ما بين الماضي و الحاضر( بناء و تدمير المستقبل)

عند سهولة
الحصول على الأشياء و توفرها لا
نشعر بقيمتها ربما لأنها وصلت إلى الأفواه دون أن نضحي
أو نعمل و نناضل ..و لكن حين فقدانها نشعر بأن الحياة لا
لون لها ..
فالكهرباء .. هل من أحد فكر كم بذلت من الجهود و الأعمال
لوصلت طاولة المكتب و إلى كل الأماكن التي نراها و نعيش فيها ..
و لكن ماذا لو قطعت فجأة .. عند هذه الحالة نشعر بقيمتها و
عندها ربما نقف مكتوفي اليدين..
و يبدأ هذا بشتم القائمين على الخدمة .. و ذاك ينفر من توقف
أعماله و إلى أخره من الحالات ...
لكن لماذا لم يفكر أحد أن يقدم الشكر عند سير الأمور كما
يحب ..
لماذا يستخدم الخدمة و عند دفع الفاتورة يتلكأ أو بالأحرى
النسيان أسهل ...
و هذه هي واحدة من النعم التي أنعمها الله للبشر .. و غيرها
الكثير

لكن هل تدوم دون المحافظة عليها و العمل الدءوب و المستمر
لتبقى في خدمة البشرية ..
و رغم أنني على الاطلاع بمعظم الدول و سفري لمعظمها .. لكن
سأخصص الحديث

هنا الدائرة السورية .. و سأنقل كما الواقع و من يجد غير
ذلك فأنا له أذان صاغية و صدر رحب ضمن حدود المنطق و الفكر المنفتح ...
فما ناقشت عالما وإلا و غلبته .. و ما ناقشت جاهلا و إلا و
غلبني ...
و سأسرد هنا الأمور و أتكلم بالذي لي و بالذي على نفسي ...و
عمم إذا شعرت انك تعيش مع المقالة ...

عندما تنظر إلى دولة ليس لها خارجة من الاحتلال العثماني و
الفرنسي إلا منذ عقود عديدة ..وتجد فيها كل هذه الخدمات و التطور على جميع
الأصعدة..
فأنا لا أتكلم عن دبي و أبو ظبي فهذه أمارات نتاج التجمع
البشري من شتى الجنسيات
وكل الأشياء فيها حديثة المنشأ .. لكن دون لمسة تاريخية
فعندما تكون في دبي
تظن انك تتابع فلما .. فلا وجود للأشياء الطبيعية ولولا التكيف ما قطنها الانسان ... و لشعب الإمارات هنا أجمل سلام و
تحية .. و النفط يعمل العجب ..فلا تتعجب..
لكن هل تعلمون ان سبل العيش هناك فقط للأغنياء و الطبقة
الغنية ...
فكيف من دولة لا نفط و لا غاز بل أكلت منها الايام السوداء
طورا و عجافا..
و رغم كل الاحداث و الامور و المجريات الحديثة و المستمرة
من الصراعات مع العدو ..
و عدم التنازل .. و يخرج من هنا من يقول اين المقاومة ..
أين .. هل رفعت سوريا العلم الاسرائيلي .. هل باعت قطعة من
الارض على انها مزارا لليهود ..
هل أدخلت الطماطم المهرونة لبطون فارغة ..هل وقفت عاجزة عن
المساعدة..
و أغلت حدودها عمدا و ضغطا ..و قالت نعتذر عن استقبال العرب
اللاجئين ..
و هل رمت الشعوب في النكبة على حدود مصر ..
و من هنا يقول لي أحدهم .. الجولان محتلة فلماذا الصمت و
السكوت ..
نعم محتلة ..فعندما يتخلى عنك أخوانك ربما تحتل بشكل كامل
..
فمن نقض الهدنة في حرب تشرين أو لا تعلم و من كان مع سوريا
و داخليا
مع إسرائيل...
كان على طاولة المؤامرة ...
لن احول الى غير المحال .. فقط سأكتب عن سوريا كما بدأت ...

