ساحة النصب التذكاري بقلب العاصمة بانكوك
حسام الوكيل - تايلاند 2014/01/02 - 03:10:00
على الرغم من ابتعاد ساحة النصر التذكاري بوسط العاصمة التايلاندية بأكثر من 7000 ميل عن ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية، إلا ان ثمة تشابهات وفوارق كانت القاسم المشترك فيما بينهما. فالأخير شهد مؤخراً تجمعا لكافة المصريين باستثناء أنصار الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، والأول شهد مؤخراً مسيرات للمناهضين للحكومة باستثناء ذوي القمصان الحمراء المؤيدين لسياسيات رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا رجل الأعمال وقطب شركات الاتصالات الذى يعيش في منفى اختياري في دبي عقب انقلاب الجيش عام 2006م.
الأقلية تعلم الأغلبيةرابطة عنق على شكل العلم التايلاندي بألوانه الثلاثة (الأحمر والأبيض والأزرق) المرتبة بشكل خمسة خطوط أفقية، وصافرة، وقبعة تختلف ألوانها من متظاهر إلى آخر. هكذا كانت أبرز سمات المتظاهرين بساحة النصر التذكاري بالعاصمة بانكوك. واستطاع المتظاهرون على الرغم من كونهم أقلية بالنسبة لمؤيدي رئيسة الوزراء المنتخبة ينغلاك شيناواترا، إجبارها عن طريق التظاهرات و»التصفير» في وجه المسؤولين والوزراء وحصار بعض المؤسسات الحكومية على حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة في 2 فبراير المقبل، لتعلم السياسين بضرورة أداء واجاباتهم حتى مع حصولهم على الأغلبية، فالشعب لن يقبل تجاهل صوت الأقلية مجدداً، وذلك بحسب صحيفة ذي نيشن التايلاندية.
تنازلاتولم يشفع قيام رئيسة الوزراء بتقديم تنازلات بعد قيام حكومتها بتمرير قانون عفو – مثير للجدل – من شأنه تبرئة شقيقها تاكسين – الذى اطاح به الجيش.
بالإضافة إلى موافقة النواب على التعديلات الدستورية المقترحة بشأن طريقة تعيين اعضاء مجلس الشيوخ، حتى رفضت المحكمة الدستورية التعديلات، ولكن استطاعت المعارضة الحشد ضد ينغلاك في نوفمبر الماضي بداعي عدم وجود الثقة في الحكومة التى اكدت عدم رغبتها في طرح القانون مجدداً.
طرد عائلة تاكسين«لم يسبق لى المشاركة في أي نشاط سياسي، ولكن اليوم نحن امام نظام، صحيح انه منتخب ولكنه أساء استخدام السلطة عن طريق شخصيات منتمية للحزب الحاكم (بواتاي)»، هكذا قال سومشاي وادوري 42 عاما، والذى أضاف ان المتظاهرين يصرون على طرد عائلة تاكسين خارج البلاد لاسيما ان العائلة تستطيع حشد الأصوات بالمال خاصة في الشمال والشمال الشرقي المناطق المعروفة بالفقر.
وبينما تمتلئ ساحة النصر التذكارى بالباعة لشراء الاعلام، يوجد شاشات عرض متنقلة بمناطق متفرقة من الساحة تنقل خطابات زعيم المعارضة سوتيب ثاوجبسبان، قائد التظاهرات الميدانية وزعيم الحزب الديمقراطي الذى يهدد بتصعيد الاحتجاجات مجدداً بعد احتفالات رأس السنة وسط تعهدات بعرقلة العملية الانتخابية خاصة بعد احداث العنف امام مفوضية الانتخابات الكائنة بأستاد اليابان-تايلاند التى اسفرت الاسبوع الماضي عن مقتل رجل شرطة ومدني وإصابة 147 متظاهراً، لتبرز التخوفات بشأن العنف في المرحلة المقبلة وسط تعهدات من الحكومة بمواصلة سير عمل لجنة الانتخابات وتعهدات اضافية من الحزب الديمقراطي المعارض بعرقلة الانتخابات لاسيما في الجنوب معقل المعارضة.
ديمقراطية أم فساد؟وتعتبر التظاهرات بمثابة أحداث اعتيادية في بلد المليون ابتسامة. وتعجز الحكومات المتتالية على إكمال مدتها فتصعد ذاك إلى الحكم وتستقيل آخرى استجابة لمطالب الاحتجاجات الشعبية التى تحدث من وقت لآخر. وازداد الشرخ في الديمقراطية التايلاندية بانقلاب عام 2006م لتقع البلاد بين مأزق الديمقراطية أو الفساد التي تعجز عن القضاء عليه وتصنف واحدة من أكثر بلدان العالم فساداً.
فأنصار الديمقراطية يرفضون الإطاحة بالحكومات المنتخبة والعمل من خلال الصندوق للوصول إلى السلطة، وآخرون يطالبون بالقضاء على الفساد اولاً، ثم تشكيل أسس وقواعد للانتخابات المزمع إجراؤها في 2 فبراير المقبل.
وتطالب المعارضة بزعامة الحزب الديمقراطى، التي فشلت في الفوز بالانتخابات خلال العقدين الماضيين، بضرورة تشكيل مجلس شعبي منتخب معين من قبل الملك واللجنة الوطنية للإصلاح التى يتزعمها سوتيب تاوبغستان قائد التظاهرات الميدانية.
ووسط تكهنات بانقلاب جديد في البلاد التى شهدت 18 انقلاباً او محاولة انقلاب منذ عام 1932م، وتصريحات القائد الأعلى للقوات المسلحة التايلاندية تاناساك باتيمابراغورن أن قيادة الجيش ستنظر في إمكانية التدخل في الصراع بين الحكومة والمعارضة، نفي الجيش في بيان الشائعات التى تداولتها وسائل الاعلام حول الترتيب لانقلاب جديد، ليضفي مزيداً من الغموض حول تداعيات الأزمة وغياب الحوار بين الأطراف المتنازعة