منتديات همسات المحبه
مرحبا بك ايها الزائر الكريم انت الان باحلى منتدى
وعن تجربه اقولها لك
نحن هنا اخوه واخوات من كل الاقطار العربيه
نتشرف بدعوتك اليه للانظمام والتسجيل به
علما ان التفعيل قد يكون حالا وفي اقصى الحالات 12 ساعه
وسيتم اعلمكم بذلك على الايميل
ونوعدك بقضاء اجمل الاوقات معنا
المدير العام

زمن الصمت
منتديات همسات المحبه
مرحبا بك ايها الزائر الكريم انت الان باحلى منتدى
وعن تجربه اقولها لك
نحن هنا اخوه واخوات من كل الاقطار العربيه
نتشرف بدعوتك اليه للانظمام والتسجيل به
علما ان التفعيل قد يكون حالا وفي اقصى الحالات 12 ساعه
وسيتم اعلمكم بذلك على الايميل
ونوعدك بقضاء اجمل الاوقات معنا
المدير العام

زمن الصمت
منتديات همسات المحبه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


هنا يخفق القلب ويسطر القلم اجمل العبارات...معنى الإبداع صنع الشيء المستحيل ونحن نصنع المستحيل ..(المقلدون خلفنا دائماً) من قلدنا أكد لنا بأننا الأفضل
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
اخواني الافاضل ارجو عدم ارفاق التواقيع بالمنتديات الاسلامه
سوف تقوم الادارة بشطب عضوية كل من يقوم بالدعوه الى منتديات اخرى عن طريق الرسائل الخاصه او بالدردشه  ارجو العلم من الجميع وعدم الاحراج....المدير العام..... زمن الصمت
منتديات همسات المحبه،،، رسالتنا أن نبني مجتمعاُ مرموقاً راقياً بين مجتمعات العالم شتى .. مجتمعاً متكاملاً فكرياً وثقافياً وعلمياً .. مجتمعاً ذات مبادئ وأصول أدبية وفكرية تعمها معاني الصدق والأخوة معاني الود والتسامح والإفادة ..مجتمعاً منطقياً يكون منطلقه الأساسي هو رفع مستوى أبناء الأمة الواحدة نحو مستوىً فكري يضاهي مستويات المجتمعات الأخرى .. نناضل في بناء مجتمعاً تعمه معاني الصداقة والأخوة المعمقة بالحب والود ... بين أبناء الوطن الواحد وطننا العربي الكبير
احبتي الكرام ارجو الانتباه  ارجو عدم اضافة اكثر من موضوعين باليوم في جميع اقسام المنتدى ولا تحديد على الردود  ولفتره  وسيتم اعلامكم بزيادة العدد  ارجو التقيد التام واطلب من المشرفين نقل المواضيع المخالفه لمنتدى المساهمات المحذوفه والرد عليه مبين سبب النقل  بارك الله بيكم....المدير العام....زمن الصمت

 

 دموع على سفوح المجد

اذهب الى الأسفل 
+3
زمن الصمت
عامر العطيات
الملك روشان
7 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الملك روشان
عضو همسات برونزي
عضو همسات برونزي
الملك روشان


♥الجنس ♥ : ذكر

♥ تاريخ الميلاد ♥ : 23/10/1980

♥ العمر♥ : 43

♥ الجنسيه ♥ : امريكي

♥مزاجي اليوم ♥ : خائف

♥المزاج ♥ : ماشي الحال

♥ العمل او الوظيفه ♥ : no think

♥ تاريخ التسجيل♥ : 25/07/2010

♥ عدد مساهماتي ♥ : 157

♥ عدد نقاطي ♥ : 5266

♥ موقعي الالكتروني ♥ : misbha.ae.com

العقرب

القرد

دموع على سفوح المجد Empty
مُساهمةموضوع: دموع على سفوح المجد   دموع على سفوح المجد Icon_minitime1الإثنين 26 يوليو 2010 - 6:23




ارجو من اخواني الذين يقراو القصة ان يقراوها حتى النهاية وراح نزللكون كل يوم جزء لانو ازا بدي نزلها مرة وحدة راح تكون طويلة وما راح تقراوها وراح تملو ابل ما تعرفو محتواها


هذه القصة


لوحة حزينة من صميم الحياة ، التقطت أحداثها من بحرالنسيان ، فحملتها إلى
شطآن الذاكرة ، فجففتها بمدادي وغلفتها بكلماتي ، بعد أنأعدتُ إليها بعض
معالمها الضائعة ، وعمقتُ فيها بعض الخطوط والألوان ، ثم وضعتها فيمتحف
الأيام ، عبرة بالغة لمن أراد الإعتبار .


الدكتور عماد زكي





الـفـصــل الأول


((يجب أن أطرق أبواب المجد بعزموإصرار)).هكذا قال عصام في نفسه، وهو يعبر
الشارع إلى الطرف الآخر، في طريقهإلى شركة ((التجهيزات العلمية)) لشراء
مجهر ومجموعة من الأدوات المخبرية التي قررأن يجعلها نواة لمختبر متواضع
أزمع على إقامته في غرفة خاصة اختارها لهذاالغرض.

وفي الطريق صادفته مكتبة فخمة تألقت واجهتها المضيئة بمجموعة من
الكتبالمنوعة وقد رتبت بذوق وإتقان، فوقف يتأمل عناوينها، ثم ما لبث أن
دلف إلى داخلها . وراح يتجول في أرجائها ، وقد ملئت رفوفها بآلاف الكتب
والمجلدات ، فأعجبته طائفة منالكتب العلمية التي شدته موضوعاتها الشيقة
فحملها معه ، كما استهوته طبعة أنيقة (( لدائرة المعارف البريطانية ))
فطلب من البائع أن يحضر له نسخة منها ثم دفع ثمن مااشترى وحمل كتبه ومضى
...


* * *

كان عصام طموحا جدا ، وكان أهلا للطموح ...فقد وهبه الله ذكاءً متوقدا ،
وفضولاً ملحاً ، يبحث عن المجهول ، ويسعى نحوكل جديد ، أضف إلى ذلك إرادة
صلبة وهمة عالية ، وعزيمة تهزأ بالصعاب ...

وكثيراما عبر أساتذة عصام –خلال تاريخة المدرسي الحافل- عنرأيهم فيه
بقولهم ((إنه فلتهمن فلتات الزمان))حتى أن أستاذين من مدرسي مادة
الرياضيات في المدرسة تراهنا ذاتيوم على من يسأل عصاماً سؤالاً صعبا يعجز
عن الإجابة عليه على أن يكون من ضمن المنهاج المقرر، فكان أن خسرا الرهان
وازداد إعجابهما بذكاء عصام وتوفقه غيرالعادي، لدرجة أن أحدهما كان
يستدعيه كلما صادفه طالب كسول من طلاب الشهادةالثانوية يتلكأ في حل
التمارين الرياضية التي كان قد تعلم حلها في السنوات السابقة،فيحلها له
عصام بسهولة تنم عن تمكنه وثقته بنفسه، فما يكون من ذلك الأستاذ إلا
أن يأمر طلابه بالتصفيق ثناء عليه، ثم يتوجه إلى تلميذه المهمل بقوله :
((لعله يكفيك عقاباً أن يحل لك التمرين طالب يصغرك بثلاث سنوات دراسية...
يعني مرحلة دراسيةكاملة)) ثم يشكر الأستاذ عصاماُ على اجتهاده فيمضي
مزهواً بنفسه، فخوراً بسمعته،تياها بما أنجز...

بيد أن تفوق عصام لم يكن يتقصر على مادة ((الرياضيات)) فحسب،بل تعداها إلى
كل المواد الدراسية الأخرى، لا سيما مادة ((علم الحياة)) التي كانتتجذبه
فيجد فيها متعة كبيرة. وقد دفع اهتمامه الزائد بهذه المادة الأستاذ
((عدنان))مدرس (علم الحياة) إلى أن يطلق عليه لقب ((الدكتور عصام)) مداعبا
ومشجعاً، فجاء هذااللقب بغتة وذهب مثلا، فما لبث أن لصق باسمه، فكان ينادى
به في المدرسةوالبيت.
وعندما ظهرت نتائج الشهادة الثانوية، تحول لقب التشجيع والإطراء إلى لقبهو
أقرب ما يكون من الحقيقة... فقد كان عصام الثالث على دفعة الشهادة
الثانوية لذلك ا لعام، مما أهَّلَه لدخول كلية الطب بجدارة.
وفرحت أم عصام يومها فرحاً عظيماً،عندما زفَّ عصام إليها النبأ، فضمته إلى
صدرها في حب وحنان وراحت تلثم وجهه، وهيتهتف من بين الدموع ((مبروك يا
حبيبي ... أنا اليوم أسعد أم في الدنيا ... مبروك ياولدي)). واختلطت في
عينيها دموع الفرح الكبير بدموع الحزن القديم على زوجها الفقيد،الذي
اختطفته يد المنية قبل أن تقر عيناه بدخوله ابنه كلية الطب كما كان
يحلمويشتاق، إذ توفي قبل سنوات إثر نوبة قلبية مفاجئة.
وانتزعت الذكريات الحزينةالأم من فرحتها العارمة، لتنقلها إلى الوراء...
فتمتد بها الذكرى إلى تلك الأمسيةالجميلة، حيث كانت مع زوجها الراحل،
تضمهما سهرة سمر في حديقة المنزل، بينما كان عصام – وله من العمر يومها
ثلاث سنوات – يداعب قطته ((ياسمين)) التي كان يألفهاوتألفه... إنها لا
تزال تذكر كلمات زوجها الحبيب حينما قال لها ونظراته تعانق وجهابنه الوسيم
:
- هذا الطفل يا هيفاء يملك ذكاءً عجيباً.. علينا أن نتعني بهاعتناءً
فائقا، حتى يشب رجلاً عظيماً، ويحمل العبئ عن كاهلنا في مستقبلالأيام.
- أجابته يومها وهي تمازحه:
أتمنى لو يصبح إبني مهندساً كبيراً،ليبني لنا ((فيلا)) جميلة تحف بها الحدائق والأشجار...