انا على اليقين لا أحد يستطيع الانكار و اللعب على الحبال
لانه يعرف كل الاشياء و يرى بنفسه
و من زار سوريا يعرف أيضا .. و لكن من لا يعرفها الا بالاسم
فقط ..
فله الحرية بما يختار .. و لا أظلمه اذا صدق كل ما يراه ..
فحن لا نستوعب الى الان الحورب الاعلامية ..
لكن سأذهب بكم الى اسم مشهور لنوع من السجائر الامريكية (
مالبورو ) ..
عندما ادرجوا هذا الاسم و نشروا الاعلانات المشهورة على
الحصان الاصيل..لم يكن للدخان أي وجود..
فضجت الناس و بدأت الكلمات تتداول اي هذا الدخان و الاعلان
...
فذهب المعمل الى الانتاج و هكذا وصل الى المراد ...
وانا لن أفعل كما فعل لكن سأعلن بعدما لمست كل الأشياء و
الحقائق ...
و سأخصص مدينتي و مافيها فباقي المدن على نفس السياق

و أدرج جميع الخدمات ...
منذ خلقت فكل الامور مجانية و حتى الولادة فى المشفى ..و من
ثم كل حقوق الطفل
من اللقاح و الصحة و الرعاية و الارشادات ..فهل تعلم ما ثمن
اللقاح الواحد ضد الوباء الكبدي ...
و الى بعد ذلك حقي في التعليم .. فدرست في أحسن المدراس
المجانية .. من الابتدائية الى الاعدادية
و من ثم الثانوية الى الجامعة .. ربما فقط بعض الامور في
الجامعة كل الكتب وبعض المستلزمات ...
و الى الخدمات الأخرى من الكهرباء و الطرق و المياه و الى
اخره .. و كل من يقرأ هذه الكلمات سوف يعيشها .. لانه بالفعل هو فيها من الماضي
الى الآن ...

و احيانا اقول ما قدمت انا لبلدي .. فلماذا أخذ و لا أعطي
...
فوصلت الى ان تطبيق القوانين و المحافظة على ثروات البلد و
ممتلكاته العامة
يندرج في المضمون الانساني لرد الجميل ...

و انتقل هنا الى الامور الجارية .. أبند الكلمات تحت
الاسماء التالية ...
( الوطن .. الشعب .. النظام ..الموالاة .. المعارضة ..
الثورة )
هنا يتساءل قارئ من زاوية بعيدة ما الجهة التي يقف معها ..
لمصلحة من .. ما هدفه ..أو ربما يتقاضى الأموال من أجل ذلك ..
و هنا لا أقول الا كما كنت أقول وما زلت و سأبقى .. أنا مع
وطني و شعبي ..و مع الحق و الصواب ...
و كما ان لا يغير الله بقوم ما لم يغيروا ما بأنفسهم ..
فالوطن من الشعب و الشعب هو النظام و المولاة و المعارضة و
الثورة...
فالوطن كالجسم .. هناك جميع أنواع الخلايا منها ما تغذي
الجسم و ما تعارض الجسم و ما تدافع عنه و ما تقوده الى القيام الأعضاء بأعمالها
...
و لكن ماذا لو حدث خطأ في عمل فئة من الخلايا فلابد إن
النتيجة
الاختلال الكبير في التوازن و نشوء خرق في الوظائف ..
لكن أخطر هذه الأحداث هي الحالة التي تؤدي إلى فقد المناعة
.. و هذه الحالة لا تورث
إنما تكتسب من الخارج .. لا تولدها الخلايا إنما تغزوها
فيروسات خارجية معادية ..و هنا مصير كل الخلايا التلف تدريجيا .. و إلى الفناء ...
فإذا لا نريد الفناء فعلينا الحذر دائما و نحدد مع من
نتعامل و كيف نتعامل .. و دائما احذر صديقك و دع عدوك فهو معروف ...

