رئيس «الشاباك»الإسرائيلي السابق يحذر نتنياهو من انتفاضة فلسطينية ( إ ب أ)
محمد ماهر - القدس المحتلة 2013/12/10 - 03:00:00
حذر رئيس «الشباك»الاسرائيلي السابق يوفال ديسكن من أنه من غير خطوات تبني الثقة أساسها وقف البناء في المستوطنات ينتظرنا «ربيع عربي».
ويرى الخبير السياسي الاسرائيلي عوزي برعام ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ضعيف عن مواجهة حلفائه في الائتلاف الحكومي من رافضي التسوية مع الفلسطينيين وهو بذلك يُعرض أمن الدولة ومستقبلها للخطر.
ويضيف برعام في يومية «هآرتس» الاسرائيلية ان ديسكن عبر في مؤتمر احتفاء بمرور عشر سنوات على مبادرة جنيف في وضوح كبير، عن تشاؤم من احتمال تسوية ووصف السيناريوهات المحتملة التي قد تتحقق نتاج عدم وجودها. لكن برز في كلامه أكثر من كل شيء الصراخ لعدم وجود قيادة في الطرفين.
ويضيف المحلل السياسي الاسرائيلي : رغم أن الكلام قيل في تقدير للامور وبصورة غير متحمسة، فانه لم يؤثر في رئيس الوزراء ومن حوله الذين ردوا بقولهم: «لن يتأثر رئيس الوزراء بكلام مُستعاد وبمواعظ منافقة تنبع من خيبة أمل شخصية». يمكن بالطبع أن نخالف ديسكن فيما قال، لكن ذلك الرد على الكلام الذي قاله من اشتغل سنين كثيرة بالشأن الفلسطيني من جميع جوانبه هو رد رئيس وزراء ضعيف مستكين تعوزه القدرة على القرار واجراءاته كلها ترمي وتنجح في ذلك الى تخويف الناس.
لنفرض حتى أن كلام رئيس الوزراء حق وأن ديسكن يعاني خيبات أمل شخصية – فلماذا لا تكون التعليلات الموضوعية التي أثارها مستحقة للفحص الدقيق عنها؟ أفليس يشهد ردا من حول رئيس الوزراء على أن «العائب يعيب لعيبه»؟.
واوضح: إن رئيس الوزراء الاسرائيلي، الذي يؤمن بأن ادارة الصراع مع الفلسطينيين ومع اوروبا ومع الادارة الامريكية أفضل من دخول صراع مع نفتالي بينيت وزئيف إلكين واوري اريئيل هو رئيس وزراء يزرع اليأس عند مؤيديه وعند معارضيه ايضا, فمؤيدوه يرون العالم الذي يُصوره زعيمهم ويُقنطهم ما يرونه. ومعارضوه يغرقون في يأس كبير. لأن العالم كله يرى أن تسوية الدولتين هي الحل الممكن الوحيد – ثم يأتي رئيس الوزراء ويعارض الداعين الى تحقيقه بادعاءات شخصية.
وقال عوزي برعام : مهما يكن مصير التسوية مع ايران فإن كل ما سيحدث هناك لن يغير خيبة الأمل الفلسطينية المستمرة ولن يطمس على عدم قدرة رئيس الوزراء على أن يدفع الى الأمام بالتسوية التي تطلع إليها في خطبة بار ايلان, وإن اليأس الذي يُشيعه رئيس الوزراء ومن حوله خطير. حاول أكثر قادة اسرائيل أن يخطوا طريقا ويبعثوا الأمل. فإذا أراد نتنياهو حقا أن يضمن وجود الدولة ونماءها كما يزعم فعليه أن يقوم بتحول استراتيجي على شاكلة خطبة بار ايلان. وعليه أن يخطو خطوات تبني الثقة كزيارة رسمية منه الى رام الله وزيارة محمود عباس للكنيست. وعليه أن يعلن أن تقديم التفاوض مع الفلسطينيين في مقدمة الاهتمامات الوطنية، فاذا لم يكن فهم ذلك من قبل فقد كان يجب أن يُبين له كلام ديسكن ذلك.
واختتم بالقول : صحيح أنه يمكن الاستمرار في الاختباء خلف الواقع والأمل في نشوب أحداث من قبل الفلسطينيين يستغلها أنصار إلكين ليقولوا «لقد قلنا لكم». فماذا يكون آنذاك؟ سيحل السلام على اسرائيل