فاستجاب الأب لدعابتهاوقال بلهجة ضاحكة:
- أنتن النساء دائماً هكذا لا يهمكنَّ إلا المظاهر والقـشـور،ولا تفكرن إلا بـ ((الفيلا )) الفخمة والثوب الجميل...
- ثم اعتدل في جلسته وتابع بنبرات حالمة:
- أريده يا أم عصام أن يصبح طبيباً كبيراً... يساعد الناسويداوي أمراضهم
ويخفف آلامهم، والطبيب يا امرأة... يملك اليوم مكانة إجتماعيةمرموقة،
ويشير الناس إليه بالبنان، لا سيما إذا كان ناجحاً مشهوراً...
- ثم أردفوقد عادت إليه روح الدعابة من جديد:
ثم لا تنسي يا عزيزتي أن مهنة الطب تدرالمال الكثير، وبذلك يحقق لك حلمك فيشتري لك ((الفيلا)) التي تتوقين إليها.
لقدالتقطت يومها عصاماً، فضمته إلى صدرها في حنان وقالت وهي تغرقه بالقبلا ت:
- بل يشتريها لزوجته التي لا بد وأنها ستختطفه مني في يوم من الأيام....

وانتبه عصام لشرود أمه، وطالع في وجهها ملامح الحزن والكآبة فأدرك ما تفكر
به لأنه كانيعاني من الخواطر ذاتها، لذا فهو يشعر اليوم أن فرحته عرجاء،
موشحة بالحزن، منداةبالدموع، لأنه لا يجد أباه بقربه، يشاركه بهجته،
ويبارك فوزه الكبير...
ورأى أنمن واجبه أن ينتشل أمه من دوامة الذكريات فقال لها مواسياً:
- أماه.. سوف تجدين مني كل ما يرضيك ويقر عينيك، وسوف أنسيك عما قريب كل
أحزانك القديمة. ثم ضمهاإليه ليخفي عنها الدموع التي ترقرقت في عينيه
أسفاً على أبيه الذي مات عنه وهو مازال طفلاً، فنشأ يتيماً محروما من حنان
الأب وعطفه، وإن كانت أمه قد عوَّضته عنه الكثير.
إنه يشعر أن أمه هي كل شئ في حياته.. إنها الواحة الخضراء التي يلجأإليها
من قيظ الأحزان ليجد عندها الراحة والسلوى والعطف والإهتمام.. إنها
المعلم الملهم الذي يتلقى عنه مبادئ الحكمة ودروس الحياة..لقد لعبت أمه
دوراً كبيراًفي تكوين شخصيته، فقد ربته على الأخلاق الفاضلة، وغرست في
نفسه حب العمل والصبر على التعب، وعوَّدته على احترام الوقت والنظام، ونأت
به عن الدلال والميوعة والانحلال ،فنشأ فتى رشيداً... قوي النفس
والإرادة... علي الهمة ... طاهر الوجدان... يسعى نحورجولة مبكرة تبشر
بالكثير. لقد كانت أمه دائما وراء تفوقه ونجاحه، تحفه بالدعواتالضارعة،
والكلمات المشجعة التي كانت تدفعه قدماً إلى الأمام :
- أماه أنت صاحبة الفضل الأول في نجاحي، وإليك سوف أهدي كل منجزاتي.
قالت الأم وهي تطبع على جبينه قبلة حانية:
- بل هو تعبك واجتهادك يا ولدي ، وقد أثمر الآن...
- أدامك الله يا أمي ذخراً لي، ووفقني لإرضائك....


* * *


ودخل عصامالجامعة... فاستهوته علوم الطب التي طالما عشقها، واستغرقت وقته
وتفكيره وصارت شغلهالشاغل ثم بدأت طموحاته تنمو وتتبلور مع الأيام... إنه
لا يرضى أن يكون مجرد طالب في كلية الطب، بل لا بد أن يكون الطالب الأول
فيها بلا منازع. ثم إنه لن يكتفي بشهادة (( البكالوريوس ))، بل لا بد له من
متابعة دراسته العليا في إحدى الاختصاصات الطبية حتى يحوز على أعلى
الشهادات والألقاب العلمية.لقد أزمع أن يسلك طريقالبحث العلمي حتى يصبح
عالماً من علماء الطب البارعين الذين يتحدث العالم عنإنجازاتهم وأبحاثهم..
.
إن علماء الغرب ليسوا بأذكى منا، فلماذا نحجم عنالغوص في ميادين البحث
والإختراع؟.. لا بد أن نقتحم أسوار المجد مهما كانت شاهقة،وأن نقطع الطريق
إلى قمته السامقة مهما أدمت أقدمنا الأشواك....
وكثيرا ماداعبت خيال عصام تسميات لنضريات أو مكتشفات علمية بأسماء عربية
أو باسمه هو بالذات،يتداولها العالم بأسره ويدرسها طلاب الطب في الشرق
والغرب ، ويعتمدها علماء الطب وباحثوه.
وعندما كان عصام يعود من رحلة أحلامه إلى دنيا الواقع، يتذكر أنه مازال
على سفوح المجد الذي يحلم به، وأن قمته المنشودة ما زالت بعيدة، وأن
الطريق إليه ما زال طويلا...
ما علينا ... إن الطريق مهما كان طويلا، فإنه يبدأبخطوة ... وقد خطا عصام
خطوته الأولى بدخوله كلية الطب، وعما قريب سيحقق الخطوةالثانية، بتخرج
متفوق باهر، وبعد ذلك سوف يغذ السير إلى غده الواعد ليحقق المزيد
من طموحاته فيمتلك العلم والشهرة والمال، وعندها سوف يسعد أمه الحبيبة
وينسيها أيامالعذاب والحرمان، ويزرع حياتها بالمسرات والأفراح. وفي كل مرة
كان يستيقط فيها عصام من أحلامه كانت تنبثق في أعماقه طاقة هائلة من العزم،
فينهمك في دراسته في شغفوانسجام وإلى جانبه دفتر صغير اعتاد أن يدون عليه
ملاحظاته وتساؤلاته ليطرحها علىأساتذته، ويناقشهم فيها. إنه لا يحب أن تمر
على ذهنه فكرة دون أن يسبر أغوارها،لذلك فهو يقرأ دائما السطور. ..وما
وراء السطور..



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عامر العطيات
نائب المدير العام
نائب المدير العام
عامر العطيات


♥الجنس ♥ : ذكر

♥ تاريخ الميلاد ♥ : 06/04/1978

♥ العمر♥ : 46

♥ الجنسيه ♥ : الاردنيه

♥ مكان الاقامه الحالي ♥ : السلط
♥مزاجي اليوم ♥ : المزاج عال

♥المزاج ♥ : حمدالله

♥ العمل او الوظيفه ♥ : موظف

♥ تاريخ التسجيل♥ : 11/06/2009

♥ عدد مساهماتي ♥ : 87228

♥ عدد نقاطي ♥ : 102721

♥ موقعي الالكتروني ♥ : منتديات همسات المحبه

الحمل

الحصان
. . : كبار الشخصيات

دموع على سفوح المجد Empty
مُساهمةموضوع: رد: دموع على سفوح المجد   دموع على سفوح المجد Icon_minitime1الإثنين 26 يوليو 2010 - 12:12

ملك روشان
سلمت يمناك
ساكون من متابعين
ان شاء الله ومشكووور
ويعطيك الف عافيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ar-ar.facebook.com/people/mr-lyt/1677785516
الملك روشان
عضو همسات برونزي
عضو همسات برونزي
الملك روشان


