اليوم,الوكالات - عواصم (ا ف ب)
الجيش العراقي غير مهيأ وواشنطن تجدد دعمها لبغداداليوم,الوكالات - عواصم 2014/01/13 - 03:05:00
قال شهود عيان: إن الجيش العراقي قصف مدينة الفلوجة بقذائف المدفعية والهاون في محاولة لاستعادتها من مسلحي العشائر, وبحسب ضابط في الشرطة ان مسلحين تابعين لـ(داعش) ما زالوا يسيطرون على منطقة شارع ستين والحميرة في وسط وجنوب الرمادي، فيما قال مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى بريت ماكغور: إن بلاده "ستقدم كل المساعدة الضرورية والمناسبة للحكومة العراقية.
وقد شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد, كما سمع دوي انفجارات وإطلاق نار في مناطق مختلفة بالمدينة.
واستأنف موظفون في دوائر حكومية العمل وسط اجراءات امنية مشددة في الرمادي كبرى مدن محافظة الانبار الاحد، رغم استمرار سيطرة المتمردين على بعض اجزاء المدينة التي تنتشر في شوارعها وعند تقاطعاتها الرئيسية آليات عسكرية ثقيلة ودبابات، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وما زال مسلحون من العشائر وآخرون من التنظيم نفسه يسيطرون على مدينة الفلوجة فيما ينتشر اخرون من التنظيم ذاته في وسط وجنوب مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الانبار، وفقا لمصادر امنية ومحلية.
ودعا محافظ الانبار احمد خلف الدليمي "كافة الدوائر الرسمية مباشرة اعمالها " واكد انه "سيحمل مدير الدائرة مسؤولية اي تلكؤ".
وبالفعل باشرت جميع الدوائر الحكومية العمل فيما شهدت الشوارع انتشار شرطة المرور، باستثناء المدارس.
لكن معارك لا تزال جارية في منطقة البو بالي الواقعة بين الرمادي والفلوجة تشارك فيها الدبابات وقوات خاصة.
وقال صباح النعمان المتحدث باسم جهاز مكافحة الارهاب الذي تشارك قواته في معارك في البو بالي ان "المنطقة ما زالت ساحة صراع وغير آمنة، ولم تطهر من الارهابيين".
واوضح النعمان: "ما زالت القوات الامنية تقاتل في هذه المنطقة التي تحتوي على جيوب ارهابية، والارهابيون قاموا بتفخيخ الشوارع والمباني ونعمل على ازالتها". وأكد فقدان عدد من جنود القوة الخاصة في هذه المنطقة بدون تحديد عددهم.
وما زالت مدينة الفلوجة تحت سيطرة مسلحين من ابناء العشائر وآخرين من مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام.
مبعوث امريكي واختتم نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى بريت ماكغورك زيارة للعراق التقى خلالها رئيس الوزراء نوري المالكي وعدد من كبار المسؤولين العراقيين وكذلك زعماء عشائر من الأنبار، لبحث الوضع الأمني. وفي بيان، قالت السفارة الأمريكية في بغداد: إن ماكغورك أكد أن الولايات المتحدة "ستقدم كل المساعدة الضرورية والمناسبة للحكومة العراقية... بموجب الاتفاقية الإطارية الاستراتيجية للمساعدة في ضمان أن تنجح هذه الجهود."
وتأتي الجهود الأميركية في حين تستمر الجهود السياسية الداخلية في العراق لنزع فتيل الأزمة المندلعة منذ أسبوعين.
جيش غير مهيأ ويرى خبراء ومحللون سياسيون ان الجيش العراقي قد يواجه تحديا اشد خطورة من ذلك الذي تعرضت له القوات الاميركية اذا حاول استعادة مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها مسلحون منذ الاسبوع الماضي مع احتمال سقوط الكثير من الضحايا المدنيين.
وقالت جيسيكا لويس وهي ضابط سابق في استخبارات الجيش الاميركي وتعمل حاليا مديرة بحوث في معهد لدراسة الحرب ان "قوات المارينز واجهت صعوبات عند اقتحام الفلوجة في عام 2004، والجيش العراقي غير مهيأ لخوض مثل هذه المعركة".
واضافت ان "الجيش العراقي لا يملك حاليا الاسلحة الدقيقة التصويب، واجهزة الاستخبارات اللازمة لاستعادة الفلوجة دون التسبب في سقوط الكثير من الضحايا المدنيين".
وقالت لويس: ان "الميليشيات العشائرية والمدنيين لديهم اسلحة وفيرة من بينها قذائف هاون وصواريخ أرض جو، كما ان المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة لديهم خبرة كبيرة في صناعة القنابل".
ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة المستنصرية عصام الفيلي لفرانس برس ان "مجرد الدخول في عمليات عسكرية من دون تنسيق واضح مع سكان المنطقة سيؤدي الى كارثة كبيرة، حيث ان المقاتلين متمرسون على حرب المدن ويعلمون كل دهاليز وخبايا المدينة".
بدوره يقول انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتجية والدولية "بصورة عامة ان مستوى تدريب وأداء الجيش غير كاف الى حد كبير".
وأضاف: "عندما يكون لديك مثل هذه القوات، فإنها تميل إلى استخدام القوة العسكرية المفرطة، ما قد يتسبب في مقتل مدنيين".
وحذرت لويس ايضا من خطورة سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. وقالت: "من المحتمل أن يستخدم المدنيون السلاح في الدفاع عن منازلهم، ضد الجيش العراقي".
من جهة أخرى فإن الهجوم على المدينة يمكن ان يقضي على أي أمل في التوصل إلى حل سياسي للازمة.
وقالت لويس في هذا الصدد: "اذا هاجم الجيش العراقي الفلوجة، فإن الميليشيات العشائرية المنضوية تحت لواء المجالس العسكرية العشائرية ستنظم تمردا، ولن يكون هناك حل سياسي".
هجوم قاس على المالكي وشن ائتلاف "متحدون" الذي يقوده رئيس البرلمان العراقي، أسامة النجيفي، هجوما قاسيا على رئيس الوزراء نوري المالكي، مؤكدين أن يمارس الطائفية بخلاف نظام الرئيس الراحل، صدام حسين .
وقال النائب عن ائتلاف متحدون، أحمد المساري، إن نظام صدام حسين "لم يقرّب طائفة على حساب أخرى", مشيرا الى ان القرب والبعد "كان مبنيا على أساس الانتماء الحزبي" في مقابلة مع فضائية "السومرية" وردت تفاصيلها على موقع الائتلاف.
واعتبر المساري أن البعد الطائفي بدأ بعد سقوط النظام السابق مضيفا: "ما نشهده من إقصاء وتهميش لبعض المكونات على حساب اخرى بدأ منذ ذلك الحين."
انفجاران وفي سياق آخر، قتل ثلاثة عشر شخصا في انفجارين منفصلين نفذا بواسطة سيارتين مفخختين بالعاصمة العراقية بغداد امس.
وقال ضابط شرطة: إن الانفجار الأكبر وقع في محطة حافلات مزدحمة بوسط بغداد، عندما انفجرت سيارة مفخخة خارج المحطة في حي العلاوي ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص واصابة ستة عشر آخرين.
ونتج الانفجار الثاني عن سيارة كانت متوقفة في محطة للحافلات وسيارات الأجرة بحي الحرية شمال بغداد وأدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة اثني عشر آخرين حسبما أفاد ضابط الشرطة. وأكد مسؤولان طبيان حصيلة الضحايا التي شملت ستة عشر مصابا. كل المسؤولين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مصرح لهم بالإدلاء بمعلومات.