سيدي و سيدتي لا أكتب إلا من حرقة الدم و إنتفاضة خلايا
الجسم
و لا أرغب بتشويه الصور.. و أنا أدافع عن كل البنود المدرجة
سابقا..
لكن هنا أريد إقناعا و كلاما إيجابيا ...
من الذي يدمر البنى التحتية ..من الذي يضرب خطوط النفط و
الغاز..من الذي يدمر ما تم بناؤه عبر عقود طويلة ...
من الذي يدمر المراكز الصحية .. و يسرق المدارس .. و يدمر
أبراج الكهرباء و يقطع الطرق ...
من له مصلحة في تدمير الأجيال الجديدة .. هل تعلم أو ربما
تعلم و لكن دفاعك الأعمى أبعدك عن هذه الأمور ..
سأروي لكم حادثة حصلت منذ أيام معدودات .. وأنا لا أطبق هنا
قصة حجا.. عندما قالوا له إن فاحشة ( الزنا ) قد إنتشرت في مدينتك فرد أليست بعيدة
عن شارعنا .. و بعد فترة قالو له إنها وصلت حيكم .. فرد أليست بعيدة من بيتي ..و
بعد فترة قالو له هاقد وصلت بيتك..
فرد أو أليست بعدة عني (؟؟؟؟؟)
أو كما يقال ألف أم تبكي ولا تنزل دمعة من عيونك ياموه ...
و هذه الحادثة بخصوص أخي الذي يدرس الثانوية و هو من المتفوقين..
و هو ودراسته فدا الوطن .. لكن هنا العجب ..
كيف الانسان يسمي نفسه ثوري و ثائرا و غاضبا ..
و يفرغ هذه الانتفاضة على كتب الطلاب .. كيف يدخلون المدرسة
و يهددون بالسلاح .. و منذ أيام منعهوهم من دخول المدرسة
لإجراء الامتحان النهائي ..ما ذنبه و ما ذنب كل طالب ..لا حول له و لا قوة الا
بالله العلي العظيم...

لماذا قاموا بوضع عبوة ناسفة بسيارة
ابن عمي و انفجرت عند ذهابه الى الجامعة ..وجميع أفراد
سوريا هم أهلي و أخوتي ...ومن لحمي و دمي ...
و لماذا و لماذا من يجاوب ...

و الأجيال هم أهم البنود الأساسية للمجتمع .. و الان يطبق
أقتلوا صغارهم و دعوا الكبار يموتون لوحدهم ....

وهنا السؤال و الاستفسار لماذ نحن العرب هكذا ..
لماذا اذا اردنا الحفر في مكان نفجر اللغم في مكان أخر ...
و حتى سأذكر لم هذه الأمور .. فكل العلاقات و التصرفات تتبع
بعضها ...
لماذا حالات الطلاق أكثر نسبة في الدولة العربية .. هل
تتسأل..
سأجيب هنا ..
لانهم يصمتون و يحقدون و فجأة ينفجرون .
و عند ذلك لا يؤول
الأمر الا الى الطلاق ..
فسوء الاختيار و ربما الإجبار . و الخجل و السكوت و الاهم
الابتعاد عن الدين .. فيصل الانسان الى نقطة اللا تحمل ..
فتحدث الكارثة .. و جميع الأطراف خاسرة ..

أكتب و الحروف باكية على الحال .. و قلبي يحترق حزنا
ولا يعلم الا الله بأعمالي و أفعالي ..
و ادعو الله أن يرفق بحال المظلومين و يجعل مخرجا لكربتهم
و ينصرهم على الظالمين ...

و أتمنى ان لا نجعل من اختلاف الأراء فجوة و ثغرة مفتوحة
لمن لا يريد لنا الخير.. بل علينا ان نقف يد واحدة أكثر من أي وقت مضى..

و نحارب الظلم و الفساد بأسلوب استراتيجي و حضاري ضمن الوعي القومي و الثقافة الروحية و الابتعاد

و عدم السماح لنشوء الفتن الطائفية ..

الذي يجمعنا كـ عرب لا يجمع أي فئة من الأرض .. اللغة و الارض و التاريخ ..

شكرا ...

اخى الرائع عدنان

ما يحدث الان فى الشقيقه سوريا
حدث وما زال يحدث فى الدول العربيه الثائره
بل وافظع واقوى ولا اريد الدخول بتفاصيل ما يدور الان فى مصر

ولكن التعتيم التعليمى ونشر الجهل والتخلف
من من جعلناهم ابائنا واسيادنا
وكم صمتنا فى اوقات نحتاج لساننا فيها للكلام
ولكن أتت الساعه
فلا بد من الصبر اولا
التوحد بين العرب تحت كلمه واحده
طلب التغيير والتحرير الفكرى
والاصرار عليه من الجميع
وفى النهايه لنا الله