ريفلين الرئيس الجديد لاسرائيل مع أنصاره في القدس المحتلة
أحد المدافعين عن «إسرائيل الكبرى» ويعارض قيام دولة فلسطينيةاليوم - الدمام 2014/06/20 - 03:00:00
فاز عضو الكنيست عن حزب الليكود الحاكم رؤوفين ريفلين بانتخابات الرئاسة الإسرائيلية؛ ليكون الرئيس العاشر لإسرائيل، خلفا للرئيس الحالي شمعون بيريز، الذي تنتهي ولايته أواخر شهر تموز المقبل. بدأ ريفلين الذي ولد في القدس عام 1939 ودرس القانون، حياته السياسية عام 1978 في حزب الليكود، عندما انتخب عضوا في المجلس المحلي لبلدية القدس المحتلة، وعضو كنيست في الكنيست الــ 12، ووزيرا للاتصالات في حكومة أرئيل شارون عام 2001. ورئيسا للكنيست الــ 16.
ويشكل انتخاب اليميني رؤوفين ريفلين رئيسا لاسرائيل بداية عهد دبلوماسي جديد للدولة العبرية على الساحة الدولية، وانتكاسة حقيقية لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قد ينذر باضطرابات في ائتلافه الحكومي.
ويشير أستاذ العلوم السياسية وعضو اللجنة المركزية لحزب الليكود اليميني الذي دعم ترشيح ريفلين، امانويل نافون إلى انه بعيد عن الأضواء أكثر بكثير من بيريز، وليس نجما دوليا، ولغته الانجليزية ليست جيدة، ولا يرتاح في حفلات الكوكتيل.
وقال المعلق افياد كلينبرغ في صحيفة يديعوت احرونوت: إنه «في حال استمر ريفلين بالتصرف بتواضع والكفاح من أجل السياسة النظيفة فان بامكانه ان يصبح اكثر من رمز.
ويحظى ريفلين (74 عاما) بشعبية كبيرة لدى الاسرائيليين بسبب روح النكتة لديه، وهو يدعم بثبات اليمين القومي. ويعتبر من المدافعين عن «اسرائيل الكبرى» ولم يخف يوما معارضته لقيام دولة فلسطينية.
ولم تخف أكبر منظمات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة ارتياحها لانتخابه، معتبرة انه «صديق فعلي لسياسة الاستيطان واسرائيل الكبرى ويضمن استمرار ارث مؤسسي البلاد».
بينما اشارت صحيفة هارتس اليسارية الى انه في ولايته وفي حال طلب من الحكومة توقيع اتفاق سلام، فان ريفلين سيقوم، بقلب مثقل، بالامتثال الى اي قرار ديمقراطي.
وريفيلن الذي أصبح رئيسا للكنيست مرتين بين عامي 2003-2006 و2009-2013 مدافع شرس عن الديموقراطية البرلمانية، وتعهد بلعب دور الحكم كرئيس دولة.
ينتمي ريفلين إلى الجناح اليميني من الليكود. فقد عارض فك الارتباط عن غزة، وأيد مستوطني الخليل. ويقول إنه «يؤمن بأقوال جابوتنسكي.. لن يكون السلام إلا إذا كانت بلاد إسرائيل الكاملة»
ضابط استخباراتوسعى هذا الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الى التقارب مع العرب الاسرائيليين، ابناء واحفاد 160 ألف فلسطيني بقوا على اراضيهم بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948.
وخلال حفل أقيم على شرف ربفلين، اكد رئيس الكنيست السابق «لست رجل اي حزب سياسي اني رجل كل الشعب». واعلن انه سينسحب وفقا للقانون من «بيته السياسي» حزب الليكود لتولي مهامه الرئاسية.
ويعد انتخاب هذا الرجل اليميني المتطرف نكسة لمعسكر السلام واليسار الاسرائيلي الذي رأت صحيفة هارتس انه جاء بسبب «عجزهم عن الالتفاف وراء مرشح جدي».
