مقاتل من الثوار يمشي في ما كان يعرف بالسوق القديمة في حلب
قوات الأسد تقتل 20 مسلحا في كمين بالغوطة الشرقيةالوكالات ـ حلب 2014/03/01 - 03:05:00
أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن مقاتلي داعش المطاردون من قبل قوات الجيش السوري الحر والجبهة الإسلامية انسحبوا أمس، من عدة بلدات في ريف محافظة حلب في شمال سوريا، في خطوة تأتي عشية انتهاء مهلة حددتها جبهة النصرة لهم.
وكان ابو محمد الجولاني، زعيم الجبهة التي تعد بمثابة الذراع الرسمي للقاعدة في سوريا، أمهل الثلاثاء «الدولة الاسلامية للعراق والشام» (داعش) خمسة ايام للاحتكام الى «شرع الله» لحل الخلافات، مهددا في حال عدم تجاوبها مع ذلك، بقتالها في سوريا والعراق.
وقال المرصد: «انسحب مقاتلو الدولة الاسلامية في العراق والشام من مدينة اعزاز بشكل كامل باتجاه المناطق في ريف حلب الشرقي». وتعد اعزاز الحدوية مع تركيا، ابرز معاقل داعش في حلب. كما انسحب عناصر التنظيم «من مطار منغ العسكري»، فيما لا يزال مقاتلوه متمركزين في بلدة منغ القريبة من المطار، كما انسحبوا من بلدة ماير وقريتي دير جمال وكفين.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان ريف حلب يشكل نقطة الضعف (لداعش) وهم يخشون هجوما من جبهة النصرة وبقية الكتائب المقاتلة، عليهم بعد انقضاء المهلة». وأوضح ان التنظيم «اتجه شرقا، نحو بلدات قريبة من ريف الرقة، مشيرا الى ان مقاتلي التنظيم «تحصنوا في بلدتي جرابلس ومنبج» الواقعتين في اقصى ريف حلب الشرقي على تخوم محافظة الرقة التي تسيطر عليها داعش في شكل شبه كامل.
ومنحت النصرة المهلة للدولة الاسلامية اثر مقتل ابو خالد السوري، وهو قيادي في «الجبهة الاسلامية» التي تقاتل منذ شهرين الدولة الاسلامية، نهاية الاسبوع الماضي بتفجير سيارة مفخخة في حلب.
ويعد ابو خالد السوري من ابرز القادة الجهاديين، وقال عنه الجولاني انه صاحب أسامة بن لادن ومساعده أيمن الظواهري (...) وغيرهم في تنظيم القاعدة.
واتهم المعارضون الدولة الاسلامية بالوقوف خلف مقتل ابو خالد السوري.
قال أحد الخبراء «يبدو ان الاستراتيجية الوحيدة المتبقية لداعش هي الانسحاب، من حيث تجد فيها نفسها ضعيفة، والانتقال الى مراكز قوتها»
وأعلن تنظيم القاعدة بلسان زعيمه ايمن الظواهري ان «جبهة النصرة» هي ممثله الرسمي في سوريا، وتبرأ من «الدولة الاسلامية في العراق والشام» بزعامة ابو بكر البغدادي، والتي كانت اعلنت مبايعتها للقاعدة، ومن القتال الذي تشنه ضد الكتائب المعارضة للنظام السوري.
ومنذ بداية كانون الثاني/يناير، تدور معارك بين الدولة الاسلامية وتشكيلات اخرى من المعارضة السورية، أدت الى مقتل نحو 3300 شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأكد «مركز اعزاز الاعلامي» انسحاب تنظيم الدولة الاسلامية من المدينة. وكتب على صفحته على موقع فيسبوك «تم تحرير المدينة من أزلام البغدادي (في اشارة الى زعيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي) على يد ابطال الجيش الحر». وكانت الدولة الاسلامية سيطرت على المدينة في 18 ايلول/سبتمبر اثر معارك مع «لواء عاصفة الشمال» المرتبط بالجيش السوري الحر.
ويقول الخبير الزائر في معهد بروكينغز الدوحة تشارلز ليستر: «يبدو ان الدولة الاسلامية اتخذت القرار الاستراتيجي بتعزيز مواقعها في شرق حلب وعلى كل الطرق التي تقود الى -درة تاجها-، مدينة الرقة».
أضاف: «يبدو ان الاستراتيجية الوحيدة المتبقية للدولة الاسلامية هي الانسحاب، من حيث تجد فيها نفسها ضعيفة، والانتقال الى مراكز قوتها».
وحذر الجولاني داعش أنه في حال عدم تجاوبها مع المهلة فإنه سيتم «نفيها» من سوريا وحتى العراق.
وأشار الخبير في الحركات السلفية والجهادية رومان كاييه الى ان المواقع الالكترونية المرتبطة بالجهاديين تتوقع ردا من الدولة الاسلامية «خلال الايام المقبلة»، على لسان المتحدث باسمها ابو محمد العدناني.
في غضون ذلك، تواصلت اعمال العنف بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة.
وأعلنت وكالة أنباء النظام السوري (سانا) أنه «بناء على معلومات استخباراتية دقيقة وفي كمين محكم، فإن وحدة من قوات الأسد قضت على أكثر من 20 مقاتلا، وأصابت آخرين، أثناء تسللهم على احد الطرق الفرعية بين الغوطة الشرقية والقلمون بريف دمشق».
يأتي ذلك بعد يومين من كمين مشابه اوقع اكثر من 175 قتيلا في صفوف المقاتلين في الغوطة الشرقية، بحسب اعلام النظام السوري.
إلا ان المعارضة وصفت ذاك الكمين بأنه «حمام دم بحق مدنيين» كانوا يحاولون الخروج من مناطق محاصرة في الغوطة الشرقية.
وتشهد منطقة القلمون الاستراتيجية الحدودية مع لبنان، معارك عنيفة بين مقاتلي المعارضة، والقوات النظامية وعناصر من حزب الله اللبناني.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن الطيران الحربي نفذ «اكثر من 16 غارة» على الطريق الممتدة بين بلدة فليطة السورية، وبلدة عرسال في شرق لبنان.
الى ذلك، اعلن الجيش اللبناني انه «حوالى الساعة 11,15 (9,15 تغ)، تعرّضت بلدة بريتال (التي تعد منطقة نفوذ لحزب الله) ومحيطها لسقوط ثلاثة صواريخ مصدرها الجانب السوري، أدت الى اضرار مادية».
وتعرضت مناطق عدة في شرق لبنان لسقوط صواريخ من الجانب السوري، في هجمات تبنت معظمها مجموعات مقاتلة في سوريا، قائلة انها رد على مشاركة الحزب في المعارك الى جانب النظام السوري.