مقاتلون من الجيش السوري الحر يعانون من برودة الطقس في حلب (رويترز)
الوكالات - عواصم 2013/12/15 - 03:00:00
دعا زعماء المعارضة السورية حلفاءهم الغربيين والعرب لتمويلهم لإعادة تنظيم قواتهم بعد أن استولى مقاتلون إسلاميون على بعض أسلحتهم، في حين قالت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية الفرنسية: إن بلادها لا تنوي حتى الآن وقف إرسال المساعدات للمعارضة، فيما قالت واشنطن: إنها على اتصال برئيس أركان الجيش السوري الحر.
وقال منذر أقبيق المسؤول الكبير في الائتلاف الوطني السوري المعارض: إن الهجوم الذي شنه الإسلاميون على مخازن ومقار المجلس العسكري الأعلى التابع للمعارضة قرب الحدود التركية يسلط الضوء على ضرورة إعادة هيكلة القوات التي تحارب بشار الأسد.
وأوقفت الولايات المتحدة وبريطانيا المساعدات غير المميتة لشمال سوريا بعد الهجوم الذي أشعل مخاوف من وصول الإمدادات في النهاية إلى جماعات غير مرغوب فيها.
ودعت المعارضة السورية إلى إمدادها بالمال لدعم قواتها خلال اجتماع في لندن للمجموعة الرئيسية في تجمع أصدقاء سوريا وهو تحالف يضم 11 دولة معارضة للأسد بينها الولايات المتحدة وبريطانيا.
وقال أقبيق للصحفيين بعد الاجتماع: "نعرف أن لدينا مشكلة ونعرف أنه ليست لدينا المؤسسات العسكرية المنظمة التي نريدها. ونعرف تحديات التنظيم الفضفاض للجيش السوري الحر".
وتابع قائلًا: "نحتاج إلى الدعم سواء أكان ماليًا أم في شكل عتاد. هذه هي الوسيلة الوحيدة لوضع نهاية للتشرذم الجاري على الأرض".
وردًا على سؤال عما سيحدث إذا لم تعد المعارضة تنظيم قواتها قال أقبيق: "فوضى كاملة. هناك أعداد كبيرة من الجماعات التي تقاتل النظام وتتقاتل مع بعضها بعضًا وتقاتل القاعدة. إنها فوضى كاملة على الأرض".
وأضاف أنه بموجب الاقتراح ستنشئ المعارضة المدعومة من الغرب وزارة للدفاع وهيكلًا للقيادة ذا طابع رسمي بدرجة أكبر في محاولة لتنظيم مقاتلي المعارضة المتفرقين.
وقال: إن الحصول على أموال لتوفير زي مناسب وأجور وطعام بشكل منتظم سيساعد في توحيد الجماعات التي تحارب الأسد.
وأضاف "لا يزال الأمريكيون والبريطانيون مترددين. لا يأتون بسرعة كافية لدعم المشروع الجديد".
"سنعتمد على مصادر أخرى من الدول العربية وربما من فرنسا ولكن ليس من الأمريكيين والبريطانيين".
دعم فرنسيوقالت إليزابيث جيجو رئيسة لجنة الشؤون الخارجية الفرنسية: إن قرار الولايات المتحدة وبريطانيا وقف المساعدات غير المميتة لشمال سوريا كان "مفاجئًا" لكن لا خطط لدى باريس حتى الآن لوقف إرسال المساعدات.
وقالت في مؤتمر للزعماء السياسيين في موناكو "لدينا مصلحة كبيرة في مواصلة دعم الائتلاف. السياسة الدبلوماسية الفرنسية كانت صائبة في دعمها للمعارضة منذ البداية".
وتساءلت تقول: "إذا لم ينجحوا.. ماذا سيبقى معنا؟ نظام يستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه أو الجهاديون. لا نريد لا الأول ولا الثاني".
ونددت مجموعة أصدقاء سوريا في بيان صدر بعد اجتماعها في لندن الجمعة بهجوم المتشددين على مخازن الأسلحة.
ودعا البيان إلى وقف الاستيلاء على المساعدات المادية للمعارضة والشعب السوري.
وجدد البيان التأكيد أيضًا على أنه لا يمكن أن يكون للأسد أي دور في سوريا بعد توقف القتال.
تقييم الوضع
وفي سياق متصل، نفى وزير الخارجية الأميريكي، جون كيري أن يكون الهجوم الذي استهدف مخزن معدات غير قتالية تابع للجيش الحر قد أثر على دعم واشنطن للمعارضة السورية، وذكر جون كيري أن الولايات المتحدة علقت تقديم مساعدات أخرى إلى شمالي سوريا لتقييم الوضع على الأرض، مضيفًا إن واشنطن على اتصال بالجنرال سليم إدريس رئيس أركان الجيش السوري الحر.
وقال الوزير الأمريكي: إنه يعتقد أن إدريس في تركيا حاليًا لتفقد مخزن المعدات الذي أغارت عليه الجبهة الإسلامية. وكان وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل قد تعهد بمواصلة بلاده دعم الجيش السوري الحر والمعارضة السورية المعتدلة، وقال هيغل: إن ما حدث مؤخرًا في شمالي سوريا يعكس بوضوح مدى تعقد الوضع وخطورته وصعوبة التنبؤ به.