مدني أثناء حديثه في الاجتماع الطارئ للمنظمة في جدة أمس
عبدالعزيز العمري – جدة 2014/02/21 - 03:05:00
قررت اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي في اجتماعها الطارئ مفتوح العضوية، الذي عقد في مقر الأمانة العامة في جدة يوم امس، إيفاد وفد رفيع المستوى يقوده وزير خارجية جمهورية غينيا، لونسيني فال، رئيس مجلس وزراء الخارجية إلى بانغي عاصمة افريقيا الوسطى؛ لتقييم الوضع والتواصل مع السلطات فيها، وقررت تعيين ممثل للأمين العام لقيادة جهود حل الأزمة وبناء السلام في البلاد.
وفي إشارة إلى خطورة الوضع على الأرض، قال الأمين العام إياد مدني -مخاطبا الاجتماع الطارئ على المستوى الوزاري لبحث التطورات الخطيرة في جمهورية أفريقيا الوسطى-: إن التطهير بحق المسلمين المتمثل في الإبادة الجماعية متواصل حاليا. وأوضح أن العاصمة بانغي تم تفريغها من سكانها المسلمين، ولم يتبق سوى ربعهم في مخيمات النازحين، كما قام عشرات الآلاف من المسلمين في الأقاليم الأخرى من جمهورية أفريقيا الوسطى بنزوح جماعي إلى تشاد والكاميرون ومالي والسنغال والنيجر ونيجريا والسودان.
وطالب مدني المجتمع الدولي بالعمل على نحو جماعي؛ لمساعدة السلطات الجديدة على استعادة النظام وتحقيق الاستقرار في البلاد، بسبب تداعيات الأزمة على السلام والأمن والاستقرار ليس في المنطقة بأسرها، بل وخارجها.
ورحب الأمين العام بقرار مجلس الأمن نشر قوات للاتحاد الأوروبي، وكذلك بقرار فرنسا رفع مستوى قواتها، وناشد السلطات الجديدة في جمهورية افريقيا الوسطى بقيادة الرئيسة المؤقتة كاثرين سامبا-بانزا ومجلس الأمن الدولي والقوة الفرنسية وبعثة الدعم الدولية بقيادة افريقية في جمهورية أفريقيا الوسطى التي تعمل في البلاد؛ للاضطلاع بمسؤوليتها كاملة في حماية حياة جميع المدنيين.
وأشاد بالتزام الاتحاد الإفريقي والرئيس الانتقالي للبلاد باتخاذ جميع التدابير اللازمة، بما في ذلك استخدام القوة لشن حرب على ميليشيا "أنتي-بالاكا" التي صنفتها فرنسا الأسبوع الماضي بأنها عصابة إجرامية يتعين مواجهتها. وأضاف: نتطلع أن ينظر الاتحاد الإفريقي على وجه الاستعجال في السماح للأمم المتحدة بتحويل بعثة الدعم (MISCA) إلى بعثة للأمم المتحدة.
وحث الأمين العام على التحرك بأسرع وقت ممكن؛ لتخفيف الكارثة الإنسانية التي تكتنف البلاد والمنطقة، مشيرا إلى أن منظمة التعاون الإسلامي بدأت بعض الإجراءات في هذا الصدد، حيث عاد فريقها للتو من تشاد بعد تقديم مساعدات إنسانية للاجئين في العديد من المخيمات الموجودة سواء في العاصمة نجامينا أو في مدن سحر وسيدو ودوبا.
وأكد مدني أن منظمة التعاون الإسلامي ستعمل بكل طاقتها للتواصل مع السلطات الجديدة في إفريقيا الوسطى؛ لإعطاء الأولوية للجهود والإجراءات التي تعزز الحوار والمصالحة الوطنية الدائمة، مثمنا في هذا الصدد كل الجهود المبذولة من منظمات التقارب بين الأديان، والجهد الشامل الحالي الذي يقوم به مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا، لترتيب جلسات حوار شاملة بين القيادات الدينية والمجتمعية في إفريقيا الوسطى.
وأبدى الأمين العام استعداد المنظمة للعمل مع حكومة جمهورية افريقيا الوسطى للمساهمة في عملية إعادة الاستقرار والأمن في البلاد، وفي الوقت نفسه التصدي للإفلات من العقاب.