رمضان بين الامس واليوم

اليوم جلست مع الكبار وأقصد من هم في سن أجدادي وجلهم كان يترحم علىرمضان زمان حتى أنا عندما أتذكر أيام زمان أتذكر الأيام الجميلة ..
كنت في أيام الطفولة أتتوق وأتحرق شوقا لليلةرمضانية، اجتماع عائلتنا بعد الإفطاروالتفافنا حول بعضنا نروىالقصص والحكايات نتسامر وكل منا ينظر إلى الآخر بشوق إلى هذه الساعة العائليةالتيتلي الإفطار هي الأغلىبين ساعات العام ننتظرها عاما كاملا..

رمضان زمان ليس طقسادينياً فحسب، بل هو عيد وأكثرفهل نملك بعد ذلك القدرةعلى وداعه، أم نهلل ونقول: أينروح رمضان..

فلماذا القديم دائماً يكون أحسن في حياتنا، ''في زماننا، فيأيامنا، الكل يقول الله يرحم رمضان زمان...''


حسرة ممتدة من العبارات على أيام كانا فيهاأناسا آخرين، دون أن يكون للأمر علاقة بطقوس رمضان أو شعبان..

أقول: وداعاًرمضان زمان، رمضان اليومليس رمضان قبل عشرين عاما، تعلقت الروحانية اليوم وارتبطت بروائح الأطعمة فيالشوارع والبيوت والحلويات والمسلسلات والسهرات..

أقول أين ذهب روحرمضان الحقيقي؟؟

في رمضان اليوم به منغصات شوشت بال من ينشدالروحانية الرمضانية، لذا الكبار أكثر من يردد هذا القول أين روح رمضان، الكبار يترحمون على رمضان مضى، ويحزنون علىروحه التي قتلت أجيال لم تحي زمن رمضان الطفرة أو رمضان القحط، أو رمضان خال منوسائل الترفيه المرئية، لم تعرف رمضان على أنه صلاةيليها مسلسل وفزورة..

أما رمضان اليوم هم يأكلون كما لو أنهم صامواالعام وغربت شمسه في رمضان فأفطروا، يشترون ملابس العيد كأنهم أمضوا العامعراة، يركعون ويسجدون كأنهم ما صلوا طيلة أحد عشر شهراً..

كل ما يهمنا فيرمضان اليوم مسلسلات فيها الغث والسمين وحلقات عن قصص لا نهايةلعددها،وحملات الغذاءوولائم الطعام، وحملاتالإعلانات التجارية الثمينة والرخيصة..

رمضان اليوم تمتلئ المقاهي والمطاعم بروادها لتمضية الليالي الرمضانية، حتى بعض من شبابنااليوم همهم الدوريات الرمضانية يزينون الشوارع بالألوان وأنوار المصابيح بأشكال النجوموالأهلة، ازدحام فيكلمكان فقط من غير الشئ الأهم روحانية رمضان..
كل شيء يسير مثل كل سنةأو يزيد، لكن ذاك الشيء الوحيد فقط يقال إنه يختفي كلسنة، ..روح رمضان