♥الجنس ♥ : ذكر

♥ تاريخ الميلاد ♥ : 23/10/1980

♥ العمر♥ : 43

♥ الجنسيه ♥ : امريكي

♥مزاجي اليوم ♥ : خائف

♥المزاج ♥ : ماشي الحال

♥ العمل او الوظيفه ♥ : no think

♥ تاريخ التسجيل♥ : 25/07/2010

♥ عدد مساهماتي ♥ : 157

♥ عدد نقاطي ♥ : 5266

♥ موقعي الالكتروني ♥ : misbha.ae.com

العقرب

القرد

دموع على سفوح المجد Empty
مُساهمةموضوع: رد: دموع على سفوح المجد   دموع على سفوح المجد Icon_minitime1الإثنين 26 يوليو 2010 - 13:15

اشكرك اخي عامر اين ماكنت
دعمك لي
هوا نجاحي في المنتديات
لك خالص حبي واحترامي وتقديري
اشكرك عالمرور العطر والمتواضع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زمن الصمت
♥ مدير منتديات همسات المحبه♥
♥ مدير منتديات همسات المحبه♥
زمن الصمت


♥الجنس ♥ : ذكر

♥ تاريخ الميلاد ♥ : 28/01/1970

♥ العمر♥ : 54

♥ الجنسيه ♥ : الاردنيه

♥ مكان الاقامه الحالي ♥ : Irbid
♥مزاجي اليوم ♥ : اتصفح المنتدى

♥المزاج ♥ : I ask Allah for forgiveness

♥ العمل او الوظيفه ♥ : retired colonel Staff officer

♥ تاريخ التسجيل♥ : 11/12/2008

♥ عدد مساهماتي ♥ : 56370

♥ عدد نقاطي ♥ : 72719

♥ موقعي الالكتروني ♥ : zaman al samet all the sites

الدلو

الديك
. . : الاداره

دموع على سفوح المجد Empty
مُساهمةموضوع: رد: دموع على سفوح المجد   دموع على سفوح المجد Icon_minitime1الإثنين 26 يوليو 2010 - 14:54






اخي الملك روشان الاكرم

لقد أحسنت الاختيار

ولقد قرأت الآن بعض الدموع الواقعة على أحد سفوح هذا المجد ...
فإن كان لديك أحاديث من هذا النوع فأعطينا أياها علّنا نستلهم منها شيئا ما ....
ثم لقد أحسنت في اختيار العبارات التي تغري القارئ للبحث عن البقية
الشكر موصول والحظ وافر بأن أحتل مقعدا مطلا على النص علّي أراه عن قرب

ودي وباقات وردي





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://zaman.ibda3.org
الملك روشان
عضو همسات برونزي
عضو همسات برونزي
الملك روشان


♥الجنس ♥ : ذكر

♥ تاريخ الميلاد ♥ : 23/10/1980

♥ العمر♥ : 43

♥ الجنسيه ♥ : امريكي

♥مزاجي اليوم ♥ : خائف

♥المزاج ♥ : ماشي الحال

♥ العمل او الوظيفه ♥ : no think

♥ تاريخ التسجيل♥ : 25/07/2010

♥ عدد مساهماتي ♥ : 157

♥ عدد نقاطي ♥ : 5266

♥ موقعي الالكتروني ♥ : misbha.ae.com

العقرب

القرد

دموع على سفوح المجد Empty
مُساهمةموضوع: رد: دموع على سفوح المجد   دموع على سفوح المجد Icon_minitime1الإثنين 26 يوليو 2010 - 15:04

الـفـصــل الثاني


كلمة أخيرة إذا سمحتم... " السرطان – كما رأينا من خلال المحاضرة – مرض خطير جدا، يقلق الحياة البشرية ويهدد الكثير من أفرادها على اختلاف أعمارهم وأجناسهم، وعلينا أن نعترف جميعاً بأن الطب ما زال عاجزا أمام هذا المرض اللغز الذي يرهب الجميع".
بهذه الكلمات ختم الدكتور ((إياد عزت)) محاضرته، ولملم أوراقه معلنا بذلك انتهاءها..
- وسرت في المدرج ضجة خفيفة، أحدثها الطلبة وهم يغلقون دفاترهم و يجمعون أشياءهم استعداداً للخروج إلا أن صوتاً انبعث من الأمام، أعاد الجميع إلى هدوئهم وصمتهم، واشرأبت الأعناق للتعرف على صاحب الصوت ، وهمس طالب يجلس في الخلف:
- إنه ((عصام السعيد)) يسأل...
- فأجابه جاره ((صفوان)) وهو شاب اشتهر في الكلية بالعبث واللامبالاة:
إذا كان عصام هو السائل فعلى الاستراحة السلام.

أعادالدكتور إياد أوراقه على المنضدة، وقال وهو يذرع منصة الإلقاء بخطىً بطيئة:
- زميلكم عصام يسأل عن صحة ما تردد حول اكتشاف معالجات حاسمة للسرطان بالأشعة في الوقت الذي أقول فيه بأن الطب ما زال عاجزاً أمام هذا المرض ...
- في الحقيقة أيهاالأبناء: إن العجز الذي أعنيه ليس بالعجز المطلق، فقد استطاع الطب في حالات قليلة القضاء على السرطان سواء بالمعالجات الشعاعية، أو بالإستئصال الجراحي، أو بالأدوية السامة القاتلة للخلايا السرطانية لكن العام الأهم في شفاء تلك الحالات كان الاكتشاف المبكر للسرطان، بيد أننا إذا أخذنا الحالات السرطانية التي تأخر اكتشافها – وهي الحالات الأكثر مشاهدة– نجد بأن السرطان، قد أنشب فيها مخالبة واندفع بين الخلايا السليمة فخربها، ونما وتطور بشكل سريع فأثر على الوضائف الطبيعية للأعضاء المجاورة، ومهما حاولنا إزالته بالجراحة أو الأشعة أو الدواء، فأنه يعود للإندفاع من جديد، وهذا ما نسميه ((بالسرطان الناكس((.
إن علاج ككل مرض في الطب يعتمد – في المقام الأول- على إزالة السبب الذي أدى إليه. ولما كان السبب الرئيسي المباشر لمرض السرطان ما زال مجهولاً، فإن كل محاولة لعلاجه ستبقى مهددة بالفشل، قاصرة عن إحداث الشفاء المطلوب، لذلك فإنه لا مفر من الاعتراف بأن الطب ما زال عاجزاً عن القضاء على السرطان .
- .ثم قال الدكتور إياد وهو يتجه بحديثه إلى عصام :
هل هذا يكفي يا عصام؟..

لم تشبع هذه الكلمات القليلة فضول عصام التواق للمعرفة، إلا أنه أشفق على زملائه أن يذهب حقهم في الراحة بسببه، فقال بلهجة مؤدبة:
- دكتور... أنا لا أريد أن أطيل على زملائي فهذه الاستراحة من حقهم، فهل لكم أن توجهونا إلى أحدث المراجع الطبية التي توسعت في أبحاث السرطان؟
- أعجب الدكتور بلباقة عصام،وقال موجهاً كلامه للجميع:
- أنا أشكر عصاماً على اهتمامه العلمي الملفت للنظر، ومراعاته لشعور زملائه وظروفهم، لذلك فإني أترك المجال مفتوحاً لمن أرادالخروج، وسوف أبقى مع من أراد البقاء، وسمحت ظروفه بذلك، من أجل الإجابة عن جميعالأسئلة .
- ومضت فترة من الجلبة والضوضاء، أحدثها خروج عدد من الطلاب الذي ملوا من المحاضرة أو اضطروا للخروج، وآلمت عصاماً كلمات وصلت إلى سمعه وقد صدرت عن (( صفوان)) إذ كان يقول لإحداهن بسخرية واضحة:
- لا أشبعه الله أسئلة و مناقشات.. في نهاية كل محاضرة يفتح لنا ملف أسئلته التي لا تنتهي..
- لكم ينزعج عصام من هذا الشاب المستهتر المغرور الذي يظن الجامعة نادياً للهو والمرح ومرتعا للميوعة والعبث.. إنه يكره فيه تلك الأنانية المفرطة التي تطغى على شخصيته وذلك الاستعلاء الفارغ الذي يطل من عينيه، وتحت مظهره ((الأرستقراطي)) الجذاب كان يلمح عصام نفسية دنيئة لا يراها أولئك الذين أعمى بريق المال والثروة أبصارهم، فلمتقوً نظراتهم الكليلة على اختراق القشرة الخادعة إلى الداخل لتسبرالأعماق.
وانتبه عصام من شروده على الدكتور إياد وهو يقول بعد أن هدأ المدرج:
- قبل أن أوجهكم إلى الكتب الحديثة التي تتحدث عن السرطان أود أن أخبركم بأني سعيد جداً بهذه المناقشات العلمية التي يضطرنا إليها زميلكم عصام أحيانا، وأنا حقيقة متفائل جدا به وبأمثاله، وأتمنى من كل قلبي أن يكون شبابنا جميعاً بمثل هذا الاهتمام المشرف ... وندت عن عصام كلمة شكر سريعة، فرد عليها الدكتور ثم أردف قائلاً ويداه تستندان على المنضدة ونظراته تتنقل بين الوجوه:
- الطب يا أعزائي ليس مجرد مهنة مرحبة ومركز اجتماعي رفيع... إنه قبل كل شئ رسالة إنسانية حملناها من أجل سعادة الإنسان وحمايته من الأمراض والآلام...
يجب أن ندرس العلم أيها الأبناء حباً بالعلم وخدمة للإنسان، لا من أجل المادة والشهرة. أنا مؤمن بأن مجتمعنا يملك نخبة فذَّة من النوابغ الذين يؤمنون بالعلم من أجل العلم والإنسان، لكن هذه النخبة تحتاج لمن يكتشفها... لمن يرعاها ويوجه خطاها... لمن يزرع في داخلها الثقة بالنفس، ويوقد في أعماقها جذوة الطموح....

