سقوط محارب شجاع

شتان ما بين خروج اسبانيا بطلة مونديال جنوب افريقيا 2010 من مونديال البرازيل 2014، وبين خروج منتخب تشيلي، انها مقارنة بسيطة لمسارين مختلفين.
 المسار الأول يحمل معاني الكارثة والزلزال ونهاية جيل وما شابه بعد الخروج المدوي من الدور الاول، والمسار الثاني يحمل ايضا معاني المرارة والخيبة، ولكن الفخر ايضا؛ لأن تشيلي كانت على وشك اخراج البرازيل بتاريخها وسحرها وجمهورها لولا عناد ركلات الترجيح في ثمن النهائي.  وشتان ايضا ما بين العجوز فيسنتي دل بوسكي، الذي لم يحترم - برغم عقود من الخبرة - منطق الحياة باعتماد سياسة التجديد، فدفع مع الحرس القديم ثمن التقدم في السن وانكشاف الخطط التكتيكية، وما بين الارجنتيني خورخي سامباولي الذي جعل من تشيلي منتخبا يهابه الجميع.
 وكان سامباولي فعلا شعلة من الحماس، لا يهدأ ابدا طوال دقائق المباراة، وعبر بدقة متناهية عما خالجه من شعور بعد المباراة بقوله: حزين طبعا للخروج بركلات الترجيح بعد أداء بهذا المستوى امام اصحاب الارض، ولكن فخور في نفس الوقت بلاعبي تشيلي، سيذكرهم التاريخ بسبب الطريقة الرائعة التي مثلوا فيها بلادهم.