ليونيد بيرشدسكي 2014/03/09 - 03:00:00
إذا لم تسمع عن تطبيق «ثوري» يُدعى سبريتز، قدمته شركة ناشئة من بوسطن، وكان في «وضع التخفي» في العامين الماضيين، فستسمع عنه خلال فترة قريبة. إنه ميزة موجودة على الجهاز الذكي الرائد الجديد من سامسونج، جالاكسي S5، وعلى الساعة الذكية جالاكسي جير 2. لقد قام كل من موقع تايم.كوم، وبيزنيس إنسايدر، وهافينجتون بوست والكثير من المواقع الأخرى بتغطيته والحديث عنه، لذلك هناك القليل من التخفي بشأنه في الوقت الحاضر.
يدّعي تطبيق سبيرتز أنه يستطيع زيادة سرعة قراءة المستخدم، بدون أي تدريب خاص، إلى ألف كلمة في الدقيقة. وذلك ينبغي أن يجعل من الممكن قراءة إحدى رواية هاري بوتر وحجر الساحر في 77 دقيقة.
يعتبر سبريتز بالتأكيد أول تطبيق للقراءة السريعة الذي يحظى بمثل هذه الحملة الدعائية المرئية. ومطوروه يفعلون الشيء الصحيح، من وجهة نظر الأعمال: ذلك أن بيع المنتجات الاحتيالية يتطلب بعض الدهاء التسويقي. إن معظم هذه المجموعة الجديدة من التطبيقات لمتصفحي الإنترنت والأجهزة الخلوية المصممة لمساعدة زيادة سرعة القراءة هي مبينة على طريقة تُعرف بـ RSVP – أي العرض السريع للتسلسل المرئي، التي تعمل على إظهار النص كل كلمة على حدة وبسرعة ثابتة. الفكرة هي إلغاء الوقت الضائع الذي يقضيه القارئ بتحريك عينيه عبر الصفحة. يدّعي موقع سبريتز، أنه «عند القراءة، يتم قضاء حوالي 20 في المائة فقط من الوقت على معالجة المحتوى. أما نسبة الـ 80 في المائة المتبقية فيتم قضاؤها جسدياً بتحريك العيون من كلمة إلى أخرى».
ويضيف مطوّرون آخرون لتطبيقات RSVP أن الطريقة تساعد على التخلص من اللفظ الفرعي، وهو الصوت الداخلي الذي يقرأ النص بصوت عالٍ في رؤوسنا ويجعل من المستحيل القراءة بشكل أسرع من الاستماع.
كتب رونالد كارفر، الأستاذ في جامعة ميسوري والمتحمس لعلوم القراءة، في عام 1992، يقول: إن القارئ على مستوى الجامعة بإمكانه معالجة البيانات المكتوبة من خلال خمس «مهارات». وهي: الحفظ، والتعلم، والفهم، والاستخلاص والمسح. وتعمل المهارة الأقل، المعنيّة بأفضل طريقة للاحتفاظ بالحقائق، والأسماء، والتواريخ ومنعطفات محددة في العبارة، بأقل من 150 كلمة في الدقيقة. أما الأعلى، التي تُستخدم لإيجاد كلمة معينة ضمن نص طويل، فهي تسمح للشخص بمعالجة 600 كلمة في الدقيقة. و «مهارة الفهم»، بسرعة 300 كلمة في الدقيقة، هي سرعتنا في «التجوال». هذا المصطلح هو مزيج من «القراءة» و «التدقيق». وهي تقريباً ما يعادل سرعتنا في فهم ما نسمع.
«الفهم» هو الوضع المريح بالنسبة لنا. حيث كتب كارفر: «خلال عملية الفهم، تتحرك عيون الأفراد عبر الكلمات المطبوعة على سطر، بصفتها سبق الإدراك الحسي، بحيث يتم الوصل للكلمات بشكل معجمي، ولفظها فرعياً، وتشفيرها لغوياً، وتوحيدها على شكل جملة. لقد أصبحت حركات العين معتادة، بحيث تتحرك بطريقة تسمح بإدراك لكل كلمة متتالية، مع الحد الأدنى من الاهتمام الموجه إلى المكان التالي الذي ستنتقل له العين».
من وجهة نظر كارفر، فإن «الصوت الداخلي» وحركات العين «الاستباقية» تعمل جميعها من أجل فهم المحتوى والقدرة على الاحتفاظ بشكل أفضل.
وتأخذ طريقة RSVP، التي تُستخدم منذ عام 1970، القارئ خارج منطقة الراحة الخاصة به. حيث وجد الباحثون أن هذا قد يساعد الشخص الذي لا يقرأ كثيراً على تحسين الفهم. وكما يضعها هسوان - تشيه تشين من جامعة كولورادو، «بما أن شرائح النص، في قراءة RSVP، متوافرة بشكل سريع وتلقائي، فعندها يمكن لمهمة القراءة أن تسمح بتكريس المزيد من موارد المعالجة لتحليل الفهم». حيث يكون أداء القرّاء الأكثر خبرة، كما هو متوقع، أسوأ في ظل ظروف غير مألوفة.
من الممكن، بطبيعة الحال، الاعتياد على أي شيء، بما في ذلك قراءة كلمة واحدة في كل مرة. مع ذلك، تُظهر البحوث أنه بغض النظر عن الطريقة - سواء كان يتم تمرير النص على شاشة أو يظهر كلمة واحدة في كل مرة - فكلما زادت السرعة، انخفضت القدرة على الاحتفاظ.
قد يخبرنا مطوّرو تطبيقات القراءة السريعة، كما يفعل فريق تطبيق سبريتز، أنهم قاموا بتحسين طريقة RSVP لتقليل حركات العين وتحسين وصول الرموز إلى أدمغتنا. مع ذلك، في النهاية، الميزة الوحيدة للنص المكتوب على المسموع أو من خلال الفيديو هي حقيقة أننا نستطيع تبديل «مهارات» القراءة ونحن نقرأ، كاستخلاص ومسح الفقرات الأقل إثارة للاهتمام والتباطؤ عند قراءة الفقرات الأكثر أهمية. السرعة القسرية لطريقة RSVP، في حين أنها لن تؤثر على الفهم، إلا أنها لن تسمح لنا بتذكّر الكثير في ساعات قليلة كما لو أننا قمنا بالقراءة ضمن معدلنا المريح.
مع الكمية الهائلة من المعلومات التي نستوعبها الآن، بالتأكيد سنرغب بأن نكون قادرين على قراءتها بشكل أسرع. في نهاية المطاف، سرعة القراءة لدينا هي عامل من تجربتنا مع النص والاستخدامات التي نضعها عندنا نقوم «بتبديل المهارات». لكني أود أن أسأل: من يريد قراءة كتب هاري بوتر خلال ساعة؟ فقد تمت كتابتها للاستمتاع بها، وليس لابتلاعها.