التدخين السلبي وأثره على صحة الأطفال
التدخين السلبي هو استنشاق غيرالمدخن لدخان السجائر نتيجة مجالسته لمدخن، وقد جرت في السنوات الأخيرة العديد منالدراسات والابحاث لمعرفة تأثير التدخين السلبي على الصحة والإصابة بالأمراض ،واتضح أن الطفل يتأثر بالمحيطين به من المدخنين ، مما يسبب له النزلات الرئوية،والتهاب القصبة الهوائية والربو... إلخ» ، كما أثبتت الدراسات أن هناك علاقة طرديةبين هذه الأمراض وكمية السجائر المتناولة يوميا من قِبل الوالدين، ولوحظ في الدراسةأن الأطفال صغار السن هم أكثر قابلية للتأثر بالتدخين السلبي والإصابة بالأمراضالصدرية المختلفة. فرئة الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي في المنزل تكون أقلكفاءة وقدرة على أداء وظائفها بالمقارنة مع اقرانهم من الأطفال الذين لا يتعرضونلآثار التدخين السلبي كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بنوبات الربو الشعبي الحادوغالباً ما تكون شديدة في حالاتهم وقد تودي بحياتهم، كما تتضاعف فيهم نسبة اصابتهمبالتهابات الرئتين «التدرن» والتهابات الشعب الهوائية والتهابات الأذن الوسطى، كماانهم أكثر تغيباً عن المدارس بسبب الأمراض التي يتعرضون لها
.
فعندما يدخن المدخنون في أي مكان فإنهم يستنشقون 15% من دخان السجائر, فأين يذهب بقية الدخان المتصاعد من السجائر والدخان المطرود من أفوه المدخنين. إن معظم دخان السجائر أو 85% من الدخان المتصاعد من السجائر ينتشر في الجو المحيط بالمدخنين, وكلما كان هذا الجو مغلقا كلما زادت نسبة تركيز الدخان في الجو وكلما زاد تشبع الجو المحيط بدخان السجائر. وعليه فإذا تواجد عدد من غير المدخنين في هذا الجو المشبع بالدخان فإنه لا مناص من استنشاق هذا الدخان المنتشر في الجو من حولهم. وهذا ما يسمى بالتدخين السلبي أو التدخين اللاإرادي إو التدخين الغير مباشر.
يتكون الدخان السلبي من نوعين من الدخان ذلك المطرود من أفواه المدخنين, وهذا الدخان قد مر على مصفاة (فلتر) السيجارة ثم دخل الى جوف المدخن ثم بعد ذلك طرد الى الخارج, وبهذا يكون قد فقد بعض خواصه الأصلية وحصل له بعض التغيير في نسب المواد المكونة له. والنوع الثاني من الدخان السلبي هو ذلك الدخان الذي ينبعث مباشرة من طرف السيجارة المشتعل, وهذا الدخان يحمل نسبا أكثر تركيزا من مكونات الدخان المختلقة, مثل القطران والنيكوتين وغاز أول أكسيد الكربون وغيره من المواد السامة والمسرطنة. وبالتالي فهو أكثر خطورة على المدخنين أنفسهم والمدخنين لاإراديا (سلبيا).
وهى تؤثر على جميعخلايا الجسم الحية , فتسبب لها أضراراً عديدة , أهمها الاصابة بمرض السرطان .
إن البالغين من الناس الذين يدركون خطورة التدخين السلبي يستطيعون في أغلب الأحيان أن يتجنبوا التواجد في الأجواء الملوثة بالدخان إن هم أرادوا ذلك. وذلك من خلال الإبتعاد عن المدخنين أصلا, أو من خلال فرض قيود على التدخين والمدخنين في الأماكن العامة خصوصا. ولكن من يأخذ بحق الأطفال في الحصول علي جو نظيف وخالي من الدخان. وخصوصا الأطفال لأبوين مدخنين أو لأب مدخن مثلا فهؤلاء الأطفال هم أول ضحايا التدخين السلبي حيث أنهم يفرض عليهم إستنشاق الدخان من جو المنزل الذي لا يكاد يخلو هواؤه من الدخان. ولا يخدعن الأبوين أو أحدهما نفسه بأن يقوم بفتح النوافذ أو الإعتزال عن الأطفال أثناء شرب الدخان في المنزل فهذا لايكفي. حيث تتسرب كميات من الدخان الى بقية أجواء المنزل لا محالة, كما تعلق الروائح النتنة بالثياب وملابس والغرف.وقد أصبح ثابتاًأن أطفال الأمهات المدخنات هم عرضة لما يسمى بالموت السريري المفاجئ Sudden Death Syndrome بل وقد وجد أن هناك علاقة طردية بين عدد السجائر التي تدخنها الأم ونسبةاحتمال حدوث الموت السريري المفاجئ للطفل.
