صبية يلهون في بحر بنغازي
«الغرفة الأمنية» تستنفر قواتها وتفتش السفنالوكالات - بنغازي - طرابلس 2014/06/22 - 20:26:00
يسود هدوء نسبي مدينة بنغازي، بعد هجوم مسلح شنته ميليشيات على عناصر الغرفة الأمنية المشتركة أمام بوابة الميناء البحري، وأسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وخمسة عشر جريحا. ونقلت وكالة الأنباء الليبية (وال) عن رئيس مكتب الإعلام بمركز بنغازي الطبي خليل قويدر قوله: إن المركز استقبل قتيلا وثلاثة عشر جريحا إصاباتهم متفاوتة الخطورة جراء الاشتباكات. كما أكدت مسؤولة الإعلام بمستشفى الجلاء للجراحة والحوادث فادية البرغثي أن المستشفى استقبل قتيلين وجريحين جراء الاشتباكات.
وأعلنت مصادر طبية أن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا بينما أصيب 17 آخرون بجروح في اشتباكات مسلحة جرت مساء السبت في محيط ميناء بنغازي البحري وسط مدينة بنغازي بين غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين المدينة ومسلحين قالت الغرفة إنهم يتبعون قوات درع ليبيا.
وقالت المكتب الاعلامي لمستشفى الجلاء إن «المستشفى تلقى جثث ثلاثة قتلى إضافة إلى أربعة جرحى إصابتهم متفاوتة الخطورة مساء السبت في اشتباكات جرت وسط مدينة بنغازي». وقال مدير مكتب الإعلام في مركز بنغازي الطبي خليل قويدر إن «المركز تلقى جثة قتيل إضافة إلى 13 جريحا أصيبوا خلال الاشتباكات».
ولم يوضح أي من المصادر تبعية الجرحى والقتلى، لكنهم قالوا إن بعضهم يرتدي الملابس العسكرية.
وقالت الغرفة الأمنية المشتركة ببنغازي، في بيان، إن عصابات مسلحة هاجمت القوة التابعة للغرفة الأمنية المتمركزة بميناء بنغازي البحري الرئيسي أثناء قيامها بحرق كمية من مخدر الحشيش تم ضبطها بالميناء بحضور النيابة العامة. وفي سياق متصل، أفاد مصدر عسكري بالقوات الخاصة بأن قوة عسكرية تابعة للكتيبة 21 صاعقة وعناصر من جهاز الإسناد الأمني توجهت إلى الميناء لحمايته وتأمين محيطه من الخارجين على القانون وتجار المخدرات عقب الاشتباكات.
وغرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي تعتبر أحد أهم أذرع الجيش النظامي في المدينة، وتشكلت في العام 2013 بقرار من رئيس الوزراء السابق علي زيدان وتعاقب على رئاستها ثلاثة ضباط من الجيش آخرهم العقيد عبدالله السعيطي. وتضم الغرفة إلى جانب نخبة الجيش من القوات الخاصة والصاعقة وسلاح الجو ومشاة البحرية والقوات البرية والدفاع الجوي عددا من كتائب الثوار السابقين إضافة إلى مديرية أمن بنغازي بمختلف وحداتها.
وكانت القوات الخاصة والصاعقة ومشاة البحرية وسلاح الجو والقوات البرية وعدد من وحدات مديرية الأمن أعلنت انشقاقها الشهر الماضي عن المؤسسات الرسمية للدولة، وانضمت للقوة شبه العسكرية التي يقودها اللواء المتقاعد من الجيش خليفة حفتر.
فيما تتكون قوات درع ليبيا من الثوار السابقين الذين أسهموا في إسقاط نظام معمر القذافي في العام 2011، ويعتبر معظم أفرادها المنضوون تحت رئاسة الأركان العامة للجيش شكليا من الإسلاميين.
