الاخوان يعقدون مؤتمرهم تحت خيمة في الخلاء
عدنان برية ـ عمان 2014/06/21 - 21:31:00
تحدى حزب جبهة العمل الإسلامي، الدولة الأردنية، أمس السبت، وعقد مؤتمره العام الرابع في "الخلاء"، وتحت خيمة أقامها لهذه الغاية بعد حظر الحكومة انعقاده في قاعات المناسبات العامة، وتوعد الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الأردنية السلطات بانتهاء عصرها.
واعتبر علي أبو السكر رئيس شورى "الجماعة" العضو السابق في البرلمان الذي فقد عضويته بقرار قضائي أدخله السجن أن الأردن "يشهد مخاضا جديدا"، متهما السلطات بعرقلة عمل حركة الاخوان التي وصفها بـ"السلمية" وتطالب بـ"الإصلاح ووضع حد للفساد دون تطرف أو عنف"، وذلك عبر منعها من عقد مؤتمرها.
ومن جهته، استمهل المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين همام سعيد، في كلمة غاضبة كوادر الإخوان المسلمين إلى أن "يأذن الله".
وقال سعيد، المحسوب على تيار الصقور في جماعة الأردن: إن "على كوادر الحركة الإسلامية الحذر من الاستفزازات، أيا كان مصدرها، والحفاظ على أسلوبهم السلمي في العمل السياسي حتى يأذن الله"، دون أن يوضح المزيد.
وبدت قيادات الجماعة والحزب، وهما التنظيم السياسي والحزبي الأكبر أردنيا، في حالة تحدٍ مع الجهات الحكومية، خاصة وان عقد حزب سياسي "مرخص" له بالعمل مؤتمره العام في خيمة أقيمت في الخلاء هو الأول من نوعه في تاريخ الأردن، ما اعتبره مراقبون "تحديا صارخا" و"استعراضا للقوة" في مواجهة السلطات الحكومية.
أجواء التوتر المرافقة لمؤتمر الإسلاميين أثارت حفيظة رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، الذي دعته الحركة الإسلامية لإلقاء كلمة في المؤتمر، فوجدها مناسبة لانتقاد الحركة. واستهل الطراونة، كلمته بتوجيه انتقادات لـ "تمترس وتفرد" الحركة الإسلامية حول بعض المواقف السياسية وخلف بعض الجهات، ودعاهم إلى "إعادة النظر في مواقفهم"، و"تجنب الأخطاء"، و"دون استعلاء وابتزاز وتهديد".
وزاد: "لقد بقيت جماعة الإخوان المسلمين في العمل والتنظيم المسؤول، ثم بعد تأسيس الحزب دخلت الحركة الإسلامية في تنافس سياسي، مسجلة لنفسها حضورا لافتا".
ودعا الطراونة إلى "بناء تصور مستقبلي، والدخول إلى غرف الحوار، دون الدخول الى شروط مسبقة".
لكن أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور، رفض انتقادات الطراونة ووصفها بأنها تجانب الحقيقة، واعتبر أن الاخوان في الأردن "ليسوا مبتزين ولا مأزومين"،
ورفض أن يكونوا "حجرا على رقعة شطرنج"، حسب وصفه، موجها كلامه إلى الطراونة.
وتقاطع الحركة الإسلامية، ممثلة بالإخوان المسلمين وجبهة العمل الإسلامي، العملية السياسية في الأردن، ورفضت المشاركة في دورتين انتخابيتين للبرلمان الأردني منذ بدء ما عرف بـ"الربيع العربي".
وشارك في مؤتمر الإسلاميين شخصيات عامة أردنية، كالسياسي المخضرم عبد الهادي المجالي، الذي اتخذ مواقف متشددة حيال السلطات الرسمية في الآونة الأخيرة.
وترى المتخصصة في شؤون الحركة الإسلامية ربى كراسنة أن "علاقة السلطات الحكومية بجماعة الإخوان المسلمين هي من ستحدد آلية ومستقبل وجود الحركة في الأردن"، وقالت لـ "اليوم": لا شك أن الحركة الإسلامية الأردنية تعاني عدة أزمات، أهمها على الإطلاق النهج الحكومي، ومأزق جماعة زمزم (مصطلح يشير إلى انشقاق شهدته قيادتها).
وتشير كراسنة إلى أن "النهج الحكومي اتسم، في التعامل مع الإسلاميين، بالتضييق تارة، والانفراج في أخرى، إلا أن السمة الغالبة هي المحاصرة".
وفي تقديرها للمستقبل، تقول كراسنة: إن "السلطات الحكومية أقرت قانون مكافحة الإرهاب أخيرا لغايات ذات صلة وثيقة بحركة الاخوان، ما يدفع المشهد نحو واحد من سيناريوهين، الأول بقاء العلاقة في مد وجز، كما هو الحال، والثاني التجاوب مع التوجه الإقليمي حيال الحركة".