وأكثر من ذلك فقد أثبتت الدراسات تأثرالجنين في بطن أمه بالتدخين سواء دخنت الأم أم كانت موجودة فقط في محيط المدخنين «التدخين السلبي»، بل وتنتقل مادة النيكوتين ومواد أخرى سامة عن طريق حليب الأمأثناء الرضاعة.
وبذلك يتتضح أن حماية أطفالنا من أضرار التدخين سواء كانالمباشر أو غير المباشر تبدأ من فترة الحمل بحرص الأم على تجنب استنشاق الدخانوالتعرض للدخان والمدخنين، أو الوجود في أجواء ملوثة."
إن الآثار السلبية و الجانبية الخطيرة للتدخين , لا تؤثر على المدخن فقط , بل تؤثر أيضاً على صحة من حوله , وخاصة الأطفال , الذين يكونون أكثر عرضة لأضرارالتدخين عن البالغين , نظراً لنموهم السريع وعدم إكتمال وظائف أجهزة الجسم المختلفةلديهم . ولفظ " التدخين السلبي " أطلق على دخان السجائر الذي يتعرض له المحيطينبالمدخن الأصلي ( بدون إرادتهم)
ولقد ثبت بالتجارب والأبحاث و الدراسات العلمية و العملية , أن الأطفال الذين يتعرضون لدخان السجائر , يكونوا معرضين أكثر من غيرهم للإصابة بالأمراض التالية :
1. فقدان الشهية .2. ضعف التركيز والقدرة على الإستيعاب .3. الخمول و قلة النشاط .4. الأنيميا ( فقر الدم ) .5. الإصابة بنزلات البرد المختلفة .6. التهابات القصبة الهوائية .7. التهابات الشعب الهوائية و الرئة .8. سرطان الجهاز التنفسي .9. أمراض حساسية الصدر .10. الأمراض النفسية مثل القلق و الإضطراب .
كما أن هذه المجموعة من الأطفال تزداد لديهم معدلاتإستهلاك الدواء , و مراجعة الأطباء و تأخر نسبة الشفاء من الأمراض المختلفة .
آثار التدخين السلبي على الأطفال
· تكون رئة الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي من قبل الأبوين أو أحدهما في المنزل أقل كفاءة وقدرة على أداء وظائفها بالمقارنة مع أقرانهم ممن لا يتعرضون لآثار التدخين السلبي.
· كما هو معلوم فإن الأطفال في طور النمو تكون أجسامهم في غاية الحساسية لأي متغيرات تحدث من حولهم. وقد لوحظ أن الأطفال المعرضين لآثار التدخين السلبي في المنزل هم أكثر عرضة للإصابة بنوبات الربو الشعبي الحادة المتكررة, وهي غالبا ما تكون شديدة وقد تشكل خطورة على حياتهم.
· إن إحتمال إصابة الأطفال المعرضين لآثار التدخين السلبي بإلتهابات الرئتين (التدرن) وإلتهابات الشعب الهوائية وكذلك إلتهابات الأذن الوسطى مضاعف بالمقارنة مع الأطفال الذين لا يتعرضون للتدخين السلبي.
· كذلك فإن الأطفال المعرضين للتدخين السلبي هم أكثر تغيبا عن المدارس بسبب الأمراض التي يتعرضون لها. وكذلك يكونون أقل قدرة على أداء الرياضات المختلفة بشكل عام.
