الرئيس أوباما والسيدة الاولى وابنتاه يغادرون الى ارخبيل هاواي (رويترز)
الوكالات - واشنطن 2013/12/22 - 03:07:00
وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما سنة 2013 بالصعبة؛ بما شهدته من انتكاسات سياسية ونتائج برلمانية هزيلة وهزيمة في المشروع حول إصلاح التأمين الصحي، معبرًا عن أمله في أن تحقق الولايات المتحدة "اختراقًا" في 2014.
وقال اوباما في مؤتمر صحافي: "في السنة التي مضت كانت هناك بالتأكيد مصادر إحباط"، معتبرًا أن "نهاية السنة تشكل دائمًا فرصة جيدة للتفكير في ما يمكن ان نفعله بشكل افضل في السنة التالية".
واضاف الرئيس الامريكي الذي بدا عليه التعب بشكل واضح "إنني واثق انه ستكون لدي افكار افضل بعد ايام من الراحة".
وبعد ساعات من هذه التصريحات، توجه اوباما مساء الجمعة الى ارخبيل هاواي في المحيط الهادئ ليمضي، كما كل سنة، عطلة نهاية العام مع زوجته ميشيل وابنتيه ماليا وساشا.
وأثناء مؤتمره الصحافي، رفض اوباما الرد على سؤال عما اذا كان يعتبر 2013 "اسوأ سنة" في رئاسته، بينما تراجعت نسبة الامريكيين الذين يثقون به إلى أدنى مستوى، وتبلغ بالكاد 40 بالمائة حاليًا، بعد عام واحد على اعادة انتخابه.
والسبب الرئيسي لهذا التراجع كان الفوضى التي عمت في بداية ولايته الجديدة في الشق الاساسي من اصلاح التأمين الصحي "اوباماكير".
فقد كانت البوابة التي يفترض ان تسمح بحصول اكثر من ثلاثين مليون امريكي على التأمين الصحي عبر الانترنت، مصابة بخلل عند فتحها في الاول من اكتوبر ما اضطر الادارة لاتخاذ اجراءات سريعة لتحديثها.
أثناء مؤتمره الصحافي، رفض أوباما الرد على سؤال عما اذا كان يعتبر 2013 «أسوأ سنة» في رئاسته، بينما تراجعت نسبة الامريكيين الذين يثقون به إلى أدنى مستوى، وتبلغ بالكاد 40 بالمائة حاليًا، بعد عام واحد على إعادة انتخابه
كما تبين لآلاف الامريكيين ان النظام الجديد سيلزمهم بالتخلي عن تغطيتهم الصحية الحالية ما يتطلب زيادة في رسوم الاشتراك، خلافًا لما وعد به أوباما في 2009.
تنازلات مستمرةوفي محاولة للحد من "الاخفاقات" المتتالية، اضطر اوباما لتقديم تنازلات الواحد تلو الآخر. لكنه اكد ان "الطلب قائم والمنتجة جيدة".
وبعد خريف سيئ جدًا بالنسبة لهم، تمكن الجمهوريون الذين يشكلون غالبية في مجلس النواب من تحقيق بعض النجاح. وقد تخلوا عن سعيهم لالغاء الاصلاح الذي اقترحه اوباما في قطاع التأمين الصحي بعد اسبوعين من الشلل الحكومي.
وألحق الكونغرس هزائم اخرى باوباما في 2013، وخصوصًا بشأن الحد من انتشار الاسلحة الفردية في البلاد، بعد مقتل تلاميذ في مدرسة نيوتن على الرغم من جهود الادارة الامريكية.
ورأى اوباما ان البرلمانيين ارتكبوا "خطأ" في هذا الشأن.
اما الاصلاح في مجال الهجرة الذي كان الوعد الكبير خلال الحملة، فقد اقره مجلس الشيوخ حيث الغالبية من الديموقراطيين، لكنه ما زال ينتظر في مجلس النواب.
