سعد الحريري يدعو لتكريس سياسة تحييد لبنان عن النزاع السوري
المملكة أرادت في كل المراحل الخير للبنان.. ودخول سوريا مغامرة مجنونة من حزب اللهاليوم-بيروت 2014/01/22 - 03:00:00
وافق رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري على ان يشارك فريقه السياسي في حكومة تضم حزب الله، الا انه اشترط الا يملك حزب الله داخل هذه الحكومة عددا من الوزراء يسمح له بشل قراراتها، مؤكدا "اننا لا نريد إقصاء أحد في البلد بل نريد بناء البلد مع الجميع"، واشاد بالدعم السعودي للجيش، بقوله ان: "هذا يثبت للبنانيين وللعالم ان المملكة العربية السعودية أرادت، في كل المراحل، الخير للبنان، مشيرا الى المغامرة المجنونة لحزب الله في سوريا.
وقال سعد الحريري مساء الاثنين في مقابلة مع تلفزيون "المستقبل" تم توزيع مضمونها "قُتل محمد شطح، يوجد مائة محمد شطح. قُتل رفيق الحريري كلنا رفيق الحريري. (...) تم اغتيالنا خلال تسع سنوات وانتظرنا وناضلنا، هل نترك البلد يحترق؟". وتابع "كان يمكن ان اتخذ موقفاً شعبوياً وان اقوم بمواقف لكسب شعبية، لكنني اتخذ هذا الموقف لمصلحة لبنان قبل مصلحتي السياسية".
وقال الحريري: "لن نقبل بالثلث المعطل"، في اشارة الى الثلث زائد واحد من اعضاء الحكومة الذي كان يطالب به حزب الله والذي يسمح له بشل قرارات حكومية لا يوافق عليها.
وأكد الحريري في مقابلة التلفزيونية مع محطة "المستقبل" انه لن يغطي مشاركة حزب الله في القتال في سوريا وسيطالب بتكريس سياسة تحييد لبنان عن النزاع السوري التي كان اتفق عليها الافرقاء اللبنانيون في بداية الازمة السورية.
وقال الحريري: "نعم انا اسير مع الثورة السورية وعلى رأس السطح، لكن الفرق بيني وبين الآخرين انني اسير معها سياسيا. انا لا ارسل الاف الجنود واعود بجثث الى لبنان"، في اشارة الى مقتل العشرات من عناصر حزب الله في سوريا خلال الاشهر الاخيرة.
وأنهى الحريري، في المقابلة، حفلة تأويل مواقفه الأخيرة ووضع النقاط على الحروف بأكبر قدر ممكن من الوضوح والشفافية، مؤكدا ان المشاركة في الحكومة مع "حزب الله" "هي في مكان ما ربط نزاع، فحزب الله لن يخرج من سوريا ربما ونحن سنبقى نطالب بخروجهم، لكننا نضع الخلاف على طاولة الحكومة ليحصل حوار". وأعلن، "اننا مع المداورة وضد الثلث المعطل وضد معادلة جيش وشعب ومقاومة ومع اعلان بعبدا"، موضحاً ان "هذه الحكومة الجديدة يجب أن تكون انتقالية وخالية من هذه الأمور، وعندما رأينا تراجعاً من 8 آذار عن حكومة 9-9-6 إلى ثلاث ثمانيات طرحنا أسئلة وكانت الردود إيجابية"، مشدداً على "اننا لن نقبل بموضوع الثلث المعطل، وإذا أرادوا إيصال البلد إلى الفراغ فهذه مسؤوليتهم"، لافتاً الى "اننا سندخل الى الحكومة بايجابية، ولا مشكلة مع الرئيس تمام سلام بأي موضوع"، لكنه شدّد على "الا أحد يمكنه فرض حكومة علينا ولا أحد يفكر اننا سنتراجع عن الشروط التي وضعناها".
واشار الى ان "هناك خلافات جوهرية ولا أحد يفكر بحصول اتفاق رباعي، ورغم وجود خلافات كبرى فإن ما يهمني هم الناس وتحكيم عقلي، حلفائي أكان جعجع أو المستقلين يقولون لي يجب أن ننتبه لما ندخل إليه وأنا معهم بهذا الأمر، لذلك يهمنا أن تسير امور الناس"، موضحاً ان "الاتفاق الرباعي دفناه إلى غير عودة".
ولفت الحريري الى ان "الحكومة ستوصل إلى انتخابات رئاسة الجمهورية ويهمنا ان يتم انتخاب رئيس في هذا المركز الوحيد الذي يرأسه "شخص مسيحي بالمنطقة"، موضحاً ان "ثلاثية جيش وشعب ومقاومة أمر مرفوض عندي ولست مع تدوير الزوايا بهذا الشأن".
وأكد "انه لا يغطي القتال في سوريا ولا السلاح ولا المتهمين باغتيال الشهيد رفيق الحريري وهؤلاء سيجلبون إلى العدالة، ولكن هناك أمر أساسي فالبلد يجب أن يُدار، والمحكمة مستمرة".