ثم بعد صمت قصير:خذوا مثلا قضية السرطان التي كنا بصددها، إننا جميعا نتلهف لأن يجد الطب لها حلاً، وننتظر جميعا – حتى نحن المختصين في هذا المجال – أن يقدم لنا الغرب علاجاً حاسماً لهذا المرض، لكن أحدنا لم يفكر يوماً أن يكون هو المكتشف لذلك العلاج المنشود، أو أن يكون أحد المساهمين في اكتشافه. لماذا؟.. لأننا لا نثق بأنفسنا الثقة الكافية، ولا نملك الطموح إلى ذلك!!.

وانتبه الدكتور إياد إلى عصام وقد رفع يده طالباً الإذن ليتكلم، فسمح له بإيماءة فقال:
- دكتور... بالإضافة لما تفضلتم به من ضرورة توفر الثقة بالنفس والطموح، لا بد أن تتوفر لدينا الإمكانات المادية، فنحن كما تعلم ينقصنا المال و((التكنولوجيا)) المتطورة والضروف المعيشية والاجتماعية التي تسمح للباحث أن يتفرغ لأبحاثه دون أن تستهلكه مشاكله وهمومها الخاصة...
- علق الدكتور إياد مؤكداً كلامه:
- هذا حق... فالمشكلة المادية و((التكنولوجية)) قائمة فعلاً، لكنها ليست مستحيلة الحل. فمعاهد الأبحاث الدولية المهتمة بأبحاث السرطان، تفتح أبوابها لكل باحث بغض النظر عن لونه أو عرقه أو انتمائه، لأن مشكلة السرطان مشكلة إنسانية وليست مشكلة إقليلمة.. إنها تهم البشرية جمعاء .
- رفع ((سعد)) يده مستأذنا الاشتراك بالمناقشة، وهو طالب متفوق يُعرف في الكلية بحث النقاش الجاد والحوار الهادف، فأجابه الدكتور إياد إلى طلبه قائلا:
- تفضل يا ((سعد)).. يسرني أن تشاركنا النقاش...
- قال سعاد بنرات قوية وهو يشير بيده إلى شئ ما:
- على الحكومات في بلادنا أن تتبنى المواهب العلمية،وتدعمها بلا حدود بغض النظر عن اتجاهاتها ومذاهبها، وعوضاً عن صف المبالغ الطائل من أجل ترفيه المواطن وتسليته، يجب أن يبذل الجزء الأكبر منها لبنائه وتطوير قدراته ومواهبه.
أكد الدكتور كلامه بلهجة أكثر قوةً وحزماً:
- الحكومات والهيئات العلمية والاجتماعية، والشخصيات المقتدرة الغنية.. كل أولئك يتوجب عليهم ذلك.
- ثم ابتسم ابتسامة فيها شئ من الامتعاض، وقال بلهجة آسفة:
- خطأ كبير أن لا نأخذ منحضارة اليوم إلا القشور!!!..
- هتف شاب اسمه ((عرفان)) وقد أنساه التفاعل مع النقاش نفسه فلم يطلب الإذن بالكلام:
- والحل؟؟؟...
- أجاب الدكتور إياد، وقدت فهم سبب هذا التجاوز لقواعد النقاش التي يصر عليها دائما:
- الحل يا عرفان أن نحاول.. أن نبدأ، والطريق مهما طال يبدأ بخطوة. أنا لا أملك إلا الكلمات، وشئ آخر استطيعه...
- وجم الجميع بانتظار ما سيقوله الدكتور إياد الذي تقدم من عصام ووضع يده على كتفه في ود وقال:
- أنا مستعد لتقديم الدعم المادي والعلمي والأدبي لكل طالب يريد أن يشق طريق البحث الطبي لا سيما في أبحاث السرطان. عليه فقط أن يعلمني باستعداده لذلك، وأنا سأتصرف...
وضج المدرج بعاصفة من التصفيق الحار، وسرت فيه همسات الإعجاب والتقدير لهذه المبادرة السخية.
كانت كل العيون ترمق الدكتور إياد بحب وإكبار، لأنه يجسد مثالاً وضيئاً لرجال الأمة المؤهلين لصنع غدها المأمول، إلاعينين واسعتين لفتاة جميلة هي ((سامية)) ابنة الدكتور ((إياد)) إذ كانت ترقب عصاماً وقد فهمت مغزى هذه المبادرة التي أعلنها أبوها، فقد حدثها فيما مضى كثيراً ع نإعجابه بهذا الشاب الذكي الطموح... أما عصام فقد أدرك من كلام الدكتور إياد ونظراته أنه يقصده بهذا التبني العلمي الكريم، فانفعلت نفسه لهذا الاهتمام ولمعت عيناه بدموع التأثر والوفاء..لا يدري عصام لماذا تذكر في تلك اللحضات أباه ؟! لعل الدكتور إياد استطاع أن يحتل في أعماقه مكان والده الراحل!!..
الـفـصــل الثالث


- الكلية كلها تتحدث عن مبادرة أبيكِ التي وعد فيها بتبني المواهب العلمية. - يقولون بأنه كان يقصد عصاماً بعرضه..
أجابت سامية في حماس:
- هذا صحيح.. فوالدي يحبه جداً، ويرى فيه شاباً نادراً بذكائه ونبوغه وطموحه.
سألتها ((منى)) وهي ترميها بنظرة ماكرة:
- - وأنت؟.. وماذا ترين فيه؟..
- أنا؟..
- أجل أنت.. إن اهتمامك بعصام لا يخفي عليًّ يا عزيزتي...
- أنت تتوهمين.
- سامية لا تراوغي معي، فأنا أعرفك جيداً، إنًّ عصاماً من النوع الذي يستهويك ، فهو شاب هادئ.. مؤدب.. متفوق.. وسيم.. وذو شخصية آسرة...
- قالت سامية في حزم:
- (( منى)).. لا تطرقي أمامي هذه الأحاديث. احتفظي بملاحظاتك لنفسك.
ضحكت منى وقالت:
- لا داعي للغضب... اعتبري كلامي مزاحاً...
- لكنه مزاح ثقيل لا أحبه.
- حسناً.. حسناً.. كما تريدين.
- قالت سامية في ضيق محاولة إنهاء الحديث:
- هيا بنا الآن ، فقد اقترب موعد المحاضرة...

