بوتين ويانوكوفيتش في مناسبة احتفالات البحرية الروسية في صيف 2013
الوكالات - سيمفروبول - كييف - فيلنيوس (ليتوانيا) 2014/03/01 - 03:05:00
سيطر مسلحون على مطارين بمنطقة القرم أمس الجمعة، فيما وصفته الحكومة الأوكرانية بأنه غزو واحتلال من جانب قوات روسية، ما أدى الى زيادة التوتر بين موسكو والغرب. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن الاسطول الروسي في البحر الاسود المتمركز في المنطقة نفيه انه شارك في الاستيلاء على أحد المطارين، بينما وصف مؤيد المجموعة في الجانب الآخر بأنها ميليشيات من القرم.
ووسط هذا الغموض بشأن هوية المسلحين أقال القائم بأعمال الرئيس اولكسندر تورتشينوف رئيس الاركان، بينما حث البرلمان موسكو على وقف أي عمل من شأنه ان يشجع المشاعر الانفصالية، وطلب من مجلس الامن الدولي بحث الازمة.
قالت ليتوانيا التي تتولى حاليا رئاسة مجلس الامن الدولي: انها ستطلب من المجلس مناقشة التوتر المتصاعد في شبه جزيرة القرم الاوكرانية.
وقال وزير الخارجية ليناس لينكفيشيوس للصحافيين في فيلنيوس: «طلبت من بعثتنا (في الامم المتحدة ) القيام بكل الخطوات الممكنة لضمان ادراج الوضع الامني في اوكرانيا على جدول اعمال مجلس الامن». وأقر الوزير الليتواني بان الخطوة يمكن ان تصطدم بعقبات، اذ انها تحتاج لدعم الدول دائمة العضوية في المجلس والتي تتمتع بحق الفيتو، ومنها روسيا. وقال لينكفيشيوس: «ما يحصل في القرم يبدو عدوانا عسكريا واحتلالا للمنطقة» مضيفا: انه استدعى السفير الروسي الى فيليوس لشرح موقع بلاده من الاحداث هناك.
ويتصاعد التوتر في شبه جزيرة القرم وهي المنطقة الوحيدة في أوكرانيا التي تعيش فيها غالبية من الجالية الروسية، وآخر معقل مقاومة للاطاحة بفيكتور يانوكوفيتش من منصب الرئيس منذ نحو اسبوع.
واتهم وزير الداخلية في الحكومة الجديدة ارسين أفاكوف القوات البحرية الروسية بالاستيلاء على مطار عسكري قرب ميناء سيفاستوبول، حيث توجد قاعدة للاسطول الروسي في البحر الاسود وقوات روسية اخرى بالاستيلاء على مطار سيمفروبول الدولي المدني.
وقال أفاكوف في صفحته على فيسبوك: «أعتبر ما حدث غزوا مسلحا واحتلالا في انتهاك لجميع الاتفاقات والاعراف الدولية».
وقوبل هذا بنفي روسي للاشتراك في العمل المسلح في المطار. ونقلت وكالة انترفاكس عن متحدث باسم الاسطول قوله: «لم تتحرك وحدات من اسطول البحر الاسود، وبالتالي لم تشارك في أي حصار».
وبالقرب من المطار العسكري أغلق ستة رجال يرتدون زيا مموها ويحملون اسلحة آلية الطريق، باستخدام شاحنة لا تحمل لوحات معدنية. ومنع افراد ميليشيا متطوعون الصحفيين من الاقتراب منهم. وأغلقوا طريقا ثانيا يبعد نحو 150 مترا.
وقال مكسيم لوفينتسكي (23 عاما) وهو أحد المتطوعين الذين يحرسون الموقع: «بالطبع هم روس». وأضاف: «جاءوا الليلة الماضية».
وظهر يانوكوفيتش أمام الصحفيين في مدينة روستوف اوندون أمس الجمعة، وتعهد باستمرار العمل من أجل مستقبل اوكرانيا. وقال انه اضطر الى مغادرة اوكرانيا بسبب التهديدات. واعتبر أن «السياسات غير المسؤولة» للغرب هي سبب الازمة في اوكرانيا، وقدم اعتذاره الى الشعب الاوكراني لأنه هرب ولم يصمد بما فيه الكفاية لمواجهة الوضع.
ومن جهته لم يذكر الرئيس فلاديمير بوتين ان كانت موسكو ستؤوي الزعيم السابق الهارب والمطلوب لدى الحكومة الجديدة في اتهامات تتعلق بالقتل الجماعي بعد موت محتجين في كييف الاسبوع الماضي. وفي كييف قال مكتب المدعي العام ان اوكرانيا ستطلب من موسكو تسلم يانوكوفيتش اذا تأكد انه في روسيا.
وقال الحكام الجدد في أوكرانيا ان القروض التي تبلغ قيمتها 37 مليار دولار اختفت من حسابات الدولة اثناء السنوات الثلاث التي أمضاها يانوكوفيتش في السلطة.
وقالت هيئة سوق المال السويسرية (فينما) ان الحكومة السويسرية أمرت بتجميد أرصدة 20 أوكرانيا بينهم يانوكوفيتش وابنه اولكساندر.
وداهمت الشرطة مكاتب شركة ليانوكوفيتش في جنيف، بينما فتح ممثل للادعاء في المدينة تحقيقا في غسل أموال للرئيس الاوكراني المعزول وابنه.
وقالت وزارة الخارجية ان النمسا جمدت حسابات 18 أوكرانيا في بنك محلي؛ للاشتباه في ارتكابهم انتهاكات لحقوق الانسان أو فساد دون ان تذكر اسماء.
وطلبت الولايات المتحدة من روسيا ان تظهر في الايام القليلة القادمة انها مخلصة بشأن وعدها عدم التدخل في أوكرانيا، قائلة: ان استخدام القوة سيكون خطأ جسيما.
وقال الكرملين ان بوتين أمر حكومته بمواصلة المحادثات مع أوكرانيا بشأن العلاقات الاقتصادية والتجارية والتشاور مع الشركاء الاجانب بما فيهم صندوق النقد الدولي بشأن المساعدات المالية.
وقال الكرملين أيضا: ان بوتين أمر الحكومة ببحث طلب من منطقة القرم بشأن مساعدات انسانية، لكنه لم يشر مباشرة الى الاحداث الاخيرة.
وكان يانوكوفيتش قد أثار احتجاجات في نوفمبر تشرين الثاني بالتراجع عن صفقات مع الاتحاد الاوروبي، وقال بدلا من ذلك: ان كييف ستسعى لعلاقات اقتصادية وتجارية أوثق مع روسيا.
وفي ديسمبر كانون الاول وعد بوتين الرئيس المعزول بصفقة انقاذ قيمتها 15 مليار دولار، لكن روسيا جمدتها بعد ان قدمت دفعة أولى قائلة: انها تريد مزيدا من الوضوح بشأن الحكومة الجديدة وسياساتها.