وقال الخبير في العلوم السياسية في معهد بروكينغز توماس مان لوكالة فرانس برس: إن "مجلس النواب قد يبذل جهودًا أكبر بشأن الجرة السنة المقبلة، لكنني لا اتوقع ان يؤدي ذلك الى قانون طموح".
وأسوأ ما واجهه اوباما كان فشله في اقناع الكونغرس بضرورة شن ضربات على سوريا لمعاقبة نظام الرئيس بشار الاسد المتهم باستخدام اسلحة كيميائية في النزاع الدائر في هذا البلد.
وجاء الانقاذ من روسيا التي التقطت اقتراحًا أمريكيًا بنزع الاسلحة الكيميائية السورية. لكن موسكو وجهت ضربة الى واشنطن بمنحها اللجوء الى المستشار السابق في الاستخبارات الامريكية ادوارد سنودن الذي اساءت المعلومات التي كشفها عن عمليات تجسس امريكية، لصورة اوباما في الخارج.
وتهرب الرئيس الامريكي من الرد على سؤال عن إصدار عفو عن سنودن باسم الفصل بين السلطات، وقال: إنه يأسف "للاضرار" التي سببها الشاب "بلا جدوى".
النجاحاتإلا ان اوباما حقق بعض النجاحات في 2013، وعبر عن امله في نجاحات اكبر في 2014.
فللمرة الاولى منذ 2009، يحتفل اوباما باعياد نهاية السنة بدون ازمات مالية او ضريبية يترتب عليه تسويتها، اذ توصل الجمهوريون والديموقراطيون في الكونغرس وبعد سنة من الخلافات الحادة، الى تسوية حول النفقات والموارد، بينما تتراجع البطالة ويشهد الاقتصاد انتعاشًا تدريجيًا.
وأكد اوباما ان "شركاتنا في وضع جيد لنمو ووظائف جديدة. واعتقد بصدق ان 2014 يمكن ان تكون سنة اختراق للولايات المتحدة".
ويستعد عدد كبير من النواب لانتخابات مقبلة في نوفمبر 2014. لكن مان قال: إنه "من غير المرجح" ان يستعيد الديموقراطيون السيطرة على كل الكونغرس.
وأوضح هذا المحلل "يجب ان يحقق الاقتصاد انتعاشًا هائلًا، وأن يتكلل اصلاح القطاع الصحي بالنجاح". وأضاف إنه "سيكون على اوباما مواصلة مواجهة الكونغرس، لكنني اتوقع ان يكون اكثر حدة ونشاطًا على صعيد الاجراءات الادارية".
علاقات متوترةوفي سنة اتسمت بعلاقات ما زالت متوترة مع روسيا والصين وافغانستان حيث الوجود الامريكية بعد 2014 ليس مؤكدًا حتى الآن، يمكن لاوباما التأكيد على نجاحه في تحسين العلاقات مع ايران.
فمع وصول انتقال السلطة الى المعتدل حسن روحاني الذي اجرى معه اوباما محادثة هاتفية تاريخية في نهاية سبتمبر، ابرمت الجمهورية الاسلامية اتفاقًا مرحليًا لمحاولة التوصل الى حل دائم لملف برنامجها النووي المثير للجدل.
وفي الوقت الذي يدعو فيه اعضاء في مجلس الشيوخ الى فرض سلسلة جديدة من العقوبات لممارسة ضغط على الجمهورية الاسلامية، قال اوباما امس: "لا نخسر شيئا خلال هذه الفترة من المفاوضات" المحددة بالاتفاق الانتقالي الموقع نهاية نوفمبر في جنيف.
واضاف "سنرى الامر بشكل أوضح مما كان من قبل في البرنامج النووي الايراني خلال الستة اشهر المقبلة. سنرى ما اذا كان الايرانيون سوف ينتهكون بنود الاتفاق".
وتابع "في ضوء كل هذا، ما قلته لاعضاء الكونغرس الديموقراطيين كما الجمهوريين، هو انه لا حاجة الى قانون لفرض عقوبات جديدة، ليس بعد".