ثم مضت بصحبة ((منى)) غاضبة، غارقة في خواطرها... هذه الفتاة المزعجة لم تعد تروق لها، لكنها تضطر لمجاملتها أحياناً وفاء لذكريات قديمة.. إذ أنها الوحيدة من بين زميلاتها في المدرسة التي دخلت معها كلية الطب، فنشأت بينهما صداقة قوية في البداية لكن ((منى)) ما لبثت أن انجرفت مع تيار الانحلال الذي اجتاح الجامعة في السنوات الأخيرة، وكانت بداية انزلاقها رحلة جامعةت عرفت خلالها (( بصفوان)) الذي سحرها بثرائه الواسع ومظهره الباذخ وكلامه المعسول ففتنت به وانساقت وراءه وكأنها تعوض من خلاله عن حرمانها من مباهج الحياة التي لم تتمكن عائلتها الفقيرة أن توفرها لها، فاستغل ((صفوان)) نقاط ضعفها واستدرجها إلى حياته العابثة الفاجرة. وحاولت سامية إنقاذ صديقتها، فحذرتها من ((صفوان)) وألاعيبه الماكرة، لكنها لم تلق بالاً لنصائحها، وأمعنت في سلوكها الجديد، فتراجعت علاقتهماح تى أخذ شكل المجاملة الباردة تضطرهما إليها ظروف الحياة الجامعية.
إن ما يزعج ((سامية)) حقاً أن ((منى)) قد لاحظت اهتمامها بـ((عصام))، لكنّ!.. متى كانت تعبأ بملاحظة فتاة مستهترة كهذه؟.. إنها فتاة واثقة بنفسها، وحسبها سلوكها الجامعي النظيف الذي سوف يخرسُ كل الألسنة التي قد تحاول الاصطياد في الماء العكر... إنها لم ترتكب خطأ إذ اهتمت بـ((عصام)) فهو شاب متميز فعلا بشخصيته وسلوكه.. لشدَّ ما يجذبها هدوؤه الآسر، وهذا البريق العجيب الذي يلوح في عينيه.. إنها تحس فيه ذكاءه المتَّـقـد وقد امتزج في نظراته بكآبة عميقة تحكي قصة حزن قديم.لقد كان الجميع أمس يصغون إلى أبيها وهو يدلي بأفكاره ويناقش طلابه، أما هي فقد كانت شاردة اللب، مشغولة الفؤاد تفكر في ((عصام))وتبحث عن مفتاح شخصيته الذي تدخل به إلى قلبه وعقله.إنها فتاة ناضجة تضج حيوية وأنوثة، لكنها ترفض الابتذال، وتكره أن تلفت نظر من تتمناه بالأساليب الرخيصة التي تلجأ إليه االكثيرات، كما أنها لا ترضى أن تتزوج من أي شاب يطرق بابها، لأنها ترى في الأسرة مؤسسة خطيرة ينبغي أن لا تمنح إدارتها لأي كان... إنِّها تحلم برجل يناسب تطلعاتها،وتلتقي معه في فهمه للحياة .
ترى كيف ينظر عصام للحياة؟.. وما هو تصوره للحياة الزوجية؟.. ثم ما هي الشروط التي يطلبها في زوجته؟.. إني ألاحظ في عينيه اهتماماً خاصاً بي، ولكن.. ألا يمكن أن يكون مبعث ذلك هو احترامه لوالدي وحبه له؟.. ليتني أدرك ما يفكر فيه، ولكن كيف؟...
ترددت هذه الأسئلة في خاطرها بإلحاح.لقد علّمها والدها أن البيت السعيد هو البيت الذي يديره الرجل القوي الأمين وتعمره المرأة المخلصة بالحب والحنان لينشأ الأطفال في ظلاله نشأة سليمة.. متوازني الشخصية.. أقوياء النفس والجسد.. أنقياء الضمير... الأطفال!.. ماأروع الأطفال!...هكذا رددت سامية في نفسها، ففي أعماقها غريزة أمومة جارفة لاتدري متى سيكتب لها الإرتواء، وفي صدرها طاقة هائلة من الحب والحنان تريد أن تنبثق.. لكم تتمنى أن تصبح أما لتحضن أطفالها.. لتضمهم تحت جناحها، وتسبغ عليهم من عطفها وحنانها وتصنع منهم رجالاً ونساء يتبوَّؤون مكانتهم الرفيعة بين الناس...وانتبهت سامية إلى قدوم ((صفوان)) باتجاههما، فشعرت نحوه بالاشمئزاز ، فأستأذنت ((منى)) وانصرفت تجنباً لهذا الشاب المتعجرف السخيف الذي يرميها دائماً بنظرات مستعلية تنطق بالهزء والتحدي لا سيما بعد أن علم من صديقته ((منى)) رأيها فيه.
وفي طريقها صادفت ((عصاماً)) وهو يتحدث مع صديقه ((سعد)) وسمعته يقول فيحماس : الطب مسؤولية وأمانة... فتساءلت في أعماقها: أين الثرى من الثريا؟!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الملك روشان
عضو همسات برونزي
عضو همسات برونزي
الملك روشان


♥الجنس ♥ : ذكر

♥ تاريخ الميلاد ♥ : 23/10/1980

♥ العمر♥ : 43

♥ الجنسيه ♥ : امريكي

♥مزاجي اليوم ♥ : خائف

♥المزاج ♥ : ماشي الحال

♥ العمل او الوظيفه ♥ : no think

♥ تاريخ التسجيل♥ : 25/07/2010

♥ عدد مساهماتي ♥ : 157

♥ عدد نقاطي ♥ : 5266

♥ موقعي الالكتروني ♥ : misbha.ae.com

العقرب

القرد

دموع على سفوح المجد Empty
مُساهمةموضوع: رد: دموع على سفوح المجد   دموع على سفوح المجد Icon_minitime1الثلاثاء 27 يوليو 2010 - 1:45

