الوزير لافروف أثناء لقائه وزير الخارجية الألماني في موسكو
الوكالات- موسكو 2014/02/15 - 03:10:00
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس: إن محادثات السلام السورية يجب ألا تركز على تشكيل هيئة حكم انتقالي فحسب. كما اتهم الأوروبيين بأنهم يريدون إقامة «منطقة نفوذ» في أوكرانيا.
وقال لافروف: إن المعارضة السورية ومن يؤيدونها يحاولون إخراج المفاوضات عن مسارها.
وقال لافروف: «لدينا انطباع أن أولئك بعد أن ضمنوا مشاركة المعارضة في هذه العملية يدعون لأن تركز المحادثات على تحقيق بيان جنيف بالكامل وفي الواقع يعنون تغيير النظام»، وكان لافروف يشير إلى وثيقة جنيف1 التي خرجت في جولة سابقة من المحادثات.
واستطرد لافروف في مؤتمر صحفي مشترك بعد محادثات مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير «لأن كل ما يريدونه هو الحديث عن تشكيل هيئة حكم انتقالي».
وتشير تصريحات لافروف مرة أخرى إلى دعم موسكو لحكومة بشار الأسد التي قاومت مناقشة تشكيل هيئة حكم انتقالي وتريد التركيز على مكافحة «الإرهاب».
منطقة نفوذ
من جهة أخرى، اتهم الوزير الروسي الأوروبيين بأنهم يريدون إقامة «منطقة نفوذ» في أوكرانيا التي تشهد حركة احتجاج غير مسبوقة ضد النظام منذ قرابة ثلاثة أشهر، عبر التدخل في شؤونها الداخلية. وقال الوزير: «بالضغط على أوكرانيا للذهاب في اتجاه واحد، وبتحذيرها بوجوب اختيار هذا الطرف أو ذاك؛ أن تكون مع الاتحاد الأوروبي أو مع روسيا، يدل على أنهم يحاولون في الأساس إقامة منطقة نفوذ».
وأضاف لافروف «يبدو لي أن إرسال موفدين يوميًا ليس بالأمر السليم ولا اللائق إطلاقًا عندما نتكلم عن حرية الاختيار»، في إشارة إلى زيارات ممثلين أوروبيين وأمريكيين كبار إلى كييف.
وتابع الوزير الروسي «يأتون إلى كييف من دون دعوة، ويحاولون إقناع المسؤولين الأوكرانيين بأن يختاروا ما يحظى بتشجيع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة».
من جهته، قال شتاينماير في المؤتمر الصحافي: إن «ما يحصل في أوكرانيا ليس لعبة شطرنج جيوسياسية، لكن يتعين علينا السماح للأوكرانيين بالتقدم على طريقهم الخاص».
وأضاف «عندما ننظر إلى الوضع السياسي في أوكرانيا، لا مصلحة لأحد بإشعال برميل البارود».
وكان شتاينماير دعا في مقابلة مع صحيفة روسية في أول زيارة له لموسكو إلى الحوار مع موسكو مؤكدًا أن «لا مصلحة لأي شخص في تصعيد الوضع».
وقال شتاينماير في مقابلة مع صحيفة كومرسانت الروسية: «بدون روسيا لا تسير الأمور على ما يرام. نحتاج إلى بعضنا البعض لتجاوز البؤر الكبرى للنزاعات»، وذكر خصوصًا الملف السوري والبرنامج النووي الإيراني وأفغانستان.
وأضاف إن سياسة الاتحاد الأوروبي حيال جاراتها في الشرق «ليست لعبة جيوسياسية من أجل منطقة نفوذ موروثة عن الحرب الباردة ولا مناورة ضد روسيا».
وبدون أن يذكر أوكرانيا أكد أن المساعدة التي يريد الاتحاد الأوروبي تقديمها لدول أوروبا الشرقية «ستساعد المنطقة بأسرها التي ستستفيد فورًا من مبادلات تجارية أكبر ومزيد من الاستقرار السياسي».
وتابع «أعتقد أنه من الممكن اتباع مسار كهذا يعود بالفائدة على الجميع بالتأكيد هذا يشمل روسيا؛ لذلك علينا التفكير معًا في فرص وشروط وحدود تكامل اقتصادي أكثر تقدمًا في أوروبا وروسيا وجيراننا المشتركين».
وحول أوكرانيا أكد الوزير الألماني «علينا جميعًا المساهمة في تشجيع الحوار بين المعارضة وممثلي الحكومة في أوكرانيا. في هذا المجال، يمكن لروسيا تقديم مساهمة بناءة».
وأدى تراجع السلطات الأوكرانية عن مشروع شراكة مع الاتحاد الأوروبي لمصلحة الاقتراب من روسيا، في نهاية نوفمبر الى حركة احتجاج غير مسبوقة تحولت إلى تظاهرات تخللتها أعمال عنف في يناير أوقعت أربعة قتلى على الأقل و500 جريح.
ومنذ ذلك الوقت يعتصم متظاهرون في وسط كييف وأحاطوا أنفسهم بحواجز ومتاريس