ولكن الخاسر الاكبر من الانتخابات الرئاسية هو رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي سعى حتى اللحظة الاخيرة لمنع انتخاب ريفلين، فالعداوة بينهما معروفة.
وأشارت رينا ماتسلياح وهي المعلقة السياسية في التلفزيون الاسرائيلي الى ان «نتانياهو الخاسر الاكبر ليس فقط لانه حصل على رئيس لديه مشاكل معه وحاول مؤخرا تحويل حياته الى جحيم (...) بل ايضا لان هذه الانتخابات كشفت عن ضعفه داخل حزبه».
واوضح نافون ان نتانياهو يبدو الان مثل بطة عرجاء على الرغم من محاولات المقربين من نتانياهو التقليل من مدى الانقسام داخل الليكود.
شخصية اشكالية ويعتبر رؤوفين ريفلين شخصية اشكالية، فهو سيستغل مؤسسة الرئاسة ليدفع قدما بمشروع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة الذي يجله، فهو يؤمن بــ «أرض اسرائيل الكاملة» الأمر الذي سيسبب ضررا سياسيا باهظا لإسرائيل، وستجبي سنوات ولايته السبع أثمانا ستزداد على مر الوقت، وتحدث تعقيدات تزداد تعقيدا، وفقا للكاتب الإسرائيلي «آري شبيط» في مقال له في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الذي يضيف: مع أنه ليس لريفلين الاعتبار والمكانة الدولية للرئيس المنصرف، شمعون بيرس، وتأثيره من هذه الناحية سيكون محدودا، ولكن أمام الرئيس الجديد توجد مهام أهم: انقاذ الديمقراطية الاسرائيلية من القوى التي تهدد بتحطيمها. فهو، ومؤسسة الرئاسة في أعقابه، سيكونان مطالبين بأن يكونا حاجزا رمزيا وحقيقيا ضد القومية المتطرفة، العنصرية واضطهاد الاقليات.
ويروج ريفلين منذ سنوات للشراكة بين المواطنين اليهود والعرب. والان يتعين عليه ان يصب مضمونا في تصريحاته كرئيس للكنيست، مثل ذاك في 2009 الذي قال فيه: «في الطريق الى بناء شراكة حقيقية علينا أن نتغلب على عدم المساواة في الفرص وفي المقدرات والتي يعاني منها الوسط العربي: علينا أن نوجه المزيد من الميزانيات للوسط العربي حتى تستقيم مع البلدات اليهودية... علينا أن نتخذ سياسة التفضيل المعدل في التعليم العالي، وكذا في قدرة الوصول الى الوظائف العامة... فقيام شراكة حقيقية بين اليهود والعرب في اسرائيل هو حاجة وجودية».
وسيتعين على ريفلين أن يتحفظ بصوت جلي من موجة القومية المتطرفة والمناهضة للديمقراطية التي تميز الكنيست الحالية. وكرئيس «لكل اجزاء الشعب» سيكون ملزما بان ينتقد علنا التشريع الذي يميز ضد الاقليات، والذي يستهدف اسكات الانتقاد لسياسة الحكومة ويسعى الى القمع والى الغاء الهيئات التي تحرص على حقوق المواطن في اسرائيل.
عارض الانسحاب من غزةوينتمي ريفلين الى الجناح اليميني من الليكود. فقد عارض فك الارتباط عن غزة وأيد مستوطني الخليل. في مقابلة مع آري شفيت قال انه «يؤمن باقوال جابوتنسكي... لن يكون السلام الا اذا كانت بلاد اسرائيل الكاملة».
ولكن في ذات المقابلة شرح قائلا: «أنا واقعي ايضا. معروف لي بان اتفاق اوسلو وقع... وان السلطة الفلسطينية قامت». وعلى سؤال ماذا سيفعل كرئيس اذا قررت الحكومة اخلاء 50 مستوطنة أجاب: «أذهب الى المستوطنات، اجلس معهم. أبكي معهم. ولكن أقول لاصدقائي: هذا قرار حكومة اسرائيل. هذا حسم الديمقراطية. لا مفر لنا».
