الهبة السعودية المخصصة للجيش اللبناني تؤكد على ما ينص عليه الدستور (رويترز)
صفاء قره محمد - بيروت 2014/01/02 - 03:05:00
لم يتفاجأ اللبنانيون، بالمكرمة السعودية البالغة 3 مليارات دولار والموجهة للجيش اللبناني ليؤمن احتياجاته، فهم اعتادوا على الخير والسخاء من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والمملكة العرية السعودية التي لطالما وقفت الى جانب لبنان أيام السلم والحرب، داعمة ومساندة معنويًا وماديًا وإنسانيًا، إلا أن الهبة السعودية المخصصة للجيش اللبناني تؤكد على ما ينص عليه الدستور اللبناني واعلان بعبدا على ان القوات العسكرية اللبنانية هي درع البلاد وحامية حدوده واراضيه، واذ بالسعودية تدعم هذا الجيش تأكيدًا على دعمها مؤسسات الدولة والشرعية في لبنان ونبذها كل انواع التطرف والمليشيات.
النائب خضر حبيب: «الشعب اللبناني لن ينسى الهبة السعودية في ظل وجود حزب يحاول الهيمنة على البلد، ويحاول اضعاف المؤسسات العسكرية ونجده دويلة داخل الدولة من خلال سلاح (حزب الله) وترسانته العسكرية»
حبيب لـ«اليوم»: ترجمة لبقاء الكيان اللبناني ودعمهشدد عضو كتلة «المستقبل» النائب خضر حبيب في حديث خاص لـ»اليوم» على ان «اكبر ترجمة لبقاء الكيان اللبناني ودعمه ووجود الدستور اللبناني والحفاظ على الدولة والامن والعيش المشترك والاستقرار في البلد»، موضحًا انه «لم نر أي دولة عربية أو اقليمية أو دولية تدعم لبنان كما فعلت المملكة العربية السعودية، فتلك الدول تقوم بدعم معنوي، سياسي واعلامي، مع العلم على اننا بأمس الحاجة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة ولبنان لهذا الدعم، لحماية الامن والاستقرار، فها هو جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز يقوم بهذا الدور التاريخي، وفي هذه اللحظة الحرجة جدًا في المنطقة، وفي ظروف الوضع اللبناني بتقديم 3 مليارات دولار لدعم المؤسسة العسكرية».
وأكد ان «الشعب اللبناني لن ينسى الهبة السعودية في ظل وجود حزب يحاول الهيمنة على البلد ويحاول اضعاف المؤسسات العسكرية ونجده دويلة داخل الدولة من خلال سلاح (حزب الله) وترسانته العسكرية»، متسائلًا : «لماذا لم تقدم إيران دولارًا واحدًا أو قطعًا عسكرية للجيش؟»، مشددًا على انه «ليس من مصلحة ايران تقوية الجيش».
وأكد ان «الدعم السعودي ان دل على شيء، فهو دل على حقيقة القرار السعودي لدعم لبنان والمؤسسة العسكرية ولتبيان الحقيقة من هو الداعم، ومن هي الجهة التي تريد الحفاظ على استقرار لبنان وعلى وحدة العيش المشترك فيه».
وتمنى حبيب «ترجمة الهبة بأسرع وقت ممكن على ارض الواقع»، موضحًا ان «هذا القرار لن يلقى أي قبول من أي جهة داعمة لـ»حزب الله»؛ لأنه ليس من مصلحة الحزب اليوم تقوية الجيش والمؤسسة العسكرية التي هي تمثل كل الجهات اللبنانية، لا بل على العكس فإن من مصلحتهم اضعاف هذه المؤسسة».
وجدد النائب حبيب التأكيد على «وجود قرار ينبع من صميم قلب المملكة على حفظ أمن لبنان»، مشددًا على ان «المؤسسة العسكرية هي سياج الوحيد الحامي للسلم الاهلي لمواجهة العدو الاسرائيلي وفي الداخل اللبناني أيضًا، خصوصًا في ظل امتلاك «حزب الله» لميليشيا مسلحة وترسانة عسكرية يحاول من خلالها ان يستقوي على بعض الجهات السياسية في البلد». وشكر «للسعودية دورها الكبير الذي عودتنا عليه دائمًا في رعاية لبنان»، مشددًا على انه «ليس بأمر غريب على مملكة الخير، الا انها المرة الاولى التي يكون فيها دعم مالي كبير موجه فقط الى دعم المؤسسة العسكرية».
دو فريج لـ«اليوم»: المملكة لم تساعد الا منطق الدولة اللبنانيةوذكّر النائب عن كتلة «المستقبل» نبيل دو فريج في حديث خاص لـ»اليوم» أنه «تاريخيًا المملكة العربية السعودية تساعد الدولة اللبنانية بكاملها ولم تساعد فريق دون آخر»، مشددًا على ان «المملكة لم تساعد الا منطق الدولة اللبنانية، وانها ترى ان هناك الكثير من الدول تتردد في مساعدة الجيش اللبناني أحيانًا بحجة انه في حال حرب دائمة مع اسرائيل، ويوجد اتفاقيات دولية تحظر دعمه عسكريًا»، مؤكدًا ان «المملكة ترفض هذا المنطق، ولذا أقدمت على هذه الخطوة الجريئة والثابتة بدعم الجيش؛ لأنه حامي الوطن ودرع البلاد والقوى الشرعية الوحيدة التي يتوجب عليها حماية الوطن وحدوده، خصوصًا في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي تمر بالمنطقة ولما لدور الجيش المزدوج في الداخل اللبناني وعلى الحدود لتأمين الحماية للمواطنيين».
ولفت الى ان «المبلغ المقدم من السعودية يمكن الجيش من تأمين احتياجاته للتصدي وحماية لبنان مما قد يعرض امنه للخطر»، مشيرًا الى ان «الدستور اللبناني يؤكد ان الجيش هو حامي البلاد وليست مليشيات اخرى». واوضح ان «المملكة ساعدت طوال حياتها الدولة اللبنانية مهما كانت الحكومة او رئيسها او رئيس الجمهورية منذ استقلال لبنان حتى اليوم تدعم الدولة اللبنانية، ولم تدعم فريقًا ضد فريق في لبنان، هذا الفرق بيننا وبين ايران».
وقال دو فريج: «العبرة في التنفيذ بالنسبة الى الفرنسيين نحن سمعنا ان الاموال التي دفعتها المملكة سيستلمها الفرنسيون، وهم الذين سيقدمون العتاد»، آملًا ان «يقوم الفرنسيون بواجباتهم بأسرع وقت ممكن حتى يسلحوا ويدربوا الجيش اللبناني كما يجب، وهذا بالطبع سيؤدي الى ارتياح كبير في نفوس المواطنين الذين يؤمنون بالدولة ويراهنون عليها». وتمنى «الا ينجبر الجيش على السيطرة بالقوة على الاراضي اللبنانية، فما يهمنا ان يبسط الجيش سلطته برضا اللبنانيين».