حزب الله يستبيح لبنان بمشاركته في قتل الشعب السوري (ا ف ب)
اليوم -بيروت 2013/12/22 - 03:16:00
شدد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري على أن "كل التهديد والوعيد والصراخ مردّه إلى أن حزب الله بات أمام مقصلتي المحكمة الدولية والشعب السوري", مؤكداً أن لبنان سيبقى بلداً عربي الهوية والانتماء، لا فارسي الرؤى والأهواء، لافتاً إلى أن "العدالة آتية للبنان بمعرفة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وللشعب السوري بالخلاص من إجرام بشار الأسد".
ورأى الحريري في رده على خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، أن "وضع حزب الله صعب، فهو يقف على الضفة الخطأ من التاريخ، بينما نقف نحن على الضفة الصحيحة من التاريخ، نقف على جبهة الحق، لذا سننتصر بكرامتنا وكرامة دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي سقطت في 14 شباط 2005".
وأضاف: "سنأخذ العبرة من دروس التاريخ، بأن كل تجارب إخضاع لبنان بالسلاح وغيره إلى زوال، وأن لبنان وحده هو الباقي بأهله اللبنانيين، وبقواه المدنية المؤمنة بالدولة الجامعة والمنفتحة، وحده لبنان هو الباقي بمن يعرف أن قوة لبنان ومنعته لا تُقاس بعدد الصواريخ التي يمتلكها حزب الله، بل بقدرة اللبنانيين على إبقاء لبنان وطناً للتعدد والديموقراطية والحداثة".
قال الحريري: «ليس صحيحاً أن الحرب السورية» من تستبيح كل لبنان، الصحيح أن حزب الله هو من يستبيح لبنان بمشاركته في قتل الشعب السوري. وليس صحيحاً أن طريق الموت تمر عبر عرسال أو غيرها من المناطق، الصحيح أن طريق الموت تمر عبر حزب الله.
رروقال: "ليس صحيحاً أن الحرب السورية" من تستبيح كل لبنان، الصحيح أن حزب الله هو من يستبيح لبنان بمشاركته في قتل الشعب السوري. وليس صحيحاً أن طريق الموت تمر عبر عرسال أو غيرها من المناطق، الصحيح أن طريق الموت تمر عبر حزب الله. وليس صحيحاً أن للتكفيريين بيئة حاضنة في مناطقنا، لأن ملهم التكفيريين واحد وهو حزب الله، وتطرفهم بالتأكيد لا يتغذى من اعتدال تيار المستقبل بل من تطرف حزب الله الذي يجعل من القتلة، المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد، "قديسين"؟!".
وأكد أن "سوريا ستستقر عاجلاً أم آجلاً، وحين تستقر لن تغفر لحزب الله جريمته بحق شعبها، كونوا على ثقة أن سوريا القديمة انتهت، وأن بشار الأسد انتهى مهما قيل عن بقائه، من يملك الأرض هو الشعب السوري، وأي تسوية على حسابه ستولد ميتة، فهو سيد ثورته المحقة، وصاحب الحق لا شك سينتصر حتى ولو تخلى كل العالم عن الشعب الذي يقتل كل يوم من دون أن يتراجع"، موجهاً التحية إلى "الموقف السعودي الشجاع الذي يقف إلى جانب الحق في سوريا، والمشرّف الذي سيواجه ولو منفرداً محاولات ترك سوريا لإجرام آل الأسد".
وجزم الحريري بأن "العدالة آتية، آتية لشعب سوريا بالخلاص من إجرام بشار الأسد، وآتية للبنان بمعرفة حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لن يكون هناك "قديسون" أمام المحكمة الدولية، الحقيقة وحدها ستكون "مقدسة"، والقاتل كائناً من كان سيُعرف بالاسم، لا بالحرف الأول منه، وسيحاكم لأن قطار العدالة انطلق لتصمت كل أصوات الباطل".
من جهتها, قالت صحيفة المستقبل اللبنانية: ان نصرالله في خطابه يعتمد مبدأ واحداً، وهو أنه بالفعل لا يخاطب إلا نفسه، ولا يتوجه إلا إلى جمهوره، ولا يهتم بأي رأي آخر أو بأي جدال تحت سقف المنطق والمعقول.
وأشارت إلى أن تناقضات خطابه تحتاج إلى مطولات لتفسيرها، لكن في المختصرات، يُقال: إنّه طلب الشيء ونقيضه، وناقض نفسه بنفسه في مسائل عدّة منها أنه حين يقول: إن السلطة لا تهمّه، وقتاله "الوجودي" في سوريا أكبر من تأليف الحكومة، يطلب في المقابل تسعة وزراء في التشكيلة التي يصرّ عليها. وفي حين يقول مباشرة وبلا مواربة: إن "14 آذار" آخر همومه، فهو يركّز معظم كلامه الناري على 14 آذار.
وتضيف : تصل غرائب الخطاب إلى قصة الدم والعرض. إذ في حين يرى اللبنانيون والعالم كل يوم بيانات النعي التي يصدرها الحزب عن عدد عناصره الذين يسقطون في سوريا، ويُظهر للملأ جثثهم من خلال تشييع جنازاتهم، فإنه في المقابل ومنذ نحو ثلاث سنوات، لم يستطع أن يقدّم صورة واحدة لقتيل واحد تابع لـ "14 آذار" سقط في سوريا.. ثم يصرّ نصرالله وحزبه وحلفاؤه على مقولة: إن "14 آذار" سبقته إلى هناك.
وفي قصة الدم والعرض فصل كبير وخطير. فنصرالله يهدّد إسرائيل بأنه لن ينسى استهدافها لقادته وعناصره، ويتوعدها بالانتقام في كل مكان في الأرض، لكنه يأخذ على أهل الشهداء الذين تتهم المحكمة الدولية عناصر من حزبه بقتلهم، مطالبتهم بالعدالة والحقيقة، بل ويفعل كل شيء، وتحديداً كل شيء، لأبلسة و"أسرلة" تلك المطالبة وتلك المحكمة.