الفصل الرابع

الليل ساج.. والهدوء يرمي بثقله على كل شئ، لا يقطعه إلا حفيف أوراقالشجر اليابسة، تحركها نسائم الخريف التي بدأت تتسلل إلى غرفة عصام، وقد فتحنافذتها، ليطرد رائحة المواد الكيماوية التي تراكمت في جوها، والتي كان يستعملها فيتلوين بعض المحضرات الطبية حتى يتمكن من تمييز معالمها التشريحية الدقيقة تحتالمجهر.وجذبته رائحة الخريف، فتقدم من النافذة وراح يتأمل منظر الحديقة الكئيب،وقد تعرت أشجارها إلا شجرة من الورد ظلّت محتفظة بخضرتها الزاهية تتيه ببضع براعمجميلة قد انتصبت في خيلاء تتحدى البرد والريح، وتعطر الجو بأريجهاالطيب...وأغراه قربها بقطف أحد براعمها، فتطاول بجسمه، ومدّه إلى أقصى مايستطيع، فالتقطت أنامله ساق البرعم، فعالجه محاولا قطفه، فانفصل عن أمه بصعوبة، بعدأن أدمت إحدى أشواكه إبهامه الأيمن.ارتد عصام إلى الخلف، وراح يستنشق راحةالبرعم الزكية.. لكم يفتنه منظر الورد.. إنه يبعث في نفسه سعادة غامرة ويحرك فيصدره أشواقاً لا يدري كنهها.. أحياناً يحس وكأن الوجود قدطوي في يمينه، لكنهذه اللحظات الجميلة سرعان ما تتسرب من نفسه، لتلح عليه همومه الكبرى.وندت عنالجرح ومضة ألم خفيفة، فنظر إلى قطرة الدم التي تجمدت على فوهته، وقد مرّ بخاطرهشريط سريع تخيل فيه كل التفاعلات الحيوية التي حدثت داخل هذه القطرة الصغيرة منالدم حتى تخثرت لتشكل سدادة دموية تمنع استمرار النزيف . " سبحانالله "...قالها عصام وهو يتجه إلى صيدليته ليعالج جرحه الصغير، ثم مضى إلىالغرفة المجاورة فصب كأساً من الماء وغرس فيه ساق البرعم، ووضعه على منضدته، ثماسترخى على كرسيه وراح يتأمل برعم الورد الذي تألق مزهوا بين أكداس من الكتبوالأوراق.
وبعد لحظات من التأمل تناول عصام كراسة أنيقة تضم محاضرات الدكتورإياد، ليراجع محاضرة اليوم قبل أن ينام. لقد كانت محاضرة ممتعة حقاً، وأمتع ما فيهاكلام الدكتور الذي في نفسه ينابيع الطموح، وفتح أمامه آفاقاً جديدة بلور من خلالهاتطلعاته إلى المستقبل. إن الاهتمام بمرض السرطان يسيطر عليه... هذا المرض اللغزالذي يتحدى فضوله، ويدفعه لمنازلته بكل ماأوتي من علم وعزم وتصميم. لقد استقرتفي فكره قناعة ثابتة بأن طريقه إلى مجده الذي يحلم به، لا بد أن يمر على أشلاء هذاالمرض الفتّاك!.إن كلمات الدكتور إياد لا تزال تدوي في أعماقه...
حقاًلماذا لا يفكر شبابنا وأطباؤنا أن يشاركوا في صنع حضارة اليوم بدلاً من استيرادهامن الشرق والغرب. صحيح أنه يجب علينا تقبل كل جديد مفيد، لأن المعرفة ليست مقيدةبجنس أو قوم أو مذهب ولأنها تراث إنساني لكل البشر، لكننا في الوقت نفسه يجب ألانلغي عقولنا ونجمدها ليفكر لنا الآخرون..إن عصاماً يشعر الآن بأن اكتشافعلاج هذا المرض العضال بات أمانة في عنقه حملته إياها البشرية بأكملها.
آه.. المشهد المأساوي الباكي يتكرر كل يوم.. مريض مصاب بالسرطان.. والسرطان ينموويكبر.. الآلام تشتد، والحياة تذوي في جسد المريض المسكين رويداً رويداً.. أما أعينأهله وأحبائه وأطبائه الذين لا يملكون له أكثر من المهدئات والمسكنات، وكلماتالتبرير والمواساة التي تنضح بالعجز عن الإنقاذ.. كلمة هذه لكم أكرهها على الرغم منأنها أوضح من كل الحقائق التي توصل إليها الطب الحديث لكنها أقسى الحقائقعلىالإطلاق!.. يجب أن نحاول.. لا بد من المحاولة حتى تتم السيطرة على هذاالداء ... وأفاق عصام من خواطره مستجيباً لشحنة من النشاط التي دبت في عروقهفراح يقرأ المحاضرة بإمعان..وانتبه على طرق خفيف على الباب:
- أمّاه!.. أمازلت ساهرة بعد؟!..
ثم ابتسم لأمه، التي أطلت بوجهها السمح وسمتها الهادئ، وهيتحمل فنجان الشاي وقد تصاعد منه بخار كثيف استثار شهيته.
قال عصام وهو يتناولفنجانه : أماه أنت دائماً تزعجين نفسك من أجلي. شكراً لك يا أحلى أم فيالدنيا.. ما أريد إلا راحتك ورضاك..
هتفت الأم وهي ترفع إلى السماء كفَّينضارعين:- الله يرضى عليك يا ابني عدد أوراق الشجر وحبات المطر...-
- ما أحلاهمن دعاء.. سترين مني إن شاء الله كل ما يسرك...-
- إن سروري لا يتم إلا بسرورك،وشئ آخر ستكتمل بهفرحتي..
- هتف عصام وكأنه يجيب على ((حزُّورة)) طريفة: لقد حزرت.. التخرُّج؟... أليس كذلك؟..
- قالت الأم وهي تلملم الكتب التي كانتمبعثرة فوق السرير: لستَ بالذي يحلم بالتخرج يا بني، فهو شئ مضمون إن شاء اللهوما هي الَّا أشهر حتى تدخل تزف إليَّ البشرى بتخرجك، لكن ما أقصده هو بنت الحلال،هل فهمت الآن؟..
بنت الحلال.. آه.. لقد وضعت يدك على الجرح ياماما!.بذلك حدّث عصام نفسه بعد أن هزت أمه بكلماته أدق وتر في وجدانه ليعزفلحن الحرمان، وقفز إلى خياله طيف ((سامية)) فاضطرب فؤاده.. لكم تشده هذه الفتاةإليها بجمالها الوادع وشخصيتها القوية، وهي فوق ذلك ابنة الأستاذ الذي يحبهويحترمه، ولا بد أن البنت قد ورثت عن أبيها الكثير من طباعه وأخلاقه النبيلة، غيرأن ((سامية)) كانت قد دخلت قلبه منذ زمن بعيد..حدث ذلك حين سمع طرفاً من حديثهامع صديقتها ((منى))بعد إحدى الجلسات، فبعد أن خرج الطلبة من الجلسة العملية،اضطر عصام للعودة، ليتفقد قلمه، فاسترعى انتباهه حديث يدور بين فتاتين ولم تكنكلتاهما قد شعرتا بدخوله لوجود حواجز من الزجاج الأبيض الشفاف تفصل بين المناضدالتي تُجرى عليها التجارب. وبعد أن يئس عصام من العثور على قلمه الضاع همّ بالخروجإلاَّ أن طرافة الحديث استوقفته، فأصاخ السمح بانتباه شديد...كانت سامية تقوللصديقتها ((منى)) في حزم أوحى له بقوة شخصيتها:
- منى.. هل تريدين رأيي؟.. إنصفوان هذا يخدعك.. إن يستغل براءتك وطيبة قلبك ليغرر بك.. إنه يلعب بعواطفك ياعزيزتي، وستجدين أن كلماته زيف وعواطفه سراب في صحراء من الغش والنفاق..
- قالتمنى تدافع عن ((صفوان)) الذي استحوذ على قلبها وعقلها: سامية.. إنّكتظلمينه بهذا الكلام
- أبداً لست بالتي تظلم الآخرين.
- - لكنكتبالغين...
- - بل هي الحقيقة بمرارتها أضعها بين يديك ما أريد بها إلا النصيحةأبذلها لك كصديقة...
- لكني أحبه...
- وما قيمة الحب إذا لم يوجهه العقلويكبح جماحه؟!...- وأثق به...
- ما الذي أوحى لك بهذه الثقة؟!..
- كلماته... نظراته... كل شئ ... كل شئ...
- قالت سامية وقد نفذ صبرها: منى ؟ هلأنت إلى هذا الحد من السذاجة بحيث تثقين بشاب لا تعرفين عنه أكثر من اسمه ولونبدلته و ((موديل)) سيارته... هل تصدقين؟.. لقد سمعت عنه كل ما يعيب.. فكيف ترضينبالذهاب إلى ((شقة)) شاب تدور حول سلوكه الشبهات بحجة الدراسة والمذاكرة؟
- أجابتمنىمتهربة: الجو في بيتنا لا يساعدني على الدراسة.
- تعالي فذاكريعندي.. سأفتح لك بيتي وقلبي..
- لكني وعدته..
- اعتذري له..
- سيؤلمهاعتذاري..
- قالت سامية في ثقة وهي تضغط على مخارج الحروف : بل سيتضاهربالتألم لاعتذارك إمعاناً في استدراجك.
- هذا رأيك..
- لقد جردك هذا الفتى منإرادتك!..
- أنا واثقة بنفسي.
- - أنت واثقة بعواطفك وأهوائك.. أما نفسك فسوفتخونك تحت إغراء الخلوة حيث تستيقظ الغرائز ويعربد الشيطان..
- - أنا أقوى منالشيطان .
- قالت سامية وقد أحس عصام أنها تتأهب للفراق: أتمنى ذلك من كلقلبي، ولكني أخشى أن يهزأ بمشاعرك ويستغل عواطفك ليحقق عن طريقها مآرب مريضة تسئلسمعتك وتهدد مستقبلك.. وثمة حقيقة أخرى أود أن ألفت انتباهك إليها..
- سألتمنى في فتور ساخر: وهي ؟..
- هي أن والده من الأغنياء أصحاب النفوذ فيالبلد، وسوف يخرج ابنه من أي ورطة كانت كما تخرج الشعرة من العجين إن لم يكن من أجلابنه فمن أجل سمعته ومركزه. لقد حذرتك يا عزيزتي فاحترسي من عواطفك أن تقودك إلى مالا تحمد عقباه.. والآن وداعا...
عندما خرجت سامية رآها عصام فطبعت صورتها فيقلبه.. لقد أعجب بمنطقها الواعي، وأخلاقها الرفيعه، وحرصها على الآخرين، ولما رآهاازداد إعجابه بهذه الفتاة التي جمعت في شخصيتها الكثير من الصفات الرائعةالعظيمة..وألح عليه الفضول فسأل عنها –ولم يكن يعرفها آنذاك- فأجيب: أن هذهالفتاة تدعى ((سامية إياد عزت)) وهي ابنة الدكتور ((إياد عزت)) رئيس قسم ((التشريحالمرضي)) في الكلية وعندما تعرف على الدكتور ((إياد)) من خلال محاضراته الشيقةوأحاديثه العميقة أعجب بشخصيته الفذة، ورأى فيه مثالاً يحتذى، فاندفع للاهتمامبسامية أكثر، والتفكير بها كزوجة وشريكة حياة.إن حبه الطاهر ينمو ويكبر معالأيام، لكنه يكتمه عن الآخرين لأنه يؤمن بأن المكان الطبيعي لهذه العاطفة الفطريةالنبيلة لا يكون إلا في ظلال الزواج وهو لا يفكر بالإقدام على هذه الخطوة قبلالتخرج، وتندّ عن القلب آهات فيخفيها عن أمه، وهي المسكينة التي قسم لها القدر منالهموم ما يكفيها منذ أن فجعت بزوجها الفقيد.وأيقظ عصاماً من شروده صوت كتابسقط على الأرض من بين مجموعة الكتب، كانت تحملها أمه لتعيدها إلى مكانها فيالمكتبة..
- أماه.. أرجوك لا تتعبي نفسك بترتيب المكتبة، بودي لوتنامين.
- قالت الأم مازحة وهي ترمي ابنها بنظرات تصنعت فيها العتاب: هلمللت مني؟
- هتف عصام وقد تملكه شعور بالذنب:
- معاذ الله.. ما أريد إلا راحتك،فأنت لا تفترين عن الحركة طوال النهار.
- هل سمعت بإنسان ينام وعيناهساهرتان؟!.. أنت عيناي اللتان أبصر بهما فلا أستطيع النوم حتى أطمئن عليك، ولن أتركهذه العادى حتى أزفك إلى عروسك.
- قال عصام وهو يستسلم أمام عناد أمه: من أجل عينيك يا ((ماما)) سأترك كل شئ بين يديّ لأنام.
- خذ راحتك يا بني، وأنهِ عملك كما تراه مناسباً ريثما أغسل بعض الأواني ثم أنام. تصبح على خير..
- وأنت من أهله.
عندما نام عصام كان طيف أمه وطيف سامية آخر ما ودع من أطياف الحياة.

* * *
الفصل الخامس

عندما وصل عصام إلى مكتب الدكتور إياد في الطابق الثالث منمبنى كلية الطب، توقف لحظة ريثما تأكد من سلامة هندامه، ثم طرق الباب طرقاً خفيفاً،وقف ينتظر الإذن بالدخول..وأطل من وراء الباب وجه جميل اضطرب له فؤاده، وأطاحبهدوئه فراحت الكلمات تتلعثم على شفتيه: صـ .. صباح الخير.. الدكتور إيادموجود؟..
لم تكن سامية أكثر تماسكا، فقد احمرت وجنتاها، ورمشت عيناها، وقالت هيتغض طرفها في حياء: صباح النور .. لحضات ويأتي ...
- أعتقد أن لديهساعة فراغ ...
- هذا صحيح.. إنه على وشك الوصول.
- حسناً.. سأعود بعددقائق.

