لم تستطع قصائد أي شاعر أن تصف المرأة ،
بكل ما تحمله كلمة المرأة من أنوثة وغرور وكبرياء
وهوى ومكر وخداع وكيد ، كما هي قصائد نزار قباني الذي
جعل من معادلة المرأة المعقدة معادلة بسيطة جدا ، فالمرأة
شغلت في جميع دواوين نزار الحيز الأكبر
اما غزلا , مدحا ، ذما ، تهكما أو سخرية ، وهذا
جعل الكثير من النقاد والأدباء يسلطون إضاءاتهم
على المرأة في شعر نزار قباني ، فذكر
أحدهم بأن ميل نزار إتجاه المرأة كل هذا الميل
كان بسبب حادثة الأنتحار التي حدثت في بيت نزار قباني
عندما أقدمت أخته وصال عليها ، وأيضا حادثة تفجير
السفارة العراقية بلبنان التي راحت ضحيتها زوجته بلقيس ،
هذان الحادثان تركا في قلب نزار هوة سحقية عجزت
الايام عن ردمها ، حتى نزار نفسه قال عن حادثة أخته
في كتابه (قصتي مع الشعر)
إن: ( في تاريخ أسرتنا حادثة
استشهاد سببها العشق. الشهيدة هي أختي الكبرى "وصال"
قتلت نفسها بكل بساطة وشاعرية منقطعة النظير
لأنها لم تستطع أن تتزوج بحبيبها. صورة أختي
وهي تموت في لحمين ولازلت أذكر وجهها الملائكي،
وقسماتها النورانية، وابتسامتها الجميلة وهي تموت...
كانت في ميتتها أجمل من رابعة العدوية،
وأروع من كليوباترا المصرية. حين مشيت في جنازة أختي،
وأنا في الخامسة عشرة، كان الحب يمشي إلى جانبي في الجنازة،
ويشد على ذراعي ويبكي. وحين زرعوا أختي في التراب،
وعدنا في اليوم التالي لنزورها، لم نجد القبر، وإنما وجدنا في مكانه وردة)
ثم يقول نزار قباني بعد ذلك: (هل كان موت أختي في سبيل
الحب أحد العوامل النفسية التي جعلتني أتوفر لشعر الحب
بكل طاقاتي، وأهبه اجمل كلماتي؟ هل كانت كتاباتي عن الحب،
تعويضاً لما حرمت منه أختي، وانتقاماً لها من مجتمع يرفض الحب،
ويطارده بالفؤوس والبنادق؟) ثم يستطرد نزار قائلا:
( إنني لا أؤكد هذا العامل النفسي ولا أنفيه)...
ولكننا من جانبنا نؤكد هذا العامل
النفسي، ونقول: إن إمبراطورية نزار الشعرية التي بناها للمرأة
العاشقة قد قامت في البدء على مقتل أخته
الكبرى وصال في سبيل الحب ....
أما ما قاله نزار عن بلقيس الراوي زوجته التي أوصدت
أبواب قلبه بعد رحليها ، فقال عنها وكانه يشيع بذلك الحب
الأبدي بلقيس :
بلقيس..
ايتها الصديقة..والرفيقة..
والرقيقة مثل زهرة اقحوان...
ضاقت بنا بيروت...ضاق بنا البحر...
ضاق بنا المكان...
بلقيس: ما انت التي تتكررين..
فما لبلقيس اثنتان..
المرأة بأدب نزار كائن قدر له عدة ألوان وصنوف
من العذاب ولا منقذ لها الأ الحب فهو جنتها ، والمرأة
التي لاتعشق بنظر نزار هي إمرأة لاتستحق الحياة .
رحل نزارقباني وظلت المرأة خالدة بشعر نزار ،
تعشق كما تريد ، وتبكي كما تريد ، وتكره
كما تريد ، وتنتظر شاعرا يفهمها
حتى يستحق أن يكون
نـــــــــــــــــزار الجديد !!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]من هي المرأة التي تفرض حضورها على الشاعر ؟
- المرأة التي تفرض حضورها على الشاعر
هي المرأة التي (تلخبطه ) ،!؟
وتشطب كل تاريخه ، لتبدأ كتابته من جديد .!؟
هي التي تُلغي زمن الرجل الخاص ، وتدخله في زمنها هي .!؟
هي التي يحضر بحضورها الزمان ، ويرحل برحيلها ..!؟
هي التي تفكك الأبجدية ..!؟
وتحرض الشاعر على اختراع لغةً لها وحدها ...!؟
هي تلك التي تلعب بالوقت ، !
كما تلعب القطة بكرة الصوف ،!
فتجعل السبتَ أحداً .. والجمعة خميساً .. !
وتعطيك وعداً في شهر أكتوبر ..!
وتأتي في شهر جمادى الأولى ..!
هي تلك التي تغير نظام المجموعة الشمسية ..!
فلا تطلع نجمة إلا بأمرها ،!
هي تلك المرأة التي تشطب !
كل عناوين النساء ..
وتجعلهن إشاعة..!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]