وحذرت الغرفة سكان منطقة وسط المدينة حيث تقع الاشتباكات من أن «أي استخدام لأسطح المباني التي يتمركز عليها القناصة ستكون هدفا للقوات المساندة للغرفة» لافتة إلى أن «هذه الأعمال الإجرامية لن تثنيها عن قيامها بواجبها تجاه مدينة بنغازي وأهلها» على حد وصف البيان.
وأعلنت الغرفة صباح السبت أنها «تمكنت للمرة الثانية في أقل من أسبوعين من ضبط باخرة تحمل على متنها حاويتين محملتين بالفواكه وبها ما يزيد عن عشرة أطنان من المواد المخدرة من نوع الحشيش»، مشيرة إلى أن «هذه الكمية تم إعدامها تحت إشراف السلطات».
لكن مصدرا مسؤولا طلب عدم ذكر اسمه قلل من دقة رواية الغرفة قائلا إن «قوات الدروع تتكون من الإسلاميين فكيف لها أن تهاجم الجيش من أجل مخدر الحشيش (...) خلفيات الاشتباكات راجعة للحساسيات المعلنة بين الجيش والثوار».
من جهة ثانية، اتهم «مجلس شورى ثوار بنغازي» قوات خليفة حفتر بالوقوف وراء القبض على القيادي في كتائب الثوار أحمد بوختالة الذي تتهمه الولايات المتحدة الأمريكية بمهاجمة قنصليها في مدينة بنغازي (شرق) عام 2012. وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الثلاثاء أن «قوة كوماندوز أمريكية اعتقلت قرب بنغازي في شرق ليبيا الأحد بوختالة في عملية جرت بالتنسيق الوثيق مع مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (اف بي آي)» كما قال البنتاجون.
وقال المجلس في بيان إن عملية القبض على أحمد بوختالة تمت في إحدى البوابات التابعة لحفتر، وعندما عرفوا هويته سارعوا للاتصال بالأمريكان».
وحصل حفتر على دعم عدد من السياسيين ووحدات من الجيش والشرطة ومن بينها سلاح الجو. وشن بدعم هذه القوات غارات على مواقع المجموعات الإسلامية.
والمواجهات مستمرة بين المعسكرين منذ بدء العملية التي خلفت أكثر من 100 قتيل منذ منتصف آيار/مايو.
وتابع البيان «نتحدى أمريكا أن تظهر حقيقة العملية التي تم بها اختطاف أبوختالة وتكذب روايتنا. واعتبر الحملة الإعلامية المصاحبة لعملية القبض على بوختالة ما هي الا لخلق «انتصارات كاذبة لأمريكا.. من أجل إظهار الأمريكان في صورة الأبطال والتسويق لنجاحات ميدانية هي في حقيقتها كذبة وأوهام».
واعتبر البيان أن بوختالة «لم تكن له أي علاقة بحادثة القنصلية الأمريكية ومقتل السفير، وسبق له التصريح بذلك على عكس ما تتهمه به الإدارة الأمريكية».
و«مجلس شورى ثوار بنغازي» أعلن عن تأسيسه في مدينة بنغازي الجمعة، وجاء في بيان تأسيسه أن «ثوار المدينة أسسوا مجلسهم هذا بعد أن تخلى من أوكلت إليهم مسؤولية حماية المدينة وحفظ أمن أهلها، وبعد أن أعلنت الحرب.. على ثوارها وأبنائها الشرفاء».
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إنه جرى إعادة فتح مرسى الحريقة النفطي في طبرق بعد انتهاء احتجاج لحرس الأمن، وإنه استقبل أول ناقلة لأخذ شحنة 750 ألف برميل من النفط. وقال المتحدث محمد الحراري إن من المنتظر ان ترسو ناقلة ثانية لتحميلها بشحنة حجمها 600 ألف برميل في المرسى الواقع في طبرق. وتابع إن حقل الفيل في الغرب يعمل بشكل طبيعي بعد انتهاء احتجاج منفصل هناك قبل ما يزيد عن أسبوع.