الأمين العام للأمم المتحدة أجرى عدة لقاءات قبل انعقاد المؤتمر
الوكالات - عواصم 2014/01/22 - 03:04:00
أدى استبعاد إيران في اللحظة الأخيرة عن المشاركة في مؤتمر جنيف2 إلى إنقاذ انعقاده المقرر اليوم الأربعاء، لكن موسكو، قالت: إن ذلك "خطأ"، ولكنه ليس كارثة، فيما، توقعت طهران مسبقا فشل المؤتمر في غيابها.
وأكد الائتلاف الوطني السوري المعارض، أنه سيشارك في المؤتمر بعد الدعوة لإيران.
وقال منذر أقبيق مستشار الائتلاف للشؤون الرئاسية: غن الائتلاف يقدر للأمم المتحدة وأمينها العام، فهمهما لموقفه ويعتقد انهما اتخذا القرار الصحيح وان مشاركة الائتلاف يوم 22 يناير مؤكدة.
فيما أعلن المجلس الوطني السوري الاثنين انسحابه من الائتلاف الذي يمثل جزءا واسعا من المعارضة السياسية، احتجاجا على قبوله المشاركة في جنيف2.
وقال المجلس في بيان حمل توقيع رئيسه جورج صبرة: إنه ينسحب من الائتلاف بجميع هيئاته، وإنه لم تعد له علاقة بهذا التكتل المعارض أو أي تمثيل فيه، مضيفا أن الائتلاف الوطني بمشاركته في مؤتمر جنيف2 أخل بوثيقة التأسيس وبالتزاماته السابقة.
وأوضح أنه اتخذ هذا القرار تنفيذا لقراري الأمانة العامة للمجلس الوطني خلال اجتماعها في أكتوبر الماضي برفض المشاركة في مؤتمر جنيف، وبالانسحاب من الائتلاف في حال مشاركته في هذا المؤتمر.
يشار إلى أن المجلس الوطني السوري يعد المكون الرئيس في الائتلاف الوطني الذي يضم ممثلين لقوى سياسية مختلفة تعارض نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وجاء قرار المجلس الوطني بالانسحاب من الائتلاف الذي يرأسه أحمد الجربا في نفس اليوم الذي حذرت فيه فصائل سورية مسلحة على رأسها الجبهة الإسلامية وفد المعارضة من مغبة تقديم تنازلات خلال المؤتمر.
ومساء الاثنين اضطر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي يستضيف المؤتمر الذي يفتتح في مونترو (سويسرا) للتراجع وسحب في اللحظة الاخيرة الدعوة التي وجهها الى ايران امام احتجاجات الغربيين وتهديد وفد المعارضة السورية بمقاطعة الاجتماع.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التي ترغب في رحيل الرئيس بشار الاسد، اشترطت ان تدعم ايران اولا عملية الانتقال الديمقراطي في سوريا للحضور الى سويسرا.
رد الفعلونددت ايران امس بالامم المتحدة التي سحبت دعوتها لها للمشاركة في المؤتمر، معتبرة ان الامين العام رضخ لضغوط خارجية، كما توقعت ان تكون فرص نجاح المؤتمر قليلة.
وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف كما نقلت عنه وكالة الانباء الطلابية ايسنا "نأسف لقيام الامين العام بان كي مون بسحب دعوته تحت الضغط".
واضاف ظريف "من المؤسف ان بان كي مون لا يتحلى بالشجاعة اللازمة لاعلان الاسباب الحقيقية لسحب الدعوة" مضيفا "هذا السلوك لا يليق بكرامة الامين العام للأمم المتحدة".
وقال ظريف: "لقد اوضحت في عدة مكالمات هاتفية مع الامين العام ان ايران لا تقبل اية شروط مسبقة لحضور المحادثات".
لكن ظريف حاول التقليل من شأن عدم دعوة ايران، قائلا: ان طهران "لم تكن حريصة جدا على الحضور اساسا".
وتابع ظريف انه لو قررت ايران الحضور، لكان اوفد نائبه لان "الوقت المناسب لدعوة وزير خارجية قد مضى".
"ليس كارثة"الا ان رد فعل روسيا الداعمة ايضا لدمشق والتي تشاورت الاسبوع الماضي في موسكو مع وزيري الخارجية السوري والايراني جاء معتدلا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحافيين "بالتأكيد انه خطأ".
واضافك "لقد شددنا على الدوام على ان كل الاطراف الخارجية يجب ان تكون ممثلة".
وانتقد لافروف التبريرات التي اعطاها بان كي مون بشأن تغيير موقفه وسحب دعوته.
لكن الوزير الروسي اعتبر مع ذلك ان غياب ايران عن جنيف2 "ليس كارثة".
وعبر عن أسفه لأن كل هذه المسألة "لم تساهم في تعزيز سلطة الأمم المتحدة".
وهذا الجدل الذي حدث قبل انعقاد المؤتمر يدل على هشاشة العملية الجارية. فالدعوة الخطية التي وجهها بان كي مون الى ثلاثين بلدا تؤكد بوضوح ان هدف المؤتمر هو "تشكيل حكومة انتقالية تتمتع بكامل الصلاحيات" كما سبق ودعا جنيف1.
ولعدم الاضطرار للعودة الى الوراء من غير المقرر مبدئيا ان يصدر اجتماع مونترو اي قرار جديد كما صرح مصدر دبلوماسي، بل سيكتفي بان كي مون مساء الاربعاء بعرض حصيلة للمداخلات امام المؤتمر بينها مداخلات طرفي النزاع.
التحضيراتوتجري في قصر مونترو مقر المؤتمر, ترتيبات لانعقاد المحادثات, وتم منع الصحافيين من الوصول اليه، ينتظر خصوصا ان تجري محادثات سرية عديدة للتحضير لاجتماع الجمعة في مقر الامم المتحدة في جنيف الذي سيقتصر على الوفدين السوريين والمبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي.
اما التحضيرات فهي على قدم وساق وتتسارع وتيرتها في المنتجع السياحي على ضفاف بحيرة ليمان حيث ان الامن يعتبر ايضا من التحديات السياسية. وقال المفوض في الشرطة السويسرية جان كريستوف سوتيرال "هناك وفود تريد ان تكون منفصلة (عن وفود اخرى)، لا يمكنها ان تكون في الفندق نفسه، ولا تريد ان تكون في نفس الفندق".
وقد وصل بان كي مون صباح الثلاثاء الى مقر الامم المتحدة في جنيف حيث سيعقد اجتماعات ثنائية عدة واجتماعا تحضيريا مع فرق الامم المتحدة قبل الذهاب بعد الظهر الى مونترو