المدير العام لوكالة الطاقة الذرية ووزير الخارجية الايراني
أ ف ب - طهران 2014/02/09 - 03:05:00
استؤنفت المحادثات بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وايران أمس للبحث في مسألة حساسة متعلقة بشق عسكري محتمل في برنامجها النووي، وكذلك في تدابير ملموسة لتحسين الشفافية.
ويأتي اللقاء في اطار خارطة طريق وضعت في نوفمبر الماضي بين الوكالة وإيران، تتضمن ست مراحل، على ايران تنفيذها قبل 11 فبراير، منها زيارة خبراء من الوكالة الى مصنع انتاج المياه الثقيلة في اراك.
وفي مرحلة ثانية يفترض ان تتناول المحادثات مسائل «أصعب» كما نبه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو، من دون توضيح ما اذا كانت الشروط المطلوبة قد استوفيت جميعها.
وأكد المتحدث باسم المنظمة الايرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي الخميس ان مدى التعاون المقبل سيتقرر وفقا للتقييم الذي ستجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتدابير المتخذة خلال هذه الاشهر الثلاثة الاولى، وفق تصريحات اوردتها وكالة الانباء الطلابية ايسنا.
وقد وصل فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يترأسه كبير المفتشين تيرو فاريورنتا الى طهران مساء الجمعة لتقييم تطبيق هذه التدابير كما قال كمالوندي معبرا عن أمله في «ان تتبدد شكوك الوكالة».
وبدأ خبراء الوكالة قبل الظهر محادثاتهم مع المسؤولين النوويين الايرانيين الذين يترأسهم السفير الايراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية رضا نجفي، كما نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ايرنا عن كمالوندي.
وقد يتم تمديد المحادثات في حال تسجيل تقدم كبير بحسب معلومات صحافية.
وهذه المحادثات التي تجري في اطار خارطة طريق رسمت في نوفمبر الماضي بعد سنتين من المفاوضات، منفصلة عن تلك التي تجري حول الاتفاق التاريخي الذي ابرم بعيد ذلك بين ايران ومجموعة الدول الست المعروفة بـ5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا).
وفي اطار خارطة الطريق هذه زار مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الثامن من ديسمبر مصنع اراك لانتاج المياه الثقيلة، الذي يشكل احدى نقاط التعثر في المفاوضات النووية بين ايران والقوى العظمى.
فهذا الموقع يمكن نظريا ان يوفر لايران مادة البلوتونيوم التي من شأنها ان تقدم بديلا من تخصيب اليورانيوم لصنع قنبلة ذرية.
وردا على هذه المخاوف اكد رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي هذا الاسبوع ان ايران مستعدة لـ «القيام ببعض التعديلات في الخطط (المفاعل) لانتاج كميات اقل من البلوتونيوم»، مكررا في الوقت نفسه ان موقع اراك مفاعل مخصص للابحاث.
والانشطة النووية الايرانية كانت في صلب المخاوف الدولية في السنوات العشر الاخيرة، اذ ان بعض الدول الغربية واسرائيل تخشى ان يخفي البرنامج النووي الايراني شقا عسكريا رغم نفي طهران المتكرر لهذا الامر.
وتسعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الآن لمعرفة ما اذا كانت ايران سعت ام لا لاقتناء القنبلة الذرية قبل العام 2003 او حتى بعد ذلك.
وبعد اتخاذ اولى التدابير العملية اكد مديرها يوكيا امانو في يناير الماضي انه حان الوقت الآن لبحث هذه المسألة الحساسة بدرجة عالية.
وقال «بدأنا بتدابير عملية وسهلة التنفيذ، ثم سننتقل الى امور اصعب»، مضيفا «نتمنى بالتأكيد ادراج المسائل (المتعلقة) بالبعد العسكري المحتمل في المراحل المقبلة».
وأكد ان مدة المرحلة الجديدة «تتوقف كثيرا على ايران. ذلك يتوقف فعلا على تعاونها».
وتأخذ الوكالة الدولية للطاقة الذرية من سنوات عديدة على طهران عدم تعاونها بشكل كاف، ما يبقي برأيها الشكوك بشأن المآرب التي تخفيها وراء برنامجها النووي. وهي تعبر بانتظام عن أسفها لعدم تمكن مفتشيها من زيارة قاعدة بارشين العسكرية الايرانية التي يشتبه بأنها تشهد تجارب نووية.
وتجري المحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في موازاة اخرى تجريها مع القوى العظمى وأدت في نوفمبر الى ابرام اتفاق جنيف الذي علقت طهران بموجبه انشطتها النووية الاخرى مقابل رفع جزء من العقوبات الغربية.
وتعاون ايران بشأن مطالب الوكالة يلعب دورا اساسيا في هذه المفاوضات الاخيرة، خصوصا وان الوكالة الدولية للطاقة الذرية مكلفة بالاشراف على التدابير المتخذة بموجب اتفاق جنيف.