الحياة والموت

الحياة … والموت

في ليلة شتاء باردة … أحضرت أوراقاً وقلماً لأخط عليها أفكاري … أعددت فنجاناً من القهوة .. جلبت علبة السجائر وجلست إلى طاولة الكتابة .. وسرحت في أفكاري .

لم يكن في ذهني شيء معين لأكتب عنه ولا فكرة واضحة لأكتب عنها .. فقط هي رغبة ملحة للكتابة ، أخذت رشفة من فنجان القهوة .. وإذ بي أسمع صوت ارتطام المطر على زجاج النافذة …وتذكرت بأن السماء كانت ملبدة بالغيوم عند عودتي إلى البيت في المساء .

إذن هاهو المطر يعلن عن نفسه من خلال دقاته العنيفة على زجاج النافذة … قمت وفتحت النافذة قليلاً لأرى تساقط الأمطار … فكان المطر ينهمر بغزارة ، ورائحة الأرض قد عبقت فرحةً بهذا الزائر الذي كانت بانتظاره … وعلى ضوء مصباح في الشارع القريب … رأيت المطر يغسل الأشجار في حديقة جاري والماء ينساب على أوراقها ويتساقط على الأرض … تمنيت عندها لو أنني مكان إحدى تلك الأشجار لأغتسل بماء المطر .. وأتطهر من خطاياي .. وهمومي .. وأحزاني .

سرت في جسدي قشعريرة برد جعلتني أطرد هذه الفكرة من مخيلتي على الفور … أغلقت النافذة وعدت إلى أوراقي، واقتربت من المدفأة لأطرد البرودة من أصابع يدي نتيجة إمساكي بطرف النافذة وعدت إلى صورة المطر وهو يغسل الشجر ويعطي الأرض أسباب الحياة فقررت أن أكتب عن الحياة …نعم عن الحياة … ولكن عن ماذا أكتب ؟؟

هل أكتب عن الحياة كمعنى وفلسفة ..؟؟ أم عن الحياة كخلق وتجدد …؟؟

أشعلت لفافة تبغ ونفثت منها نفثه كونت سحابة صغيرة في جو الغرفة سرعان ما تلاشت .. ونفثت أخرى .. وعادت وكونت نفس السحابة وتلاشت هي الأخرى … ونفثه أخرى … وأخرى .. وهكذا ما أن تتكون الغيمة حتى تتلاشى .

عندها صرخت بيني وبين نفسي وقلت يا الله..!!! هذه هي الحياة .. إنها مثل تلك السحابة التي تشكلت للتو .. وسرعان ما تلاشت وعادت غيرها .. فالحياة إذن مثل هذه السحابة الصغيرة ، متجددة دائماً طالما أن هنالك مقومات وأسباباً لبقائها .

فجأة قفز أمامي شبح الموت … فطردته من خيالي على الفور … لأنني مصر على الكتابة عن الحياة وليس عن الموت … عن الأرض التي تنبت من رحمها أشجاراً ونباتاً وأزهاراً … عن الأم التي تلد طفلاً وتعطيه من صدرها أسباب الحياة … عن طفل صغير يلعب سعيداً بطفولته وأبوان ينظران إليه بسعادة ويأملا أن يشب ويكبر وينجب … عن عاشقين يخططان لبدء حياة وتأسيس بيت وتكوين أسرة ..

مرة أخرى قفز شبح الموت فارضاً نفسه هذه المرة … فتذكرت كيف أن هذه الشجرة التي تعطي الثمار والظل في الصيف .. تسقط أوراقها في الخريف ، ثم تنتهي احتراقا في المدافيئ بعد انقطاع أسباب الحياة عنها بقلة عناية .. أو بقدَوم حطاب .

وتذكرت أحواض الأزهار التي نثرتها زوجتي على شرفة البيت … كم تكون جميلة في الربيع والصيف .. وكيف تذبل وتموت إذا حل الشتاء والبرد .

وتذكرت جارنا الذي توفي الشهر الماضي وحال زوجته وأبناءه وهم يشيعونه بالبكاء والعويل .

مرت بخاطري صور كثيرة من القتل والدمار والحروب التي تطحن كل أشكال الحياة.

تذكرت صديقي الذي يرقد على سرير إحدى مستشفيات لندن بين الحياة والموت .. نعم..انه مقابل كل حياة ..هنالك موت ..

حزنت ... اكتأبت .. لملمت أوراقي وذهبت إلى الفراش في محاولة للهروب من أفكاري إلى النوم .