· وأخيرا وليس آخرا فقد أصبح ثابتا الآن أن أطفال الأمهات المدخنات هم عرضة للموت السريري المفاجئ وقد تزيد نسبة إحتمال حدوث هذا الأمر مع زيادة عدد السجائر التي تدخنها الأم يوميا. ومن هذا يتضح أن التأثيرات السلبية للتدخين السلبي اللاإرادي تحدث للجنين حتى قبل أن يرى النور. بل أكثر من ذلك فقد أثبتت الدراسات أن الجنين يتأثر بالتدخين حتى لو لم تدخن الأم بل تواجدت فقط في محيط المدخنين. كذلك قد يكون الأطفال عرضة لآثار التدخين السلبي من الأم المدخنة وذلك من خلال الرضاعة حيث ثبت أن حليب الأم يحتوي على بعض نواتج إحتراق السيجارة مثل مادة النيكوتين ومواد أخرى سامة.
ولقد وجد في بعض الدراسات ان التدخين و آثاره السيئة علىالأطفال يزداد في المناطق الفقيرة وبين العمال و الأميين , وأن أطفالهم أكثر عرضةلمخاطر و آثار التدخين السلبية , نظراً للتكدس السكاني المعيشى .
وأصبح من المهم أن ننبه المدخن على أن أضرار التدخين لاتصيبه هو فقط , بل تمتد آثاره على أفراد أسرته , خاصة أطفاله .. وننصح الأببالإبتعاد عن التدخين تماماً .. أو على الأقل التوقف عن التدخين داخل المنزل , حتىلا يتأثر طفله بأضرار دخان السجائر .
إن الأطفال الذين يعيشون في بيوت أشخاص مدخنين عرضة للالتهابات الصدرية وكذلك أعراضهم تكون أكثر شدة وتدوم أطول من الأطفال الذين يعيشون في بيوت غير المدخنين.
إن تأثيرات وعواقب التدخين السلبي على الأطفال اشد ما تكون في الخمسة أعوام الأولى من عمر الطفل، عندما يكون الطفل يقضي معظم وقته مع والديه وكلما زاد عدد المدخنين وزادت كمية تدخينهم فان الأعراض عند الأطفال تزداد شدة.
إن تأثيرات التدخين أكثر ما تكون في الأطفال المصابين بمرض الربو «Asthma»، فإن تعرضهم يجعل نوبات الربو أكثر بكثير واشد خطورة، وزياراتهم للطوارئ والمستشفيات وإدخالاتهم للعلاج أكثر بكثير من الأطفال الذين لا يتعرضون للتدخين. وكذلك فان احتمالات شفائهم من الربو أو «تخفيف حدتها» مع الكبر تكون أقل.
كما أن كثيراً من الحالات تزداد سوءاً مع التدخين منها:
1- التهابات الرئة والقصبات.
2- التهاب الأذن الوسطى.
3- التهاب الجيوب الأنفية.
4- الالتهابات التنفسية العلوية والرشح.
5- الربو «Asthma».
6- التهاب القصبات الصغيرة في الرئة «Bronchiolitis».
7- تهيج العينين.
8- الموت المفاجئ عند الأطفال أقل من عمر سنة «SIDS».
9- وغيرها من الأمراض الأخرى.
كيف تحمي طفلك من التدخين السلبي؟
1 - نبذ «ترك» عادة التدخين.
يمكن لأي شخص أن يتوقف عن التدخين إذا وجد المساعدة، فيمكنك الحديث مع مجموعة ممن يريدون ترك التدخين لتشجيع بعضكم البعض. وكذلك يمكن الرجوع للمصادر الطبية إذا أحببت القراءة إما باتصالك بطبيبك لمساعدتك على ذلك أو اللجوء إلى شبكة الانترنت.
وإذا أردت لطفلك ألا يدخن في المستقبل فكن له القدوة بإقلاعك عن التدخين. كما أنه من المهم جداً الإقلاع عن التدخين إذا كانت الأم حاملاً، حيث إن الجنين لأم تتعرض لدخان السجائر يتضاعف تعرضه لمخاطر الولادة المبكرة وتأثيرات الدخان عند الولادة و بعدها، لأن المواد الكيماوية المؤذية من الدخان تذهب أيضا إلى حليب الأم.
2 - عدم التدخين نهائياً داخل المنزل
بعض الناس يجدون وقف التدخين أمراً صعباً، ولكن على الأقل يجب تغيير نمط عادات التدخين عندهم. فمثلا أن لا يُدخن إلا عندما يكون بعيداً عن المنزل، وإذا كنت داخل المنزل فيجب الخروج منه -إلى الحديقة أو موقف السيارة مثلاً-
إلى أن تتركه نهائيا.
