الجيش الأردني يرفع حالة الاستعداد على الحدود السورية
عدنان برية - عمان 2014/02/20 - 03:08:00
تشهد الجبهة السورية، المحاذية للأردن، تكتيكا عسكريا جديدا، يتضمن قرارات مشددة من مرجعيات عليا في الدولة، تسمح باستخدام القوة العسكرية لمنع تسلل المقاتلين إلى المملكة.
وفيما ظهر أنه "تمركز تكتيكي جديد" للدولة الأردنية، صدرت أوامر عليا بمنع المتسللين المسلحين من العبور إلى الأردن من الجانب السوري، واستخدام الرصاص الحي لتطبيق هذه الاوامر.
الأيام الخمسة الأخيرة، شهدت إصابة ومقتل نحو 18 متسللا مسلحا، حاولوا اجتياز الحدود السورية باتجاه الأردن، ورفضوا الامتثال لقوات حرس الحدود الأردنية، والعودة من حيث أتوا، ما أضطر الجيش الأردني إلى إطلاق النار باتجاههم.
مصدر أردني رفيع المستوى أبلغ "اليوم" أن "قرارا سابقا صدر بمنع دخول المقاتلين، من مختلف الجنسيات، إلى الأردن، سواء للمكوث فيه أو لمغادرته باتجاه سوريا"، بيد أن الجديد "منع المقاتلين المتواجدين في سوريا من الخروج عبر الأردن، سواء كانوا مسلحين أم بلا سلاح".
مصدر أردني رفيع المستوى أبلغ «اليوم» أن «قرارا سابقا صدر بمنع دخول المقاتلين، من مختلف الجنسيات، إلى الأردن، سواء للمكوث فيه أو لمغادرته باتجاه سوريا»، بيد أن الجديد «منع المقاتلين المتواجدين في سوريا من الخروج عبر الأردن، سواء كانوا مسلحين أم بلا سلاح»
وبين المصدر، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، أن "أوامر عليا من قيادة الجيش صدرت، في أعقاب معلومات عن تسرب عناصر مسلحة إلى الأردن، باستخدام القوة حال عدم امتثالها للعودة إلى سوريا".
"حركة المتسللين على الحدود الأردنية-السورية تسير في الاتجاهين"، هذا ما اوضحه المصدر، مبينا أن "مقاتلين أردنيين وعربا يسعون إلى الانتقال إلى سوريا، وكذلك مقاتلون هناك يسعون إلى الانتقال إلى الأردن، وهو ما يقلق السلطات الأمنية محليا".
الحكومة الأردنية، وعلى لسان الناطق باسمها د.محمد المومني، أكدت مرارا جاهزية الجيش الأردني لردع المتسللين إلى المملكة.
وقال المومني، في تصريحات للتلفزيون الرسمي: إن "الأردن لديه معادلة ردع عسكري ممتازة وهائلة، بكافة المقاييس العسكرية، وقادرة على التأكد أن الحدود لن يتسلل إليها أحد، أو ما من شأنه أن يخل بأمن البلد".
ولكن الغريب في تصريح المومني قوله إن "الأردن يخوض حرباً ضروسا، للحفاظ على حدوده من التنظيمات الإرهابية القريبة، أو ضد أي شخص تسول له نفسه العبث بأمننا واستقرارنا".
تصر عمان على نفي تدريب مقاتلين على الأراضي الأردنية، سواء في معسكرات تدريب تابعة للجيش الأردني أو قواعد عسكرية أمريكية في الأردن. ويبدي المراقبون مخاوف عديدة من انتقال عناصر تستهدف إثارة القلاقل في الأردن، ويرون أن نظام بشار الأسد سيسعى إلى ذلك للتخفيف من حدة المأزق الذي يتعرض له، خاصة بعد تصاعد حدة الخطاب الذي يستخدمه ممثل سوريا في الأمم المتحدة حيال عمان.
يقول رئيس مجلس الأعيان الأردني السابق طاهر المصري، السياسي المخضرم ورئيس الوزراء الأسبق: إن "حزاما محكما بات يطوق الأردن من جبهتيه الشرقية والشمالية، يتضمن تحالفا امنيا ممتدا من ايران إلى العراق و لبنان، تقوده روسيا".
وبين المصري، الذي تحدث في لقاء حضرته "اليوم"، أن "الأردن يحرص أن يمر من الأزمة السورية بأقل حد من التأثر بتداعياتها"، مشيرا إلى "عمق علاقات الأردن مع جنوبه الخليجي، ممثلا بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات".
لم يبتعد لقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بالرئيس الأمريكي باراك أوباما كثيرا عن الجبهة السورية، إذ شكلت محورا مهما في مباحثات الجانبية، هذا ما قاله مصدر رفيع في الديوان الملكي الأردني لـ"اليوم".
وأشار المصدر إلى أن "مباحثات عبدالله الثاني-أوباما ركزت على تسخين الجبهة السورية، في إطار الاستعدادات الجارية للبدء بمعركة دمشق".
وبين المصدر أن "الأردن سيسعى إلى تأمين جبهته الشمالية بكل ما لديه من قوة عسكرية، خاصة في ظل توقعات بطول أمد الصراع في سورية".
واستنادا لتقارير إعلامية فإن آلاف المقاتلين السوريين يستعدون للهجوم على دمشق، انطلاقا من جنوب سورية، بمؤازرة مجموعات مقاتلة تدرب بعضها في الأردن.