قضت محكمة مصرية بحبس الممثل الكوميدي المصري المعروف عادل إمام، ثلاثة أشهر بعد إدانته بتهمة الإساءة إلى الإسلام في أكثر من عمل سينمائي ومسرحي.
ويواجه إمام بشكل متكرر اتهامات بالسخرية من السلطات والسياسيين في أفلامه. كما يتهم بالإساءة إلى الإسلام والرموز الإسلامية، خصوصا اللحية.
وأكد إمام أنه "قرر استئناف الحكم. ووفقا للقانون المصري فإن الاستئناف، الذي يجب أن يقدم خلال شهر، يوقف تنفيذ الحكم لحين الفصل فيه."
ويشمل الحكم تغريم الممثل المصري ألف جنيه مصري . وصدر الحكم في قضية رفعها المحامي عسران منصور، الذي يرتبط بعلاقات مع جماعات إسلامية، ضد إمام البالغ من العمر 72 عاما.
وتقول التقارير إن المحامي استند إلى ما اعتبرها إساءة بسبب فيلم قام ببطولته إمام هو "مرجان أحمد مرجان" ومسرحية شهيرة باسم "الزعيم".
وقالت مصادر قضائية لوكالة رويترز، إن القضية منظورة أمام المحكمة منذ شهور.
ويقول نبيل عبدالفتاح، المحلل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة، إنه من المحتمل أن سبب صدور الحكم هو عدم مثول الفنان أمام المحكمة. وتوقع عبدالفتاح أن تلغي محكمة الاستئناف الحكم
عادل إمام: استقبلت حكم حبسي بـ«دهشة».. ولم «أسىء للإسلام»أكد الفنان عادل إمام أنه استقبل حكم حبسه بتهمة «الإساءة للدين الإسلامي» بدهشة بالغة، وقال إنه حين قدم فيلم «الإرهابي» كان يدافع عن وطنه في ظل الهجمة الشرسة التي تعرض لها من جانب الإرهاب وكان يدين العنف، ولم يكن هدفه «الإساءة للإسلام» أو «المتدينين الحقيقيين أبدًا».
وأوضح أنه فوجئ بالحكم الصادر ضده، وعندما علم به طلب من محاميه الخاص استئناف الحكم، وبالفعل وافقت المحكمة على الاستئناف ومن المقرر إعادة نظر القضية يوم 3 أبريل المقبل، وأعرب «إمام» عن ثقته في أن يكون الحكم القادم لصالحه.
وسادت حالة من القلق في الوسط الفني بعد «حكم الحبس» وسط مخاوف على مستقبل حرية الإبداع.
وأعرب المخرج داوود عبد السيد، عن صدمته إزاء الحكم، قائلًا إنه يخشى أن يكون بداية لهجمة شرسة على حرية الإبداع، خاصة في ظل تصاعد التيارات السياسية ذات الخلفية الدينية والتي لم تتوقف عن تصريحاتها المحرضة ضد الإبداع بصوره المختلفة، واستشهد عبد السيد بقيام أحد أقطاب السلفيين بـ«الإساءة» إلى كاتب كبير بحجم «نجيب محفوظ»، وهو ما يؤكد أن المبدعين بالفعل في حاجة ماسة إلى التوحد في مواجهة تلك «الهجمات الشرسة» ضدهم، وأعرب «عبد السيد» عن تضامنه الكامل مع الفنان «عادل إمام»، خاصة أن الحكم الصادر ضده ليس الهدف منه إمام نفسه ولكن المقصود منه «تكميم» أفواه المبدعين، في وقت كنا نتوقع فيه مساحة أكبر من الحرية بعد ثورة 25 يناير.
ورفض المخرج خالد يوسف الربط بين «سيطرة» التيار الإسلامي والحكم الصادر ضد «إمام»، وقال إن هذا الحكم ليس الأول من نوعه، حيث سبق أن تعرض المبدعون لمثل تلك الهجمات في ظل النظام السابق لكن حالة الهجوم تصاعدت بشدة مؤخرا.
وقال يوسف إن تشكيل جبهة الدفاع عن الإبداع بدت في تلك الظروف الراهنة مهمة للغاية ، حيث أثبت الحكم صحة وجهة نظرنا بأننا يجب أن نستبق الهجوم علينا بتلك اللجنة للدفاع عن حرية الإبداع الفني.
وأشار إلى أن الحكم السابق لن يثنيه شخصيًا عن مشروعه الفني الذي سبق أن أعلن عنه مؤخرًا بتحويل رواية «أولاد حارتنا» للراحل نجيب محفوظ إلى عمل سينمائي، على الرغم من أن بعض التيارات الدينية لها موقف «عدائي ضد الرواية».