ويقول ناحوم برنياع في صحيفة يديعوت احرنوت: إن الكنيست مثل كل برلمان في دولة ديمقراطية هي نادي أصدقاء، فالحب والكراهية يتجاوزان الخطوط الحزبية. وتؤدي المصالح الشخصية أو السياسية، والدسائس والضغوط دورا مركزيا في اللعبة لكنها ليست وحدها فالشعور احيانا يحسم الامر. وقد فاز روبي ريفلين بالرئاسة بفضل الشعور لأنه لا يوجد أحد في الكنيست لا يكترث له، فله محبون كثيرون وغير قليل من الكارهين. أما مئير شتريت في مقابله فيحظى بمحبة عامة لكن لا أحد يقلب العالم من أجله. وهكذا شاهدنا دراما سياسية فاخرة. فقد دخل ريفلين جولة التصويت الاولى بصفة فائز مؤكد فأنهاها بـ 44 صوتا في مقابل 31 لشتريت. وكان الأثر لشتريت فكان الفرض أن يجد اعضاء الكنيست من الوسط واليسار الذين صوتوا مؤيدين ايتسيك ودورنر وشختمان، أن يجدوا شتريت مرشحا تلائم تصوراته السياسية تصوراتهم وأن تريد المعارضة اظهار قوتها بازاء مرشح الليكود، وأن يفرح الاعضاء يوجد مستقبل الذين أقدامهم في الحكومة وقلوبهم خارجها بالانضمام اليهم.
ولم يحدث ذلك ولذلك عدة تفسيرات أكثرها اثارة التفسير الانساني. إن ريفلين الفائز لم يسحر اعضاء الكنيست لكن ريفلين الخاسر، واسطة العقد أثر في قلوبهم وقد اعترف ايتسيك شمولي من حزب العمل بذلك علنا. فقد تابع في الجولة الاولى أكثر رفاقه في الحزب وصوت لشتريت وحينما دخل للتصويت في المرة الثانية رأى وجه ريفلين فغير تصويته.
ويضيف: إن انتخابات الرئاسة تترك دروسا كثيرة. وهي تقتضي ترتيبا جديدا لاجراءات انتخابات الساسة. ففي عصر الشبكات الاجتماعية يسيطر الشك ولم يعد سؤال ما هو جوهر المرشح والى أين يريد أن يقودنا، وهل هو حكيم وهل هو أهل، يعني أحداً. وكل متصفح يصيح قائلا «فساد» يتم تقبله بالمباركة حتى لو كان الصائح لا يقل فسادا عن موضوعات صياحه. ولا مناص من تحقيق منظم مع كل المرشحين والكشف عن كل دقيق من أملاكهم، ومن مساءلة علنية لأنه يمكن أن نحصل على مرشحين أنقى. ومن الممكن أن نجعل كل الاشخاص الأهل الذين يخشون على ما بقي من خصوصيتهم يهربون أيضا.
والدرس الثاني أنه ليس لرؤساء الاحزاب سيطرة على رفاقهم. وحينما يكون الحديث عن تصويت سري فإن أحزاب شخص واحد ايضا مثل يوجد مستقبل أو اسرائيل بيتنا تتفرق أيدي سبأ. فضلا عن الاحزاب ذات التراث الديمقراطي مثل الليكود والعمل.
والدرس الثالث أن الحكومة تعاني من ازمة ثقة داخلية في مركزها رئيس الوزراء. وهي غير قادرة على أن تتحد إلا حول مقاعدها. وتحدث هذه الازمات على نحو عام بعد ثلاث سنوات ولاية؛ فهذه الحكومة متسرعة تسرعا خاصا.
والدرس الرابع أنه برغم أن نصف اعضاء الكنيست الحالية جاؤوا من الخارج، يحجم أكثر اعضائها عن تبني مرشحين جدد. وقد أثرت الاحاديث التي اجراها اعضاء الكنيست مع المرشحين في احتمالات فوزهم بطبيعة الأمر؛ فقد أظهرت دورنر تفاؤلا مفرطا لا صلة له بالواقع. وكان شختمان مستكبرا فحصل على صوت واحد