ليتنا نخجل من الكراهية.. كما نخجل من الحب !!

من مهازل الشخصية الشرقية ، إننا كأفراد وجماعات نخجل من الحب.. ولا نخجل من الكراهية !!
نعتبر الحب أمراً معيباً ، نستره عن الخلائق وندفن سيرته بالعموميات ونرى في التعبير العلني عنه نقيصة.. فيما نجاهر بالأحقاد والعداءات دونما خجل !!
نعبر عن مشاعرنا السلبية بكل أريحية وانسياب.. فإن ما جاء الدور للتعبير عن المشاعر الدافئة الحميمة تلعثمنا ، وتناثرت الكلمات وانفرطت كحبات المسبحة وتلاشت كزبد البحر..!!
لاحظوا كم يستبسل الناس في لحظات الغضب والانفعال في جرح الآخر وقصفه بالكلمات القاذعة وجلده وتقريعه - وإن كان صديقاً أو قريباً- فإن ما دقت ساعة التعبير عن الود والعاطفة ابتسر المرء عباراته واختصرها لأقصاها وكأنها تكلفه مالاً أو كأنها يخشى عليها أن تنفذ..!!
هو عيب « نفسي» في شخصياتنا، وتماماً كما قد يُولد المرء بعيب خلقي في بدنه قد يولد بعيب نفسي تغذيه طبيعة البيئة التي زُرع فيها.
المفارقة في الأمر أننا من أكثر شعوب العالم عاطفية ، عاطفتنا فسيحة ممتدة بفسح الصحاري وضاربة في العمق كمياه الخلجان، ويقال إن رجل الصحراء هو أكثر رجال العالم تيهاً وتعلقا بالمرأة.. فمنذ الأزل تلفت رجل البادية من حوله فلم ير مواطن جمالاً تذكر في الطبيعة التي تطوقه إلا المرأة فشُغف بها.. وهي من أشعل عاطفته وفجر مخزونه الشعري؛ لذا لا تكاد قصيدة من قصائد الجاهلية لتخلو من الغزل بالحبيبة وحسن المرأة – وإن- كانت قصيدة حرب أو قصيدة قدح وهجاء..
مفارقة أخرى تستحق التأمل:
في قاموس اللغة اللاتينية هناك كلمة واحدة تعبر عن الحب:
« love» مع عدد محدود من الكلمات التي تخدم معاني مقرونةً عادة بالافتتان والإعجاب.
ورغم شح التعبيرات إلا أنك تجدهم في الغرب يستخدمون الكلمة أعلاه لأقصاها:
يستخدمونها يومياً مع أبنائهم وزوجاتهم وأمهاتهم وأحبائهم بكل تلقائية وأريحية، يستخدمونها لتوديع بعضهم بعد المكالمات الهاتفية، ولتلطيف الأحاديث المتوترة والنقاشات المحمومة..
أما نحنُ ، ورغم أن القاموس العربي يتمتع بثراءٍ قلّ نظيره في تعبيرات الحب « فهناك الولع والغرام والتيه والعشق والهيام وكلمات لا تحصى يمكن للمتيم أن يسخرها للتعبير عن عواطفه»
رغم وجود هذا الرصيد اللغوي الدافق – نقول- إلا أننا نقنن استخدام تلك الكلمات؛ ونرى أن مكانها الروايات الخالدة والقصائد المجنحة.. لا غير.
المشاعر هي أجمل ما في الحياة.. وكبتها ليس بتعبير عن الصرامة والرجولة والهيبة كما يتوهم البعض.. ولو كان كذلك؛ لما عبر الأولون من أنبياء وصحابة ورجال تاريخ ودولة عن مشاعرهم تجاه نسائهم بالقول والفعل..
ويقال: إن أبانا آدم لما نزل من الجنة نزل بالهند وحواء بشبه الجزيرة..
وقيل: إن آدم ظل يبحث عن حواء حتى التقيا عند جبل عرفات ولاحظوا هنا كم تجشم من العناء في بحثه عنها.
سيدنا إبراهيم ظل وفياً 80 عاماً لزوجته سارة رغم أنها لا تنجب. وعندما تزوج السيدة هاجر بناء على رغبتها وغارت وطالبته بالعودة إمتثل لرغبتها.
حب سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- لزوجته السيدة خديجة ومن بعدها عائشة..
قصص عديدة تثبت بأن الحب ما كان يوماً أمراً يخجل منه « ولا بمنكر في الشريعة ولا بمحظور في الديانة إذ القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء» كما يقول ابن حزم.. ولكن ما عسانا نقول في مفاهيمنا المشوشة وقيمنا المعوجة التي تزداد شذوذاً يوماً بعد آخر !!

اشكرك طلال على هذا الطرح

ما بين الكراهيه والحب


أقوى حب هو الذى يأتى بعد الكره

وأقوى كره هو الذى يأتى بعد الحب

الحب والكره مشاعر داخل الإنسان هناك من يستطع كتمانها وهناك من لا يستطيع


الشيء المتشابه هنا أن من لديه القدرة على كتمان حبه لديه القدره أيضاً على كتمان كرهه


في نفس الوقت نجد الشخص الذى تكشف عيناه الحب لمن يحب


تكشف أيضاً الكره لمن يكره


فإذا لم تستطع أن تخفي حبك اعلم أنك نفس الشخص الذي لا يستطيع إخفاء كرهه


ومن هنا نستطيع القول بأن الحب والكره داخل صندوق واحد بداخلنا


إذا بقيا يبقيان معاً .. وإذا خرجا يخرجان معاً


.. ولا يستطيع أحدنا أن يخرج أحدهما ويبقي الآخر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مايا العمري كتب:

تسلم ايداك طلال


لان الكراهيه تأخذ حيز كبير جدا في القلب
مهما كان الحب كبير الكراهيه اكبر منه
فتظهر دون شعور لان القلب لايتحمل بقائها
بينما الحب مشاعر جميله حتى وان لم يفصح الشخص عنها
واحتبست في القلب فانها مشاعر رائعه يمكن للقلب
ان يتحملها وان بقت لسنوات

موضوع اكثر من رائـــــــع ..
سلمت اناملك يامبدع







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرا لتواجدك ام سيدرا وشكرا لتعليقك الجميل
دمتي بكل خير

سندرا كتب:

اشكرك طلال على هذا الطرح

ما بين الكراهيه والحب


أقوى حب هو الذى يأتى بعد الكره

وأقوى كره هو الذى يأتى بعد الحب

الحب والكره مشاعر داخل الإنسان هناك من يستطع كتمانها وهناك من لا يستطيع


الشيء المتشابه هنا أن من لديه القدرة على كتمان حبه لديه القدره أيضاً على كتمان كرهه


في نفس الوقت نجد الشخص الذى تكشف عيناه الحب لمن يحب


تكشف أيضاً الكره لمن يكره


فإذا لم تستطع أن تخفي حبك اعلم أنك نفس الشخص الذي لا يستطيع إخفاء كرهه


ومن هنا نستطيع القول بأن الحب والكره داخل صندوق واحد بداخلنا


إذا بقيا يبقيان معاً .. وإذا خرجا يخرجان معاً


.. ولا يستطيع أحدنا أن يخرج أحدهما ويبقي الآخر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

سلمت يدك لكتابة هذا التعليق واشكر مرورك العطر
دوما لديك ما يسعدني في قراءة تعليقاتك دمت بخير

كنت هنا



*



*

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]