3 - عدم التدخين عندما تكون قريباً من طفلك
فلا ينبغي التدخين وأنت تحمل الطفل أو وأنت تطعمه أو التدخين داخل السيارة كما لا ينبغي التدخين داخل غرفة نوم الأطفال، هذه الاحتياطات تقلل من تعرض طفلك للتدخين وتحميه من أن يحرق بالسجائر، و الأفضل ألا يراك تدخن إطلاقا.
4 - عدم ترك طفلك عند من يدخن
فإذا كان الوالدان يعملان، ويضطران لوضع طفلهما عند شخص ما للعناية به فيجب التأكد بأن هذا الشخص غير مدخن لرفع الضرر عن الطفل ويزداد هذا الموضوع أهمية إذا كان الطفل مصاباً بالربو.
قدمت دراسة طبية نوقشت في المؤتمر السنوي الاخير لجمعية التخدير الأميركيةأدلة أخرى حول الاضرار التي يسببها التدخين السلبي للاطفال.
وقال باحثون فيالدراسة التي نشرها موقع "ميد نيوز" الطبي إن الضرر الذي يصيب الاطفال جراء التدخينالسلبي يماثل ذلك الذي يتعرض له البالغون.
وأضاف هؤلاء ان مستويات غاز أولأوكسيد الكربون التي يتعرض لها الاطفال جراء التدخين السلبي مشابهة في الكثير منالاحيان لتلك التي يعاني منها المدخنون البالغون.
وأجرى الباحث براندين ييوزملاؤه في قسم التخدير بمركز "توفتس" الطبي دراسة حول 200 طفل تتراوح أعمارهم مابين عام و 12 سنة حيث تبين له أن مواقد الطهي وأجهزة التدفئة والسجائر هي مصادرمحتملة لانبعاث غاز أول أوكسيد الكربون.
وقال يي "إن التركيب الفيزيولوجيللاطفال، وخصوصاً الصغار، يختلف عن ذلك الذي للبالغين"، مضيفاً "إن الاطفال يتنشقونكمية أكبر من الهواء يومياً مقارنة بالكبار".
وشدد الباحث على أهمية الثقافةالصحية في مساعدة الآباء المدخنين على الاقلاع عن التدخين وحثهم على عدم التدخينقرب الاطفال الصغار حفاظاً على صحتهم.
كما ذكرت دراسة أميركية حديثة أن أضرار التدخين السلبى تبدأ خلال مرحلة الطفولة المبكرةوتصيب بالأخص الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين السنة والثلاث سنوات بأمراضالقلب.
وقالت الدكتورة جوديث غرونر، التى قادت فريق البحث من "نايشنوايدتشلدرين هوسبيتال" ومركز الابحاث فى كولومبوس فى ولاية أوهايو، إن الكثير من أمراضالقلب والشرايين التى يعانى منها البالغون الآن بدأت فى الواقع خلال مراحل الطفولةمن دون أن يتنبه لها أحد.
ووجدت الدراسة، التى شملت 128 طفلاً تتراوحأعمارهم ما بين الثانية والخامسة ويافعين أعمارهم ما بين التاسعة والرابعة عشرة، أننسبة النيكوتين فى عينات شعر المجموعة الاول كانت 12,68 نانوغرام فى كل ميليغرام،فى حين أن هذه النسبة لم تتجاوز الـ 2,57 عند المجموعة الثانية.
ويشار إلىأن النينوغرام الواحد يزن أقل غرام بنحو مليار مرة.
وأضافت غرونر " إن الاطفالالصغار " 2- 5 سنوات" الذين يعيشون فى المنازل التى يدخن فيها بالغون لا يتعرضونلمستويات أعلى من النيكوتين فحسب بل قد يتعرضون للاصابة بأمراض القلب والاوعيةالدموية فيما بعد".
·
التدخين السلبي يحد من ذكاء الأطفال
تقول دراسةعلمية إنه من المرجح أن يكون مستوى الأطفال الذين يتعرضون للتدخين أسوأ من مستوىزملائهم الآخرين الذين لا يتعرضون له.
وقد ربط البحث ما بين التعرض لأقل مستوياتالتبغ بالمنزل والدرجات المنخفضة في اختبارات القراءة والرياضيات.