واستدار عصام يريد أن يمضي لكنه رأى الدكتور إياد قادماً فتوقفبانتظاره.. ومضت لحظات قليلة ريثما وصل الدكتور إلى مكتبه قاطعاً الممر الطويل،فصافح عصاماً بحرارة ثم قال مرحباً وهو يجلس وراء مكتبه: أهلا بك يا بني.. خطوة عزيزة...
قال عصام وهو يتقدم بخطىً أثقلها الإحترام: أرجو أن يكونلديكَ متسع من الوقت للحديث..
- الوقت جدّ مناسب.. فلدي الآن ساعة منالفراغ.
- من حسن حظي أن لا أجد لديك مشاغل أخرى...
- قال الدكتور إياد وهويشير إلى عصام وسامية بالجلوس: ((في الحقيقة يا عصام المشاغل لا تنتهي.. فالواجبات أكثر من الأوقات كما يقولون، لكن هناك أولويات.. أريد أن أقول لك شيئاً: أنا ضد هذه الهوة التي تفصل بين الطالب والأستاذ في بلادنا، فالأستاذ - في رأيي – يجب أن يكون أكثر من مدرس لاختصاص ما.. يجب أن يكون أباً لطلابه، وصديقاً وتلميذاًفي بعض الأحيان.
رفع عصام حاجبيه دهشة، فسارع الدكتور إياد إلى تبديددهشته: لا تستغرب كلامي.. هذا ليس تواضعاً، ولكنه حقيقة.. أنا مثلاً أخصائيفي ((علم التشريح المرضي)) ولكنك –أنت أو غيرك- أعلم مني في مجالات أخرى خارجاختصاصي. وعليّ أن أتقبل منك معارفك بنفسيه التلميذ الذي يطلب العلم ويسعى إليه.. إننا –في الحقيقة- جميعاً تلاميذ نغرف من بحر المعرفة الزاخر الذي لا ينتهي، وسنظلعطشى مهما ابتغينا الإرتواء، ومهما أوغلنا فيه فسنجد أنفسنا ما زلنا علىالشطآن..ثم قال وهو يهز رأسه في أسف: يؤسفني أن لا يوجد في بلادنا ذلكالتفاعل الاجتماعي والثقافي بين الطالب والأستاذ.. الجامعة يا عصام مؤسسة علميةوثقافية وسياسية في آن واحد.. مؤسسة خطيرة، لها دورها الكبير، وأثرها الفاعل فيالمجتمع.. وعن طريقها تتقدم الأمة ويقوم بناؤها الحضاري المنشود، لكنك في جامعاتناتقرأ معالم تخلفنا البغيض. إننا لا ننظر إلى الجامعة أكثر من أنها مرحلة زمنية.. مرحلة ما بعد الشهادة الثانوية وما قبل العمل والاستقرار. للأسف الشديد نحن نشكونمن عقد كثيرة تحبط كل محاولات النهوض، لا تؤاخذني يا بني إذا أطلت..
- أبداً.. أبداً.. بودّي لو أسمع المزيد...
- إنها همومنا اليومية التي لا مناص لنا منتداولها، والطب علّمنا أن العلاج الصحيح يجب أن يسبقه تشخيص دقيق، لذلك فأنا أحاولدائماً أن أشخص أمراضنا الإجتماعية. والآن ماذا وراءك يا عصام.. كنت أتوقعمجيئك.
- أجاب عصام وهو يرنو إلى أستاذه بعينين تشعّان حباً وإعجاباً: أستاذ.. لا أدري ماذا أقول لك، ولا من أين أبدأ.. إنني في صراحة شديدة معجب بآرائكومواقفك، وكلما استمعت إلى محاضراتك أو جلست إليك، تحركت في أعماقي طاقة هائلة منالهمة والتحفز والنشاط والطموح لا أعرف كيف أوجهها!.لقد كانت محاضراتكالماضيةمحل تفكير عميق مني، وكان لمبادرتك الكريمة بتبني الطاقات العلمية أكبرالأثر في نفسي، وها أناذا أطلب أبوتك العلمية، راجيا منك أن تصنعني كما تريد، فإنينذرت نفسي للطب، وبالتحديد لمشكلة السرطان... اهتز الدكتور إياد لكلمات عصام ورأىفيه بارقة أمل تبشر بولادة فجر جديد.. فجر عظيم لطالما انتظره وحلم به..
- لو كان شبابنا كلهم من هذا الطراز، إذا لطوينا حياة التخلف والتمزق والانهيار التينحياها، وحرقنا المراحل في طريقنا إلى المستقبل الذي نتطلق إليه واستعدنا مكانتناالمرموقة تحت الشمس، ولكن .. آه ...فكر الدكتور إياد في هذا وقد شبك يديه تحتذقنه وعيناه تسبحان في تأمل عميق... أما عصام فقد كانت يده المبسوطة علىالمنضدة تعاني من اضطراب حركة أصابعها وكأنها تداري بذلك ارتباكه بينما راحت اليدالثانية تشد على حافة الكرسي الجلدية، وقد رطبتها بالعرق من فرط الإنفعال.وكانتسامية تتأمل هذا المنظر المؤثر بإكبار، وترمق عصاماً بإعجاب.. هذا هو الشاب الذيتحلم به.. هذا هو فارس أحلامها المنشود.. لقد تهاوت أمامه الآن أسوار الحيرةوالتردد التي كانت قائمة في قلبها إزاءه ليقتحمه فيحتله إلى الأبد...قالالدكتور إياد بنبرات قوية معبرة بعد أن مضت لحضات من الصمت الحافل بالانفعال:
- اسمع يا بني.. قد لا أتقن صناعة الرجال، لكنّي أملك أن أضع قدميك على أول الطريق،وأوجه خطاك نحو القمة ..سأعطيك أول الخيط، وسأدعمك بكل ما أستطيع لتصنع نفسكبنفسك.. بالعزيمة والتصميم.. بالصبر والتعب.. بالعمل المضني الدؤوب...ثم بعدصمت قصير:
- هل لي أن أعرف نبذة عن وضعك الاجتماعي؟.. إذا سمحت طبعا؟..
- أجابعصام وقد فاجأه السؤال: بكل سرور، ولكن اسمح لي أن أوضح لك بأنني إنما أريدالدعم العلمي والأدبي فحسب، أما المادة فهي متوفرة والحمدلله...
- قال الدكتورإياد وهو يحرك يده حركة من يطلب التريث:- لحظة من فضلك.. لنكن صرحاء.. إنالطريق الذي سوف تسلكه طريق صعب طويل يحتاج لكل شئ. ونحن جميعاً إنما نعمل لغايةعظيمة تتطلب منّا أن نتجاوز الكثير من اعتباراتنا الشخصية حتى نحققها على الوجهالمطلوب. وأنا عندما سألتك عن وضعك الاجتماعي لم أقصد الوضع المادي فحسب، بل طلبتبصورة عامة تشمل كل شئ في حياتك الاجتماعية يمكنك أن تصارحني به. لننسَ أنني أستاذكفي الجامعة... اعتبرني بمثابة والدك إذا سمحت؟
وشعرت سامية بأن وجودها قد يربكهفنهضت وقالت : بابا هل تسمح لي بالإنصراف؟
لكن عصاماً قال بلهجة دلت علىتمسكه ببقائها: لعلك تريدين الإنصراف لأجلي.. أرجو أن تجلسي إن كان الأمركذلك..استسلمت سامية لإرادة عصام وقد نفذت كلماته إلى أعماقها، ففهمت مرادهبحاسة الأنثى.. إنه يريدها بقربه.. يريدها أن تسمع كلامه... أن تعرف عنه كل شئ.. وجلست دون أن تنبس، وعلى شفتيها ابتسامة امتنان.
قال الدكتور إياد: اجلسييا سامية.. إن عصاماً لديه من الجرأة الأدبية ما يجعله يقول ما يريد دون حرج. لقدسبرت أغواره منذ زمن.
قال عصام: أشكرك على هذه الثقة. في الحقيقة أنا أعيشوحيداً مع والدتي في بيت نملكه ... مات أبي منذ فترة طويلة.. كان تاجراً ميسوراً،وقد ترك لنا بعض الأموال والعقارات التي ما زلنا نعيش منها حتى الآن، دون أن نحتاجأحداً.. لي أخت متزوجة وهي تقيم مع زوجها الذي يعمل في السعودية.. ولي أيضاً عممغترب في الأرجنتين منذ زمن بعيد.. هذا كل شئ..
وقف الدكتور إياد، وراح يذرعالمكتب جيئة وذهاباً، وهو غارق في التفكير، أما سامية فقد فهمت الآن مصدر الحزنالصامت الذي يوشح دائماً وجه عصام ويطل من نظراته.. لقد عانى بلا شك من الحرمان إلىحنان أبيه، وتفتح وعيه على مأساة باكية تسربت كآبتها إلى طبعه وترسبت في وجدانه. وراحت تسترق إليه نظرات تنطق بالرثاء ...
توقف الدكتور إياد فجأة وقال:- دعنانشرح الأمر كما يلي... لديك منهاجك الدراسي الواسع، لا سيما وأنت الآن على أبوابالتخرج، ولديك اهتمامك بالخاص بأبحاث السرطان، والذي يتطلب منك رؤية الحالاتالسرطانية المختلفة، ودراسة تشريحها المرضي، وملاحقة كل جديد يصدر في المجلاتالطبية حول هذا المرض. وهذا يتطلب منك أن تكون قريبا من عيادتي ومختبر أبحاتيلأطلعك باستمرار على الحالات التي تأتيني. وبذلك تتعمق خبرتك بهذا المرض، فإذا ماذهبت للإختصاص برعت فيه. وتفوقت على زملائك ونلت أعلى الشهادات وحزت على إعجابأساتذتك وتقديرهم.. بالمناسبة أنا أعرف عدداً من العلماء المهتمين بأبحاث السرطانفي أمريكا بصفتي زميلاً في (( الجمعية الأمريكية للسرطان)) بما فيهم الدكتور(( فرانكلين جاكسون)) رئيس الجمعية وأنا على صلة مستمرة به، حيث نتبادل الآراء حولآخر ما يجدُّ من أبحاث ونظريات ومعالجات لهذا المرض، وسوف أحدثه عن طموحك، وأطلبمنه أن يتدخل من أجل قبولك في إحدى الجامعات الأمريكية، وهو لن يتأخر، لاسيما عندمايرى وثيقة درجاتك المشرفة والتي ستتوجها هذا العام بتخرج متفوق إن شاء الله.. بالمناسبة.. حاول أن تحضر لي صورة وثائق تخرجك بمجرد صدورها حتى أتمكن من إرسالهاإلى أمريكا في أقرب وقت..
- قال عصام والفرحة تغمره: دكتور.. لا أدري كيفأشكرك على هذا الاهتمام.. إن اندفاعي للتعاون معك يزداد يوماً بعد يوم!.
قالالدكتور إياد وهو يرمق عصاماً في عتاب: إنما أقوم بواجبي يا بني، أم أن الواجبأمسى في نظرك تطوعاً نبيلاً يستوجب الشكر والثناء؟
قال عصام وهو يداري ارتباكهأمام عتاب أستاذه الرفيق: إذا لم يشكرك لساني فيشكرك قلبي.. إن لم يكن لأنكتقوم بواجبك فلأنك تعلمني ما هو الواجب.
ابتسمت سامية لهذا الرّد اللبق بينماسأله الدكتور إياد: كيف لغتك الإنكليزية؟
- جيدة والحمدلله.. إنني أقرأالمراجع المكتوبة بالإنجليزية بطلاقة.
- حسن جداً.. فلتكثر من ذلك حتى توفر علىنفسك سنة اللغة التي يحتاجها الطلبة عادة لتقوية لغتهم وهذه مكتبتي تحت تصرفك لك أنتستعير منها المرجع الذي تريد.
- شكرا لك، ولكن.. كيف سنتعاون؟.. أقصد كيف سيكونبرنامجنا معاً؟..
قطّب الدكتور إياد وجهه مفكراً ثم همس بنبرة حائرة: فيالحقيقة هذا ما أفكر فيه..
- أنا مستعد للتوفيق بين دراستي وتعاوني معك مهماكانت أعباؤه، وما هي إلا أشهر وتمضي.. سأتحمل تبعها وأمري إلى الله.
قال الدكتورإياد في حماس وقد أضاء وجهه بابتسـامة مشرقة: في الحقيقة لديّ فكرة.. فكرةعلمية جداً.. تحلّ لنا الكثير من المشاكل وتوفر لنا المزيد من الوقت مما يساعدك علىإنجاز مشروعك بنجاح.. لكنها فكرة غريبة بعض الشئ وقد تتشنج إزاءها!...
- أقبلهامهما كانت.
- لا تتسرع... اسمعها ثم اعطني رأيك بصراحة.. لعلك لا تعلم أني أملكعمارة كبيرة مؤلفة من ثلاثة طوابق وكل طابق مؤلف من شقتين، خصصت الطابق الأرضيللعيادة والمختبر، وأشغل أنا وأسرتي الطابق الثاني بشقتيه، بينما الطابق الثالثفارغ، ولا أنوي استعماله أو تأجيره حالياً، فما رأيك لو انتقلت أنت والوالدة إلىإحدى الشقتين الخاليتين، وبذلك نستطيع تنسيق أوقاتنا بما يناسب ظروفك ويحقق طموحك.. فما رأيك؟
استغرب عصام لهذا العرض، وأدهشه هذا التحمس من الدكتور إياد، واهتزتنفسه لهذه الأريحية، فأطل التردد من عينيه، وقال:لقد فاجأتني بهذا العرض، ولاأدري ماذا أقول؟
- ألم أقل لك لا تتسرع بالجواب.. فكر بالموضوع مع الوالدة.
- بالنسبة لي لا توجد مشكلة، فأنا مستعد لكل ما يخدم مشروعنا، ولكن الوالدة قد تمانعفي ذلك، كما أنني أريد أن أعرف طريقة السكن عندك. هل هو سكن بالأجرة؟.. أم أنكستبيعنا البيت؟.. ثم لا بد من دراسة ظروفنا المادية على أساس هذه الطريقة!..
قالالدكتور إياد وهو يبتسم في هدوء: سامحك الله يا بني.. اعتبرها ضيافة، أم أنكلا ترغب في جواري؟
- معاذ الله، ولكن الوالدة حساسة جداً في مثل هذه القضايا.. إنني أعرفها جيداً.أرسل الدكتور إياد تنهيدةً وقال:- بالنسبة للقضاياالمادية سنسويها كما ترتاح أنت ووالدتك، أم بالنسبة لموقف والدتك، فمهما كان صعباًفلن يصعب على ابنها الغالي.. أنا أب يا عصام وزوجتي أم، وأعرف ضعف الأم أمام رغباتأبنائها، لا سيما أمثالك.. هذه سامية أمامك، اسألها كيف تقنع أمها بمالاتريد...ابتسمت سامية ولاذت بالصمت، بينما قال عصام: أعدك بأني سأدرس معهاالفكرة، وأحاول إقناعها..
- وإن لم تقتنع فسأتدخل شخصياً لتحقيق ذلك. والآن أرجوأن تسمح لي فقد اقترب وقت المحاضرة ولا بد من التحضير لها.
قالت سامية وهي تهمبالنهوض : أترى يا عصام إن والدي يهتم بك أكثر من اهتمامه بابنته.
تساءلعصام متجاوبا مع دعابتها: لعلها الغيرة؟!.
- بل هي الغبطة با بني.هكذاقال الدكتور إياد وهو يضحك ضحكته المميزة، وقد أضمر في نفسه شيئاً!.

