تشير نهاية المساندة إلى التاريخ الذي تتوقف فيه مايكروسوفت على تقديم الإصلاحات الآلية للبرامج، والتحديثات، والمساندة على الإنترنت بدون مساندة مايكروسوفتدْيون لورنس 2014/04/07 - 03:00:00
بدأت مايكروسوفت العد العكسي الذي يضع نهاية لعصر. يوم غد، في الثامن أبريل، ستنفض الشركة يديها رسمياً من برنامج Windows XP، نظام التشغيل الذي أدخلته في عام 2001، والذي يشتمل على 45 مليون سطر من لغة البرمجة. تستطيع أن تراقب عقارب الساعة وهي تتحرك على موقع مايكروسوفت، الذي يعطيك أيضاً نصيحة يقول فيها: «معنى ذلك أنه ينبغي عليك أن تتخذ إجراءً معيناً».
تشرح مايكروسوفت الأمر بكل وضوح: «تشير نهاية المساندة إلى التاريخ التي تتوقف فيه مايكروسوفت على تقديم الإصلاحات الآلية للبرامج، والتحديثات، والمساندة على الإنترنت. بدون مساندة مايكروسوفت، لن تكون قادراً على تلقي التحديثات الأمنية التي يمكن أن تساعد جهازك وتحميه من الفيروسات والبرامج الضارة والبرامج التي تستطيع سرقة بياناتك الشخصية».
يقول جيم بلاسكو، رئيس قسم أبحاث المخاطر في شركة AlienVault لأمن الكمبيوتر، إن هذا أمر ليس بالهين. «هناك أطنان من الهجمات التي تقع يومياً على برنامج XP، وحين تنتهي مساندة البرنامج فإن هذا يعني أن جوانب المخاطر المذكورة لن يتم إصلاحها من قبل مايكروسوفت وسيكون المستخدمون تحت رحمة القراصنة».
ربما تتساءل: بعد 12 سنة، وإدخال أنظمة تشغيل جديدة، من هو الذي لا يزال يستخدم برنامج XP؟ والواقع أنه يتبين أن العدد كبير جداً. فهو ثاني أكثر البرامج استخداماً في العالم، ويأتي بعد وندوز 7، ويشكل زبائنه أكثر من 18 في المائة من مستخدمي الكمبيوتر، وفقاً لشركة StatCounter، التي تراقب استخدام 15 مليار صفحة شهرياً على الإنترنت وبرنامج التشغيل المستخدم لكل صفحة. وفي الولايات المتحدة يأتي برنامج XP في المرتبة الثالثة، بمعدل استخدام يبلغ 15%.
ربما يقول البعض: ما عليك إلا أن تدفع مبلغاً إضافياً وتشتري نظام تشغيل جديد. لكن هذا ليس سهلاً في الأنظمة القائمة على برنامج XP. كانت هناك تقارير كثيرة عن التهديد على آلات الصراف الآلي، والتي تعمل نسبة منها على برامج مصممة لنسخة XP. هناك مثال آخر، وهو أنظمة التحكم الصناعية التي تعمل بنيتها التحتية على XP، ولا تريد الشركات أن تخاطر بتحديث أنظمتها لأن من الممكن أن تخفق أو تتعطل التطبيقات التي تدير العمليات الحرجة، كما يقول بلاسكو. خذ مثلاً شركات الكهرباء. من الأنظمة المعرضة للخطر هناك الواجهة البينية بين الإنسان والآلة والتي تجعل المشغلين يراقبون ويتحكمون في العمليات الصناعية، التي تنشأ من خلال معدات صنعتها شركات توريد كانت بطيئة في الاستجابة لنهاية مساندة XP.
هناك قطاع آخر يثير القلق في هذا المجال، وهو الرعاية الصحية. حوالي 10% من شركات ومؤسسات الرعاية الصحية، من المستشفيات إلى عيادات الأطباء، ما تزال تستخدم XP، وهو ما يجعلها هدفاً مغرياً للمجرمين على الإنترنت، بسبب المعلومات القيمة التي تشتمل عليها بخصوص المرضى، كما يقول سام جلاينز، الرئيس التنفيذي لشركة «نُورس»، التي تتابع وتحلل التهديدات الإلكترونية على الإنترنت.
هناك طلب على بيانات المرضى، حيث يبلغ معدل مبيعاتها 10 أضعاف مبيعات بطاقات الائتمان التقليدية في السوق السوداء، لأن هذه المعلومات يمكن الاستفادة منها مالياً بعدة طرق. يقول جلاينز: «حين تتوقف المساندة من مايكروسوفت، سيرتفع نطاق الهجمات ونطاق الاختراقات بصورة عجيبة».
يقول جون ستيفن، كبير الإداريين عن التكنولوجيا الداخلية في شركة البرامج سيجيتال: «تنفق الشركات مبالغ طائلة من أجل تشكيل منتجاتها، مثل أجهزة الصراف الآلي، لتتناسب مع طبيعة أعمالها. حين تقوم هذه الشركات بتقييم تكلفة تكرار هذه الممارسة على منصة برامج جديدة، فهذا يخيفها من حيث التكاليف، بصرف النظر عن المنافع الأمنية الموعودة. للأسف يغلب على الشركات – حسب المثل الدارج - أن تبقى مع جنٍّ تعرفه خير من أن تبقى مع جن لا تعرفه».