وقد توصلالمركز الأمريكي للصحة البيئية للأطفال بعد دراسة أجراها على 4000 طفل إلى أنه كلماازداد حجم تعرض الطفل للتبغ كلما ساء مستواه الدراسي.
وقد ذكرالباحثون أن نتائج البحث تدعم أصواتاً تنادي بحظر التدخين في الأماكن العامة.
وعلى الرغم منأن الباحثين لم يرصدوا التبغ على الأطفال في فترات نموهم المختلفة على المدىالطويل، إلا أنهم وضعوا في اعتبارهم فروقاً شخصية أخرى ربما تسبب في التأثير علىالنتائج، مثل المستوى التعليمي للوالدين. المهارات المدرسية.
وترتكز الدراسةعلى بيانات تم جمعها بين عامي 1988 و 1994 لعكس صورة عن صحة الأمريكيين في تلكالفترة.
وقام الباحثونبقياس مستويات «الكوتينين» وهو مادة ينتجها النيكوتين عندما يدخل إلى الجسم، لكييتمكنوا من قياس مدى التعرض لدخان التبغ في البيئة، ويمكن أن يقاس الكوتينين فيالدم والبول واللعاب والشعر.
وقد تضمنتالدراسة التحليلية فقط الأطفال في الفئة العمرية ما بين 6 - 16 عاماً، الذين تصلنسبة الكوتينين في دمهم إلى 15 نانوجرام أو تقل عن ذلك، وهي النسبة التي تماثل نسبةالتعرض للتبغ في البيئة والذين نفوا استخدامهم لأي من منتجات التبغ خلال الخمسسنوات التي سبقت إجراء البحث.
بعد ذلك فحصفريق د. كيمبرلي ياتون مقدرات الأطفال الاستيعابية والأكاديمية ذات الصلة بمهاراتمثل الرياضيات والقراءة والمنطق والمهارات العقلية.
ووجدت الدراسةأن هناك نقطة تراجع واحدة في كل وحدة زيادة في نسبة الكوتينين في المستويات التيتقل عن 1 نانوجرام، مما يشير إلى أنه حتى مستويات التعرض المنخفضة للتبغ من شأنهاأن تصيب وظائف العقل بالضعف. حظر التدخين وبنفس المستوى، تم الربط بين التدخينالسلبي ونحو نقطتين من التراجع في امتحانات الرياضيات الموحدة.
التدخين السلبي يؤثر على قدرات التعلم لدى الأطفال
حذرت دراسة في الولايات المتحدة من خطورة تعرض الأطفاللدخان السجائر أو ما يعرف بالتدخين السلبي وخاصة على قدراتهم الذهنية. وقال باحثونمن مستشفى سينسناتي للأطفال إنه حتى القليل من التدخين السلبي يمكن أن يلحق أضرارابقدرة الطفل على التعلم وخاصة القراءة وتحصيل الرياضيات والاستنتاج. وأضافالباحثون أن أكثر من 13 مليون طفل في الولايات المتحدة يتنفسون قدرا من دخانالسجائر يكفي لكي يتأثروا. وقالت كيمبرلي يولتون من مركز الصحة البيئية للأطفالبالمستشفى والتي قادت فريق البحث إن هذه الدراسة تقدم مزيدا من الحوافز للولايات كيتضع معايير للصحة العامة لحماية الأطفال من التعرض لدخان السجائر. وجمعالباحثون معلومات عن الصحة والنظام الغذائي للأميركيين. وكجزء من الدراسة أعطىأشخاص عينات من الدم وأجابوا عن استطلاعات مفصلة وخاض بعض الأطفال اختبارات فيقدرات التعلم. وفحص فريق يولتون تحديدا مستويات مادة الكوتينين التي تنتجعند قيام الجسم بتحليل النيكوتين الموجود في السجائر. وتعتبر مادة الكوتينين التيوجدت في الدم والبول واللعاب والشعر أفضل دليل على التعرض لتدخين التبغ. وبحثت الدراسة عن أطفال لديهم مستويات منخفضة للغاية من الكوتينين فيدمائهم، ووجدت أن هناك 4399 طفلا تتراوح أعمارهم بين 6 و16 سنة لديهم مستوياتمنخفضة من الكوتينين وقالوا إنهم لم يدخنوا أي سجائر مما يشير إلى أن هذه النسبة منتأثير التدخين السلبي. وقالت يولتون إنه كلما ارتفعت نسبة الكوتينين فيدماء الأطفال كلما قلت درجاتهم في القراءة والرياضيات والاستنتاج. وأخذ الباحثون فيالاعتبار مستوى التعليم ودخل الأسرة إلا أن التأثير استمر، وهو ما قالت يولتون إنهيشير إلى أن هناك شيئا بالفعل في التدخين يؤثر عليهم
التدخين السلبي يضر بمناعة الأطفال أفاد باحثون أمريكيون بأن الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي تنخفض لديهم مستويات المواد المضادة للأكسدة الضرورية لحماية خلايا الجسم من التلف.
