الضحايا تعرضوا للتعذيب موثوقي الأيدي والأرجل
مسؤولون سوريون يواجهون اتهامات بجرائم حربالوكالات- لندن 2014/01/22 - 03:00:00
اتهم ثلاثة مدعين عامين دوليين سابقين نظام بشار الأسد بارتكاب اعمال قتل وتعذيب على نطاق واسع، في تقرير يستند الى شهادة منشق من قوات النظام على ما ذكرت صحيفة الغارديان وشبكة سي ان ان، قدم حوالي 55 الف صورة رقمية لـ11 الف سجين مقتولا الى خبراء الطب الشرعي المكلفين من المكتب القانوني الذي يمثل قطر في لندن.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية نقلا عن ثلاثة محامين فحصوا الملفات: إن مسؤولين سوريين قد يواجهون اتهامات بجرائم حرب بعد ان انشق مصور بالشرطة العسكرية السورية وقدم أدلة تظهر قتلا منظما لأحد عشر ألف معتقل.
وستزيد الصور الضغوط على بشار الاسد الذي تقول الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون: إنه ارتكب جرائم حرب ضد شعبه. وينفي الاسد تلك الاتهامات، ويقول: إنه يقاتل "ارهابيين".
لكن الادلة التي قدمها المنشق والتي تسجل وفيات اشخاص كانوا قيد الاعتقال في الفترة من مارس 2011 حتى اغسطس 2013، تظهر جثثا هزيلة ملطخة بالدماء عليها اثار تعذيب.
وظهرت بعض الجثث بلا أعين، وظهرت على جثث اخرى علامات تدل على الشنق أو الصعق بالكهرباء.
وقال تقرير الصحيفة: إن الصور الفوتوغرافية والملفات جرى تهريبها من سوريا وقدمها مصور بالشرطة العسكرية السورية طلب الاشارة اليه باسم "قيصر".
وقالت صحيفة الجارديان: إن "قيصر" هرب الصور من سوريا على شرائط ذاكرة الى جهة اتصال في الحركة الوطنية السورية التي تلقى دعما من قطر.
فريق التحقيقوقالت الجارديان: إن المحامين الثلاثة -وهم ممثلو ادعاء سابقون بالمحاكم الجنائية ليوغوسلافيا السابقة وسيراليون- فحصوا الادلة وقابلوا المصدر الذي بعث اليه "قيصر" بالصور والملفات في ثلاث جلسات على مدى الايام العشرة الماضية. وأضافت: إنهم وجدوها جديرة بالتصديق.
وقالت الصحيفة: إن فريق التحقيق قال إنه مقتنع انه توجد "أدلة واضحة... على تعذيب ممنهج وقتل لاشخاص معتقلين بواسطة عملاء حكومة الأسد. وهي ستدعم نتائج عن جرائم ضد الانسانية وقد تدعم ايضا نتائج عن جرائم حرب بحق النظام السوري الحالي".
وأعد التقرير السير ديزموند دي سيلفا رئيس الادعاء السابق للمحكمة الخاصة لسيراليون والسير جيفري نايس كبير ممثلي الادعاء السابق في محاكمة الرئيس اليوغوسلافي الاسبق سلوبودان ميلوسيفيتش والاستاذ الجامعي ديفيد كرين الذي وجه الاتهام الى الرئيس الليبيري تشارلز تيلور في محكمة سيراليون.
وقالت صحيفة الجارديان التي حصلت على نسخة من التقرير الذي يقع في 31 صفحة وأعدته مؤسسة رائدة للمحامين في لندن تعمل نيابة عن قطر: إن التقرير أصبح متاحا للامم المتحدة والحكومات ومنظمات حقوق الانسان.
11 ألف ضحيةوأبلغ قيصر الصحيفة أن وظيفته كانت التقاط الصور للمعتقلين القتلى وان كان لم يزعم انه شاهد اعدامات أو تعذيب.
وقالت الصحيفة: "قد يكون هناك عدد يصل الى 50 جثة يوميا لتصويرها، وهو ما يحتاج الى بين 15 و30 دقيقة عمل لكل جثة".
وجاء في شهادة قيصر: "كان يعطي لكل شخص يُقتل وهو رهن الاعتقال، رقمين، الأول رقم يعود للقسم المسؤول عن الضحية، اعتبارا من اعتقاله، وحتى قتله، ما يعني أن المخابرات وحدها كانت تعرف هذا الرقم، وهوية الشخص، وكان يُكتب الرقم أحيانا يدويا، على جسده، أو جبينه، وكان يعطى الرقم الثاني، عند وصول الجثة، للمستشفى العسكري، لتزوير وثيقة تفيد بوفاته في المستشفى".
وقال التقرير: إن الصور سمحت بإعداد شهادة وفاة دون ان ترى الاسر الجثث وأكدت ايضا ان أوامر الاعدام كانت تنفذ.
وأضاف التقرير: إن أسر القتلى كان يتم ابلاغهم أن سبب الوفاة هو إما الاصابة "بنوبة قلبية" أو "مشاكل في التنفس".
وقالت الجارديان: إن ثلاثة خبراء محنكين في مجال الطب الشرعي فحصوا عينات من 55 ألف صورة رقمية تم التحقق من صحتها تشمل 11000 ضحية.
وجاء في التقرير، "بصفة مجملة توجد أدلة على ان عددا كبيرا من الموتى كانوا يعانون من الهزال وان أقلية كبيرة كانت مقيدة أو تعرضوا للضرب بأجسام تشبه القضبان".
وأبلغ دي سيلفا الجارديان أن الادلة "وثقت عمليات قتل على نطاق واسع".
وقال: "هذه أدلة من نوع لم يتوفر لدينا من قبل وهو يكفي لإقامة دعوى قوية