جوردان روبرتسون 2014/03/09 - 03:00:00
أصبح الأمر مألوفاً: تتعرض بيانات إحدى الشركات للقرصنة من الهاكرز. نتيجة لذلك تنهمر على الشركات التغطية الإعلامية السيئة، وتقضي الشركة أشهراً في محاولة إصلاح الأضرار.
لكن الأمر الذي لا يعرفه كثيرون هو أنه يمكن أن تكون هناك منافع غير متوقعة للشركة التي تتعرض للاختراق: حيث يرتفع تقييمها ومرتبتها في نتائج البحث في جوجل ومحركات البحث الأخرى، وهي نتيجة يمكن أن تعمل على تعزيز المبيعات وتبرز اسم الشركة على مستوى مناطق مختلفة من العالم.
منذ ديسمبر من العام الماضي، حين بدأت شركة التجزئة «تارجِت» التعامل مع التداعيات العامة للقرصنة التي أدت إلى سرقة بيانات ملايين العملاء، بحدود 40 مليون عميل، من قواعد بيانات الشركة، تواجه تارجِت قضايا في المحاكم، وتراجعاً في المبيعات، وهبوطاً في سعر أسهمها، وتحقيقات من قبل الهيئات التنظيمية.
لكن في هذه الأثناء حدث شيء آخر، وهو أن مواقع شركة التجزئة، التي يستطيع المستهلكون عن طريقها شراء منتجات تارجت، بدأت بإظهار مرتبة أعلى قليلاً في ترتيبات محركات البحث، وفقاً لما تقوله شركة سيرتش متريكس للبيانات.
أحد الأسباب الممكنة وراء ذلك هو أن الحادث ولد ميلاً قوياً إلى تغطية أنباء الإنترنت من المواقع الإعلامية، والمدونات، والوسائط الاجتماعية، التي كانت تشير إلى ميزات تارجت، والتي بدورها ربما ساعدت في رفع مرتبة تارجت على الإنترنت.
يقول روبرت هانسِن، مدير إدارة المنتجات في شركة واين هات للأمن: «تعتبر جوجل أن هذه الروابط الجديدة هي علامة الثقة في PageRank، خوارزمياتها المستخدمة لترتيب التقييمات، وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة التقييمات على محرك البحث».
بطبيعة الحال شركة تارجت معروفة على الإنترنت وخارجها. وبالتالي فإن ارتفاع مرتبتها في محركات البحث لا يقترب ولو على مسافة بعيدة من أن يطغى على الآثار السلبية الناتجة عن تعرض الشركة للاختراق. لكن بالنسبة للشركات التي لا ضمير لها والتي ترغب بشدة في رفع صورتها في الأذهان على شبكة الإنترنت المزدحمة أصلاً بالشركات، فإن ترويج الاختراق، أو حتى التظاهر بأنها تعرضت لاختراق معين، يمكن أن يكون مخططاً فعالاً في رفع مكانة شركة غير معروفة لتصبح مرئية على الإنترنت.
قال هانسِن، وهو باحث في شؤون الأمن يعطي دورات منتظمة في مؤتمرات بلاك هات وديفكون لمكافحة القرصنة: «هناك نظرية تقول إنه على نطاق صغير على الإنترنت، من الممكن أن تستخدم حدثاً ناتجاً عن الاختراق لمصلحتك ورفع مرتبتك في تقييمات نتائج البحث في جوجل». وقال إن اختراق تارجت أثار الجدل في الأوساط الأمنية حول هذا النوع من التلاعب في جوجل.
وقد حدث هذا من قبل. في عام 2012 حُكِم على رجل في بروكلين اسمه فيتالي بوركر، الذي كان يدير موقعاً يدعى DecorMyEyes، بالسجن 4 سنوات لأنه كان ضالعاً في مخطط يقوم فيه بتهديد الزبائن بالعنف ضدهم من أجل توليد دعاية سلبية ورفع مرتبة الموقع في تقييمات جوجل، وفقاً لتقرير في النيويورك تايمز.
لكن النجاح في حيلة القرصنة ليس بالأمر السهل. قال داني ساليفان، رئيس تحرير Search Engine Land، إن التحدي الأساسي لمثل هذه المخططات سيكون التنبؤ بسلوك الصحفيين الذين يكتبون عن هذه المواضيع.
ويقول: «معطم المنشورات تعتبر سيئة من حيث الربط بأي موقع. وإذا فعلوا ذلك، فإننا على الأرجح سنربط الموقع بالصفحة الرئيسية لشركة تارجت مع كلمة تارجت، وهو ما يمكن أن يساعد في رفع مكانة تارجت في نتائج البحث».
لكن إذا استمرت هذه الممارسة وتكررت، فإنها ستصبح التجسيد في العصر الرقمي للمثل القديم «ليست هناك دعاية سيئة».
بطبيعة الحال إذا كان ذلك يؤدي إلى الربط بصفحتك الرئيسية