وسجل باحثون في المركز الطبي بجامعة روشستر في نيويورك مستويات المواد المضادة للاكسدة عند أكثر من ألفي طفل ومراهق تتراوح أعمارهم ما بين 6 و18 سنة ما بين عام 2003 و2004 بعد تعرضهم للتدخين السلبي.
وبينت الدراسة أن التدخين السلبي يُضعف المواد المضادة للأكسدة عند هذه الفئة العمرية بشكل واضح.
وأكدت الدكتورة كارين ولسون أن هذه المجموعة من الأطفال والمراهقين بحاجة لتناول أدوية للتعويض عن المواد المضادة للأكسدة في أجسامهم ولكن من الحكمة تقديم الكثير من الخضار والفاكهة لهم لأنها تحتوي على نسبة عالية من هذه المواد.
يذكر أن المواد المضادة للأكسدة قد تلعب دوراً هاماً في حماية خلايا الجسم ضد الجزيئات الضارة التي قد تقضي عليها، لافتة إلى أنه كلما زادت مستويات الـ " كوتيناين"cotinine الموجودة في دخان التبغ كلما تقلص مستوى المواد المضادة للأكسدة
التدخين السلبي قد يؤدى لظهور أعراض إدمان النيكوتين على الأطفال
أظهرت دراسة لعلماء جامعة مونتريال الكندية أن كثرة التعرض لدخان السجائر أو ما يعرف بالتدخين السلبي بالمنزل أو السيارة يؤدى لظهور أعراض إدمان النيكوتين بالأطفال على الرغم من عدم تدخينهم .
و تضمنت الدراسة ١٨٠٠ طفل تتراوح أعمارهم من ١٠ إلى ١٢ عام حيث تم سؤالهم عن أسلوب حياتهم .
و أظهرت الدراسة أن التعرض لدخان السجائر نتيجة لتدخين احد الأبوين أدى لظهور أعراض إدمان النيكوتين بحوالي ٥٪ من المشاركين .
و يقول العلماء أن هذه الدراسة تقوم على اكتشاف سابق يوضح أن التعرض لدخان السجائر بين غير المدخنين يؤدى لظهور أعراض انسحاب إدمان النيكوتين بهم مثل العصبية و مشاكل النوم و القلق و زيادة الشهية .
وقد وجد بالدراسة أن الأطفال لأبوين مدخنين هم أكثر عرضة لأن يصبحوا مدخنين في سن مبكرة. ويحدث ذلك لسببين:
1.التقليد والقدوة الأبوية.
2.الأثر الفعال للتدخين السلبي اللاإرادي الذي يتعرض له هؤلاء الأطفال منذ بعومة أظفارهم. وحيث أنه قد ثبت الآن علميا أن مادة النيكوتين في دخان السجائر هي مادة تسبب الإدمان, بل هي أقوى في الإصابة بالإدمان من كل من مادتي الكوكايين والهيروين. فلا غرو إذن أن يصاب أبناء المدخنين بآفة التدخين في سن مبكرة فيصبحوا هم أنفسهم مدخنين.
إذن لا بد من حماية أطفالنا من أضرار التدخين المباشر وغير المباشر. ويبدأ ذلك من فترة الحمل حيث ينبغي أن تحرص الأم على ألا تتعرض للدخان أو المدخنين أو الأجواء الملوثة عموما. ثم حرص الوالدين على أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم وذلك بالإمتناع تماما عن إدخال هذه الآفة لبيوتهم وتعريض فلذات أكبادهم للعدوى والإدمان.