"سيرة حب" لاتنتهي

"سيرة حب" لاتنتهي
أم كلثوم صوت مصر الذي عاش في قلوب الناس

59 سنة من الغناء والطرب قضتها سيدة الغناء العربي أم كلثوم. بصوت من السماء يغني بلا توقف زاهداً المجد متعطشاً التقدير الذي لاقته بعد غيابها في الثالث من فبراير عام 1975. ومازالت حتي اليوم تلقاه بإحياء ذكري رحيلها في حفلات متفرقة هنا وهناك.
"أوقاتي بتحلو معاك".. هي الاغنية التي لم تكملها أم كلثوم. فأثناء البروفات وقعت صريعة لمرض التهاب الكلي. وسافرت إلي لندن للعلاج وكانت قبل سفرها قد طلبت من الشاعر صالح جودت ان يكتب اغنية بمناسبة نصر أكتوبر وبعد عودتها طلبت من الملحن رياض السنباطي تلحينها حتي تغنيها في عيد النصر لكنها توفيت قبل ان تؤديها وكانت الاغنية مطلعها "ياللي شبابك في جنود الله.. والحرب في قلوبهم صيام وصلاة".
لحقت المشاكل الصحية بأم كلثوم كل بضعة سنوات منذ الثلاثينيات وصارت طريحة الفراش نتيجة مشاكل في الكبد والمرارة. حيث أوصي لها الاطباء في عام 1937 بالعلاج في أحد البلدان التي تحتوي علي المياه المعدنية. فبسبب استمرار مشاكلها المرضية فكرت أم كلثوم جديا في التقاعد الكلي والاعتزال وكان هذا سنة 1946 حيث عانت من مشاكل في الغدة الدرقية. فبجانب أعراض المرض كانت أم كلثوم شديدة الخوف علي صوتها وتأثيرات العلاج الجانبية مما أدي إلي دخولها في حالة اكتئاب شديد. وفي عام 1954خفضت أم كلثوم جدول حفلاتها الموسيقية بسبب المشاكل الصحية التي تعاني منها. وكانت ترتدي النظارة السوداء بشكل مستمر بسبب مرض الغدة الدرقية الذي أدي إلي جحوظ عينيها. وكان هذا سببا أيضا لايقافها لنشاطها التمثيلي الذي اقتصر علي 6 أفلام.
وفي 22 يناير 1975 تصدرت أخبار مرض أم كلثوم الصحف وكانت الاذاعة تستهل نشراتها بأخبار مرض أم كلثوم وعرض الناس التبرع بالدم لأم كلثوم وفي 3 فبراير 1975 في القاهرة اندمجت اذاعات الشرق الاوسط والبرنامج العام وصوت العرب في موجه واحدة لتعلن الحقيقة. وظهر يوسف السباعي في تمام السادسة مساء ليلقي نبأ وفاة فنانة الشعب أم كلثوم بينما وقف المهندس سيد مرعي رئيس مجلس الشعب دقيقة حدادا.
أرسل الامير عبدالله الفيصل هدية عبارة عن عدة ليترات من ماء زمزم لتغسيلها وصلت مباشرة من الاراضي المقدسة كواجب أخير.
وكما كان لوفاتها صدي محلي. كان هناك صدي آخر عالمي حيث كتبت صحيفة "الأورو" الفرنسية انها مثلت للعرب ما مثلته "اديث بياف" للفرنسيين إلا ان عدد معجبيها أضعاف عدد معجبي بياف. وكتب "بيجل كاربيير" في صحفية "لفيجارو" انه برغم ان الاوربيين لم يفهموا الكلمات إلا انها وصلت إلي روحهم مباشرة. فيما كتبت صحيفة "التايمز" انها من رموز الوجدان العربي الخالدة. وكتبت صحيفة "زيت دويتش سايتونج" الالمانية أن مشاعر العرب اهتزت من المحيط إلي الخليج. أما الصحف العربية فرددت النبأ في الصفحات الاولي بينما سيطر الوجوم علي العرب فكانوا يعرفون انهم فقدوا آخر رابط حقيقي بينهم. وكتبت الصحف عناويناً تؤكد انه لقد فقدت مصر هرمها الرابع. وفقد العالم العربي كوكبه المشرق لقد ماتت أم كلثوم.