عباس يبلغ كيري أنه لا تنازلات فلسطينية جديدة ( إ ب أ)
وزير إسرائيلي يشكّك في استعداد عباس للتوصل إلى اتفاق سلاممحمد ماهر - القدس المحتلة 2014/01/05 - 03:05:00
أصدرت رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية بيانا مقتضبا، في ختام لقاء بين الرئيس محمود عباس مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اكدت فيه استمرار الجهود لدفع عملية السلام، مجددة رفضها الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، او اية ترتيبات امنية تنتقص من السيادة الفلسطينية على كامل حدود الرابع من حزيران 1967، وخاصة منطقة الاغوار الفلسطينية المحتلة.
وقبل ساعات من لقاء كيري بالرئيس عباس، تظاهر مئات الفلسطينيين في شوارع رام الله مرددين هتافات تطالب كيري بالعودة الى بلاده، واتهموه بعدم الحياد والتحيز في المواقف للجانب الإسرائيلي.
وقال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، أمين مقبول: إن جولة كيري الاخيرة تأتي في محاولة امريكية لتقريب وجهات النظر باتجاه اتفاق يتضمن القضايا الاساسية والنهائية، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية ليس لديها المزيد لتقدمه او تقديم المزيد من التنازلات؛ كونها وصلت الى "الخطوط الحمر" والتي لا مجال للتلاعب بها إطلاقا، على عكس الجانب الاسرائيلي المطالب برفع يده عن الاراضي الفلسطينية وانهاء احتلاله.
من جانبه، قال ياسرعبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: "إن اتفاق الإطار المقترح يقيد السيادة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية".
وحذر الدكتور محمد الهندي، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي من خطورة توقيع أي اتفاق مرحلي بضغط من وزير الخارجية الامريكية جون كيري، على غرار اتفاق أوسلو.
إن القيادة الفلسطينية ليس لديها المزيد لتقدمه او تقدم المزيد من التنازلات؛ كونها وصلت الى «الخطوط الحمر»، والتي لا مجال للتلاعب بها إطلاقا، على عكس الجانب الاسرائيلي المطالب برفع يده عن الأراضي الفلسطينية وإنهاء احتلاله
ودعا الهندي الفصائل الفلسطينية للتوحد ورفض الانقسام، والإجماع على استراتيجية وطنية تحافظ على الثوابت الفلسطينية، مؤكدا ان اكثر ما يهدد الفلسطينيين اليوم هو استمرار الانقسام الفلسطيني.
وأكد الهندي خلال كلمة له في احتفال نظمه منتدى المعلم في ذكرى يوم المعلم العالمي، ان "كيري" الذي يزور المنطقة للمرة العاشرة يضغط على الفلسطينيين لتوقيع اتفاق مرحلي ينتقص من الحقوق الفلسطينية ويستمر لسنوات طويلة، على غرار اتفاق أوسلو الذي وقع في حينه لخمس سنوات واستمر لعشرين عاما.
واستبعد أستاذ العلوم السياسية عمر جعارة، حدوث اتفاق نهائي في الشهور التسعة المخصصة لمفاوضات السلام، مؤكدا أن الجانب الأمريكي غير معني بإعطاء دولة للجانب الفلسطيني. وقال جعارة، المحاضر بقسم العلوم السياسية بجامعة النجاح: "إن الولايات المتحدة إذا أرادت أي شكل من أشكال السلام، سيكون حتى بدون مفاوضات، كما حصل في عام (1956) عندما طلبت من إسرائيل الانسحاب من شبة جزيرة سيناء، وكذلك الانسحاب عام (2000) من جنوب لبنان، والانسحاب من غزة عام (2005).
وأكد "أن أمريكا هي الثقل الحقيقي في المفاوضات، وصاحبة القرار في أي تقدم، وأمريكا منحازة الى الجانب الإسرائيلي، والهامش الذي يتحرك به الفلسطينيون ضئيل جداً، فكل ما يحصل على الأرض من استيطان وهدم، هو بموافقة أمريكية".
وأضاف جعارة: "إن أي تقدم في المفاوضات من الجانب الإسرائيلي، قائم على بنود أهمها: أن لا تكون هناك تسوية نهائية؛ لأن حزب الليكود الذي ينتمي اليه نتنياهو، أصدر تهديداً بطرده من الحزب إن توصل إلى تسوية نهائية مع الجانب الفلسطيني، لذلك فالمساعي - في أحسن حالاتها - تسعى للتوصل إلى اتفاق سقفه الزمني 15 عاماً".
تحذير من اتفاق إطاري بدورها، حذرت لجان المقاومة في فلسطين من خطورة خطة كيري التي يطلق عليها "اتفاق الإطار"، والتي تهدف (بحسب اللجان) لتكريس السيطرة الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية في الأغوار الفلسطينية والضفة الغربية والقدس المحتلة، وإلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وتصفية القضية الفلسطينية.
وأكدت لجان المقاومة في بيانٍ، أن اتفاق الإطار الذي يسعى له كيري يشرعن المستوطنات، وسيعزز الاعتراف بيهودية الكيان وحدود آمنة لهذا الكيان الغاصب، تسمح له بالسيطرة والاستيطان في الأغوار.
ودعت لجان المقاومة في فلسطين إلى وقف هذه المفاوضات العقيمة، والتي أكدت التجربة وكذلك التاريخ أن لا مصلحة لشعبنا فيها، وأنه لن ينتج عنها سوى اتفاقيات هزيلة تزيد من شرعية العدو رغم استمراره في سلب الأرض وتهويد المقدسات، ومواصلة البطش والعدوان ضد شعبنا في كافة أماكن تواجده على الأرض الفلسطينية. وطالبت لجان المقاومة في فلسطين بالعودة إلى خيار الشعب الفلسطيني، خيار الجهاد والمقاومة، كسبيل وحيد ومجد في المواجهة مع الاحتلال.
وناشدت لجان المقاومة في فلسطين، القوى والفصائل الفلسطينية إلى مغادرة مربع الشرذمة والانقسام، والالتفاف حول برنامج وطني موحد، يحافظ على المبادئ والحقوق الثابتة لشعبنا، ويتصدى لكافة المؤامرات والمخططات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية.
تشكيك إسرائيلي من جهته، أعرب وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي يوفال شتاينيتس، عن شكوكه في استعداد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل.
وقال شتاينيتس، خلال ندوة ثقافية عقدت امس في مدينة نيس تسيونا الاسرائيلية: إن اليد لا تصفق وحدها، حسبما ذكرت الاذاعة الاسرائيلية.
ورأى شتاينيتس، أن التحريض المتطرف ومظاهر معاداة السامية التي تبديها السلطة بقيادة محمود عباس، تعدّ أوّل العقبات أمام تحقيق الاتفاق.
ونقلت الاذاعة عن الوزير الاسرائيلي قوله: إنه سيطرح معطيات جديدة ومقلقة بهذا الشأن خلال جلسة الحكومة الأسبوعية اليوم.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد ابلغ الجمعة وزير الخارجية الامريكي جون كيري، ان الشكوك تتزايد في اسرائيل بشأن التزام الفلسطينيين بالسلام