الرئيس الامريكي في جلسة للكونغرس
الرئيس الأمريكي يريد إنعاش فترة ولايته الثانية عقب فتور بائسرائد الجريري - واشنطن 2014/02/12 - 03:10:00
ما هي المعارك السياسية الداخلية التي ستهيمن على العاصمة الامريكية واشنطن خلال العام الحالي؟. الاجابة واضحة لدى غالبية الساسة والكثير من المحللين للشأن الداخلى الأمريكي: السيطرة على مجلس الشيوخ، تنفيذ قانون الرعاية الصحية، ومحاولة دفع يائسة لمشروع اصلاح نظام الهجرة ستكون العناوين الرئيسة التي ستنتزع النقاش خلال الأشهر المقبلة، اضافة لملفات مثيرة للجدل تتمحور حول الأمن القومي واعانات البطالة.
الشتاء القارس الذي منح واشنطن القليل من الهدوء سينتهى مبكرا، حيث يتحفز الرئيس الأمريكي وحزبه الديمقراطي ومنافسه الجمهوري لطرح أجندة ثقيلة في العام الجاري، وهم لا يتورعون عن تهديد الطرف الآخر بالفشل.
يقول المحلل السياسي بوب كوزاك في حديث خاص لـ «اليوم» إن القضية الأهم التي تستحق المراقبة بعمق هي اصلاح قانون الهجرة، مضيفا: «اوباما لم يهاجم الجمهوريين بعد في الوقت الراهن لاستمرارهم في اعاقة اقرار القانون واصرارهم بعناد على عدم تحريك الملف، ولكن هذه الرقة في التعامل ستزول مع اقتراب موعد الانتخابات التمهيدية وقبل ارتفاع الدفء في الطقس» .
ويتابع: «نقاد المشروع ينظرون بريبة إلى المتحدث الرسمي لمجلس الشيوخ، جان بوينير، في هذه القضية الشائكة؛ لانه وظف مؤخرا مساعدا كان يعمل لدى عضو مجلس الشيوخ جون ماكيين الذي صوت بدوره لصالح القانون في تصويت مبدئي غير حاسم، ما يعزز الاعتقاد بان المتحدث يحاول ضمن حربه على «حزب الشاي» تمرير القانون في وقت مبكر هذا العام .
بدوره يفسر المحلل السياسي روربرت جوليان في حديث لـ«اليوم» رؤيته لاعصار واشنطن القادم بالقول: «الرئيس الأمريكي يريد أن ينعش فترة ولايته الثانية التي تشهد فتورا بائسا إلى درجة مقارنتها بفترة الرئاسة الثانية للرئيس السابق جورج بوش».
يقول المحلل السياسي بوب كوزاك في حديث خاص لـ «اليوم» إن القضية الأهم التي تستحق المراقبة بعمق هي اصلاح قانون الهجرة، مضيفا: «اوباما لم يهاجم الجمهوريين بعد في الوقت الراهن لاستمرارهم في اعاقة اقرار القانون واصرارهم بعناد على عدم تحريك الملفويضيف جوليان: «لقد وعد اوباما في خطاب الاتحاد بانه سيعيد فترة رئاسته الى المسار الصحيح متفائلا بان عام 2014 سيكون عام انفراج.
ويتابع: «اذا لم يحرك اوباما الملفات المهمة فستنخفض شعبيته الى مستوى أدنى ما قد يعرض للخطر سيطرة الحزب الديمقراطي على مجلس النواب، وسيدعم ذلك الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية القادمة، ولكن التغييرات الحادة التى أجراها الرئيس في طاقمه بالبيت الابيض وفرت الكثير من التفاؤل في «الكابيتول هيل» عند قادة الحزب الديمقراطي بان النشاط سيعود مجددا الى واشنطن .
ويقول جولين بان: «الجميع يتساءل عن مستقبل قانون الرعاية الصحية، وهم سيحصلون على اجابة هذا العام» مضيفا: «بدايات تنفيذ القانون كانت تجربة فاشلة بوضوح وصلت الى حد الفوضى والاحباط، واذا لم ينخرط الشباب بعدد كافٍ في التسجيل للنظام فان ذلك سيكون كافيا للجمهوريين للحصول على سلاح سياسي في الانتخابات القادمة، ولكن زعماء الحزب الديمقراطي مثل «هاري ريد» يقولون ان نتائج التسجيل ستكون صافية وايجابية قبل الخريف.
الأمن القومي سيكون ساحة لاحتدام الصراع السياسي للعام الجاري، ليس فقط بين الجمهوريين والديمقراطيين، بل بين ادارة اوباما وحلفائه التقليديين في مجلس الشيوخ بدءا من قضية التنصت وتسريبات سنودون إلى محاولة فرض تمرير عقوبات اضافية على ايران والوجود الامريكي في افغانستان.
يقول المحلل السياسي جوستن الين:«ادارة اوباما -كما هو معروف- توصلت الى اتفاق مبدئي مع ايران، ولكن هذا الاتفاق تعرض لانتقادات عنيفة من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء والعديد من المشرعين بما في ذلك السناتون تشارلز شومر (نيويورك) يريدون تمرير قوانين لفرض المزيد من العقوبات على ايران رغم تعهد البيت الابيض باستخدام حق النقض «الفيتو» ضد مشروع كهذا سيجعل القضية اختبارا لعلاقات ادارة اوباما مع حلفائها الديمقراطيين في الكونغرس.
ويضيف: «اوباما قال مرارا بان القوات الامريكية ستغادر افغانستان بحلول العام الجاري، ولكن العديد من المشرعين يراقبون مسألة الوجود الامريكي بعد ذلك في ظل علاقة مضطربة مع الرئيس الافغاني حامد كرزاي الذي لا يزال يرفض التوقيع على اتفاق أمني لعام 2015.
نتائج الانتخابات النصفية المقبلة هي المكافأة التي يريد الحصول عليها الفرقاء في واشنطن، الجمهوريون بحاجة للفوز في ستة مقاعد لانتزاع السيطرة على مجلس النواب، وهذا أمر صعب، كما يتفق محدثونا رغم انحياز التاريخ والخارطة السياسة إلى جانبهم، ولكن من المحتمل أن يحاول العديد من مرشحي الحزب الديمقراطي في الولايات الحمراء «ذات الاغلبية الجمهورية» وابرزهم السناتور مارك بدوبور من اركنساس النأي بأنفسهم عن الرئيس الامريكي اوباما.
الديمقراطيون بدورهم يزعمون أن لديهم القدرة على استعادة الاغلبية من مجلس الشيوخ، ولكن هذا امر غير محتمل، فهم بحاجة للفوز بـ 16 مقعدا خاصة بعد اصطدام حماسهم بحائط فشل تنفيذ الرعاية الصحية.