النسر الحزين

تموز 2008

لقد ذكرتنا نحن قطرات المطر
في أمكنة هجرتها الغيوم ،
ومل أفنانها الرذاذ والندى
ونأى الطل عن الفجر والأديم
بحثا عن سطوع يتوه فيه
أي إطلالة هذه يا عطار ...
وكأنما جئت تألف قنينة من عطر
وكأنما حملت الغيم معك عربون محبة
وبشارة مولد نجم ساطع تحيط بهامته
الغيوم ليمطر كل حين ...
جئتنا من هناك
حيث النظرة الأولى
وحيث الهمسة الأولى
وحيث اللقاء الأول
لتكون الحكاية هنا بكرا مهرها ثمين ثمين
وقديما قيل : ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر !
أيها النسر ... لا أدري أقف عند هذا المضاف أم المضاف إليه
كلاهما جميل رونق ... أي اجتماع هنا كذكريات مطر
لكن ليست زينة ....
تحياتي لهذه الإطلالة ...
كنت هنا مرحبا ، مبتهجا ، شاهدا على لحظة جمال
زمنها ساعة مطر ، ومكانها حيث يكون القطر ...

سيدة الاحساس

كم أعتز بتعلقاتك على كتاباتي

وإن كنت أعتبرها مداخلات لا تعليقات

تأتي متناغمة منسجمة مع روح الموضوع

سلسة كجدول يروي حقول الكلمات

تحيتي وتقديري

أخي النسر الحزين

مشاعر اختلطت في كتابتك من حزن وفرح وتفاؤل وذكرى

ما أعذب ماقرأت فعلاااااااااااااا

ونحن نتناسى أحيانااااا الموت الذي مقدر ومحتوم علينا

ولكن هكذا القدر حياة مقابلها موت

حزن مقابله فرح

تفاؤل مقابله يأس

وهلم جرة

سلمت يداك لما خطت

تحياتي أخي تقبل مروري

سحر الغرام

سعدك بمرورك وبتعليقك

دمت سالمة

ما أجمل الربيع
وجوه البديع !
تغرد الطيــــــور
وترقص الزهور

جعل الله حياتك ربيعيه دائما

الحياة والموت Image

النسر الحزين

الحياة والموت 452587

اسعد الله قلبك
وشكرا لك على هذه الروعه
لروحك الهناء
الحياة والموت 452587

اخي النسر الحزين

لم استطع الا ان اكتب احسست بالعبارات تختنق في داخلي

والكلمات تحتضر عندما رأيت كلماتك عن هذا الزائر الذي لا يميز بين

شيخا فانيا وزهرة تبدأ بالتفتح معلنة الحياة

الموت زائر لا نستطيع الاعتذار منه

يزورنا ليلا ونهارا ويدخل دون ان يطرق الباب

اخي الفاضل

الموت تلك الكلمة المرعبة التي تقشعر لهولها الأبدان، كلمة مكونة من ثلاثة أحرفٍ موت، ثلاثة أحرفٍ تثير الرعب في قلوب عباد الله، الموت ما ذكر عند جليلٍ إلا وحقره، وما قورن بعظيمٍ إلا وأذله

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور )

الموت : ذلك المخلوق المرعب الذي ترتعد الفرائص عند ذكره، مخيف، غامض، مرعب، كريه بغيض للنفس الإنسانية بل وحتى للبهائم، إذا شعر الفيل بدنو أجله فإنه يهجر القطيع إلى مكانٍ بعيدٍ ليلقى حتفه هناك، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأسد وبعض الحيوانات الأخرى، وإذا وقع الحيوان في فخ حيوانٍ آخر فإنك ترى في عينيه الرعب والجحوظ والخوف من الموت .

اختم كلامي واقول لكم

الدنيا مهما طالت فهي قصيره ومهما عظمت فهي حقيره
لان الليل مهما طال لا بد من طلوع الفجر
ولان العمر مهما طال لا بد من دخول القبر

اخي النسر الحزين

كلماتك راقت لي

وصورك وتشبيهاتك الراقيه اثارت شجوني

فاعذرني على الاطاله

بارك الله بعمرك

ودي ووردي

زمن الصمت

أنت دائماً على الرحب والسعة

لكلماتك وتعليقاتك وقع جميل

وإضافة رائعة

سعدت بمرورك وتعليقك

تحياتي

» القدس لنا.....والموت لكم......والله أكبر
» ليست الحياة هي من علمتني... بل انا من علمت الحياة
» ربما هبة الحياة هي ..... الحياة نفسها
» فلسفة الحياة
» قمم الحياة