق.
وأضاف إن بإمكان «إسرائيل» كذلك إرسال فريق تصفية من الموساد للدوحة تحت غطاء سياح على سبيل المثال بما يشبه عملية اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي عام 2010.
وقال: إن «إحدى الخيارات الأخرى تكمن في تحريك خلية محلية لتصفيته بما يشبه عمليات التصفية المنسوبة للموساد في إيران حيث قتل عدد من علماء الذرة هناك».
وتابع بوخبوط: «إن سبب عدم قيام إسرائيل حتى الآن باغتيال مشعل هو عدم نجاح نتنياهو في اجتياز الصدمة النفسية من محاولة اغتيال مشعل في عمان في العام 1997 خلال فترة ولايته الأولى، حيث تسبب فشل العملية والقبض على عميلي الموساد بفضيحة دبلوماسية أجبرت إسرائيل على إثرها لتقديم الترياق لمشعل لشفائه من السم وكذلك الإفراج عن الشيخ احمد ياسين».
وكانت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية قد نشرت خلال الحرب تقريراً عن رفض نتنياهو تصفية مشعل بعد تعرضه لضغوطات من وزير الخارجية افيغدور ليبرمان ووزير المالية يائير لبيد للدفع نحو تنفيذ العملية، في حين تم النشر بان سبب رفضه يكمن في مخاوفه من فشل هذه العملية وتورط «إسرائيل» سياسياً.