الأدب أفضل هدية نقدمها لأطفالنا

الأدب أفضل هدية نقدمها لأطفالنا

إن التأديب تعليم و ليس عقاباً

بالطبع , التأديب يجب أن يقدم للطفل و معه شرح عن سببه , و توضيح أمر مهم للطفل و هو أنه سوف ينضج و يتصرف من تلقاء نفسه بطريقة ليس فيها خطأ , أو يكون هو مسؤولاً فيها عن تأديب نفسه .

والعقاب أو التأديب يجب أن يكون فيه جرعة حب .

إن الطفل , وفي عمر مبكر جداً , يدرك أنه في حاجة إلى معرفة حدوده , في ما يجب و ما لا يجب .

كل يوم , وكل دقيقة , يجس الطفل نبض أمه أو أبيه , ليعرف هل هناك عقاب و تأديب أم لا .

الدراسات تؤكد أن الطفل الذي لا يتم تأديبه مبكراً , ويصل إلى عمر الثانية , فإنه يدخل مرحلة يمكن أن نسميها (دلع الخراب) ويعتقد الطفل بناءً على ذلك أنه يستطيع أن يعمل كل ما يحلو له من دون عقاب .

إن الطفل , في كل عمر , عنده بعض سوء السلوك و الأدب . والمسألة في التأديب تحتاج إلى حكمة .

فكثير من الأهل قد ينهارون و يتصرفون بانفعال حاد إزاء سلوك الطفل . وهذا لا يقوم إلا بتدعيم سلوك الطفل و جعله يشعر بأنه مسيطر على الوضع .

البعض يخاف من أنه قد يُحوِّل الطفل إلى مخلوق عدواني , أو ضعيف غير معتد بنفسه .

لهؤلاء الخائفين و الذين لا يعرفون ما إذا كان التأديب الذي يمارسونه مبالغاً فيه أم لا .

أقول أن هناك مؤشرات على قسوة التأديب يمكن ملاحظتها , ومنها :

* أن يكون الطفل مغالياً في التأدب , ساكتاً زيادة عن اللزوم , لا يُعبِّر عن مشاعره السلبية .

* إذا كان الطفل حساساً اتجاه أي نقد , حتى لو كان نقداً عادياً .

* إذا تحول الطفل إلى مخلوق جاد ليس عنده خفة دم .

* إذا بدا الطفل متوتراً .

* إذا توقف الطفل عن اختبارك و جس نبضك , و ممارسة لعبة الاستفزاز معك .

* إذا بدأ الطفل يُظهِّر توتراً أو إحساساً بالضغوط و هو يذهب للحمام , أو للنوم , أو لتناول وجبته .

وهناك نقاط أساسية في عملية تأديب الطفل , على الأم والأب مراعاتها :

* يجب جعل التأديب مناسباً لشخصية الطفل , إن الأطفال في العمر نفسه تختلف شخصياتهم من طفل إلى آخر , و مراعاة هذا الاختلاف تسهم في تجديد الدافع للسلوك و شكل التأديب .

* يجب ألا تُؤدب الطفل أمام طفل آخر إلاّ إذا كان هناك ضرورة . ويجب أن يمارس التأديب بحذر حتى لا يشعر الطفل بأن الطفل الآخر رآه في وضع مُذل .

* يجب حسن اختيار الكلمات و نبرة الصوت في إسداء العقاب . و المعادلة الصحيحة هي أن تكون نبرة صوت هادئة و حازمة , مع كلمات بسيطة مباشرة , و الدخول المباشر في الموضوع .

* بعد التأديب اطلبي من الطفل توضيحاً لما فعله . و قد يبدو غريباً أن يتم طلب توضيح من الطفل بعد عقابه . لكن الأمر هنا أشبه بمراجعة , حتى يفهم الطفل الأمر كله لماذا فعل ما فعل , و نتائج كل الأفعال التي يمكن أن يقوم بها ؟

* العقاب الجسدي للتأديب غالباً له نتائج سلبية . لذا , يجب تفضيل عقاب الحرمان المعقول : حرمانه من شيء يحبه لفترة , حرمانه من ألعاب الكمبيوتر , حرمانه من الذهاب لمكان ما .

* الأم و الأب كذلك في حاجة في كل مرة إلى أن يقيِّما سلوكهما و عقابهما .

* إذا شعرت الأم و الأب بأنهما أخطآ أو بالغا في أمر التأديب و العقاب , فيجب الاعتذار عن الألم الذي سبباه , كما يجب الاعتذار عن التقصير , ومساعدته نحو النضج خطوة للأمام بالحوار معه .

* التأديب لا يكون فقط بالعقاب لخطأ تم ارتكابه , بل بإثابة سلوك جيد تم القيام به