وزير الخارجية الامريكي اثناء لقائه نتنياهو في القدس المحتلة امس ( رويترز )
محمد ماهر ، ا ف ب - رام الله 2013/12/14 - 03:00:00
رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخطة الامنية التي عرضها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في إطار جهوده من أجل دفع مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، والتي تنص على إبقاء وجود عسكري اسرائيلي في الضفة الغربية على حدود الأردن، على ما أفاد مسؤول فلسطيني, فيما التقى الوزير الامريكي في القدس المحتلة أمس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال المسؤول طالبًا عدم كشف اسمه: ان عباس رفض الافكار الأمنية لكيري في رسالة رسمية مكتوبة سلمها إلى الجانب الامريكي، مؤكدًا رفض وجود الجيش الاسرائيلي على الحدود الشرقية مع الأردن».
وأكد مصدر فلسطيني أن لقاء الرئيس الفلسطيني مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، لم يدم أكثر من نصف ساعة فقط، وأنه انتهى بسرعة، بعد أن قدم الوزير الأمريكي أفكارًا تمثل تراجعًا كاملًا عن الأفكار التي قدمها المبعوث الأمني الأمريكي السابق جيم جونز، خاصة فيما يتعلق بمنطقة الأغوار.
وقال المصدر -الذي فضل عدم ذكر اسمه-: إن الأفكار الأمريكية تقضي بتواجد إسرائيلي في غور الأردن لمدة 10 سنوات، يتم خلالها تأهيل قوات أمنية فلسطينية لتولي المسؤولية في المنطقة، وهو ما ترفضه القيادة الفلسطينية.
ومن ضمن أفكار كيري أيضًا تواجد إسرائيلي غير مرئي، ولكنه مقرر على المعابر الحدودية بين الضفة الغربية والأردن، فضلًا عن نشر محطات إنذار مبكر على تلال في الضفة الغربية.
وبيّنت المصادر أن كيري بمقترحاته الجديدة تخلى تمامًا عن الأفكار التي وضعها الجنرال جونز التي تحدثت عن تواجد دولي في الأغوار لقوات من حلف الناتو بقيادة أميركية، وأنه لا يكون هناك أي تواجد إسرائيلي، وبات الأمريكيون يتحدثون عن ترتيبات أمنية تتبنى بالكامل وجهة النظر الإسرائيلية سواء ما يتعلق بالأغوار أو المعابر أو الأجواء.
وكان الرئيس عباس أبلغ القنصل الأمريكي العام في القدس، مايكل راتني، قبل يومين أن الموقف الفلسطيني هو ألا بقاء لأي جندي إسرائيلي في الدولة الفلسطينية، وأن القيادة الفلسطينية تقبل بوجود طرف ثالث لضمان تنفيذ الاتفاق، مع تمسك الفلسطينيين بدولة على حدود 1967، مع إمكانية تبادل طفيف للأراضي بالقيمة والمثل، وأن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.
وقال كيري الذي يقوم بزيارته الثانية الى المنطقة خلال اسبوع: «اردت العودة حتى احاول مواصلة محادثاتنا المهمة».
واضاف قبل لقائه مع نتانياهو امس «هذا بناء لكن الامر يكون معقدًا على الدوام» موضحًا «لدينا مسائل كثيرة ينبغي بحثها وسنواصل هذه العملية».
واضاف المسؤول ان كيري اكد مجددًا التزامه بحل ينص على قيام دولة فلسطينية وأبدى استعداده للعودة الى المنطقة الاسبوع المقبل.
واكدت وزارة الخارجية الامريكية ان هدف الولايات المتحدة هو التوصل الى «اتفاق نهائي»، وليس «تسوية مرحلية» جديدة خلال مهلة التسعة اشهر المحددة للمفاوضات الحالية بعد تحريكها في نهاية تموز/ يوليو.
ويطالب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في حال اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، بالحفاظ على انتشار عسكري اسرائيلي بعيد الأمد في منطقة غور الاردن على طول الحدود مع الاردن مستبعدًا ترك مسؤولية الامن في هذه المنطقة لقوة دولية كما وافق الفلسطينيون او لقوة فلسطينية-اسرائيلية مشتركة، وهو ما يرفضه الفلسطينيون بشكل قاطع باعتباره استمرارًا للاحتلال وانتقاصًا من سيادتهم.
وفي مقالة نشرت الخميس اوضح المستشار الاسرائيلي السابق للامن القومي جنرال الاحتياط جيورا ايلاند انه «من وجهة نظر اسرائيل، فإن خطر التخلي عن أراضي في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ليس ناتجًا بالضرورة عن الخطر الذي يشكله الفلسطينيون بل أعداء آخرون» في المنطقة.
وكتب ان «اسرائيل تشدد على ان تكون لها سيطرة على طول غور الاردن، ويبدو ان الامريكيين موافقون على ذلك»، معتبرًا انه من اجل السيطرة بشكل فاعل على الحدود الفلسطينية الاردنية سوف يحتاج الجيش الاسرائيلي لشريط عرضه خمسة كلم في منطقة الاغوار، وهو مطلب يرفضه القادة الفلسطينيون.