وأكد ان "الحوار مع حلفائنا في 14 آذار مفتوح ونشرح للجميع لماذا نقوم بخطواتنا"، متمنياً على رئيس حزب "القوّات" سمير جعجع أن "يفكر بهذا الموضوع، وكما ان لديه هاجس انا لديّ هواجس، ومهما كان قرار جعجع فأنا معه ولن أتركه، وأتمنى أن يدخل "إلى الحكومة". ولفت الى "اننا مع المداورة بالحقائب ولا أعرف أين أصبحت التفاصيل ورئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة هو مَن يتابع الموضوع "ونحن على تواصل معه".
لا لإقصاء أحدوشدد على "اننا لا نريد إقصاء أحد في البلد بل نريد بناء البلد مع الجميع"، معتبراً ان "قرار حزب الله بالدخول إلى سوريا كان مغامرة مجنونة وهو الذي أدخل التفجيرات إلى لبنان"، معتبراً ان "هناك فريقاً كان يهدد واليوم تراجع وقال انه يتخلى عن 9-9-6 وبدأ يتحدث بإيجابية لكن لا يعني ذلك اني اغطي سلاحه أو مشاركته في سوريا".
واشار الى ضرورة حصول "الانتخابات الرئاسية في موعدها وعلى الجميع أن يعمل لذلك، وهذه الانتخابات اساسية للبنان ولا يجب أن يحصل أي تعطيل لها"، لافتاً الى "اننا سنتشاور مع كل الحلفاء في 14 آذار بهدف الاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية"، معتبراً ان "الفراغ بالرئاسة احتمال موجود ولكن يجب أن نعمل لعدم حصول فراغ"، معلناً انه "مع تعديل الدستور ليكون من حق الرئيس ولايتان، 5 سنوات و5 سنوات"، مشيراً الى ان "سليمان قال انه ضد التمديد، وبالنسبة لي هو رئيس يمثل لبنان أفضل تمثيل".
ولفت الحريري الى ان "هناك محاولة لوصم السنّة في لبنان بأنهم تكفيريون، كما يحاول الأسد في سوريا"، متوجهاً لأهل السنّة بالقول: "ليس لكم إلا الاعتدال، المعركة في مكان ما هي على أهل السنّة وليس هناك إلا الاعتدال لإنقاذ السنّة، التطرّف لم يكن يوماً لبناء البلد".
الدعم السعوديوعن الدعم السعودي للجيش، قال: "هذا يثبت للبنانيين وللعالم ان المملكة العربية السعودية أرادت، في كل المراحل، الخير للبنان، وعندما تدعم الجيش اللبناني والقوى العسكرية اللبنانية تقول إذا كان هناك من دعم للبنان فهو دعم للمؤسسات، والسعودية دعمت "باريس1" و"باريس2" و"باريس3" والسعودية في حرب 2006 وبعد الخراب الذي حصل بنت المنازل المهدّمة، ووضعت ودائع كبيرة في البنك المركزي، وقالت ان هذا الجيش نأمل أن يكون الحامي لكل اللبنانيين، وبالتأكيد هذه أكبر مساعدة أتت للجيش اللبناني، وهذا ما كنا نحتاج إليه منذ زمن، وهذا جزء من إعلان بعبدا".
وفي سياق تشكيل الحكومة، بدا الارتياح على وجه رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال استقباله أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في لبنان حين سؤاله عن موعد تشكيل الحكومة، وهو يرجح خلال دردشة مع الإعلاميين المعتمدين "أن يتم ذلك خلال الأسبوع الحالي، من دون الربط بين ولادتها وبين عقد مؤتمر جنيف2"، لافتاً الى أن الرئيس المكلف تمام سلام على تواصل دائم مع كل الأفرقاء حول التفاصيل للوصول الى التشكيلة، بعدها تكون جوجلة الأسماء بينه وبين الرئيس سلام حين يزوره ليعرض تشكيلته عليه، "فالآلية الدستورية هي المعتمدة في مقاربة الملف الحكومي سواء لجهة التأليف أو البيان الوزاري وهو حريص على تطبيقها".
ويصف سليمان "المرحلة التي وصلت إليها التشكيلة الحكومية بأنها مرحلة "تنعيم" الزوايا لوضع اللمسات الاخيرة، فالجميع اقتنع بالمداورة في الحقائب ومنهم رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، وبالتالي لا عقبات أمام تشكيل الحكومة". وحين يسأل عما إذا كان هو من سيسمّي وزير الخارجية، يمزج الرئيس سليمان المزاح بالجد، قائلاً: "من قال إن هذه الوزارة ليست لي الآن؟ فالوزير منسجم معي وأنا رئيس البلاد وأعبّر عن السياسة الخارجية. ورفض الرئيس سليمان الحديث عن التمديد، معتبراً أنه أوضح موقفه لمرات عدة، مذكراً كل الذين ربطوا بين الهبة السعودية وتشكيل الحكومة بأن "كلامهم غير صحيح، بدليل أننا اليوم نتجه الى تأليف حكومة جامعة، وفي حال حدوث أي انتكاسة في مسار التأليف فإن الاحتمالات كلها واردة ومنها الحكومة الحيادية". ثم قال بصوت واضح: "لن أسمح بمرور 25 آذار من دون تأليف حكومة