* * *الفصل السادس

إن فرحة عصام اليوم بلاحدود.. فها هي الأقدار تبتسم له وتدفعه إلى آماله دفعاً.. إنه يحس الآن بالحياة منحوله حلوة نضرة لأنه صاحب هدف كبير بات يعرف الطريق إليه...وكلما تذكر وعدالدكتور إياد له بتأمين قبوله في أمريكا، وفي الفرع الذي يصبو إليه، غمرته السعادة،وتملَّكله السرور، وطغى عليه الإبتسام...وفي غمرة الأحاسيس المتدفقة بالبهجةوالفرح كان طيف سامية لا يفارقه.. فقد أضحت روحه التي يحيا بها، وقلبه الذي يخفقبين جوانحه.. لقد شعر اليوم أنها قريبة منه أكثر من أي وقت مضى، وفهم من كلماتهاونظراتها ومشاعرها نحوه، وتأكد من ميلها إليه.ولاح إليه المنزل من بعيد فأوسعالخطوَ إليه.. يحدوه الشوق لأن يبث أفراحه الجديدة إلى أمه الحنون.. ووصل إلى البيتفقرع الجرس كعادته ليشعر أمه بقدومه، ثم أدار المفتاح في القفل ودلف إلى الداخل وهوينادي في لهفةٍ عارمة:ماما .. ماما.. أين أنت يا ((ماما))؟
وأجابهصوت عميق من وراء الجدران: أنا هنا في المطبخ.. ماذا هناك؟..

ألقى عصامكتبه على طاولة الصالون، واتجه إلى المطبخ في خفة ومرح، وما إن رآها حتى هتف:ماما.. أنا فرحان.. أنا سعيد.. لو تعلمين كم أنا سعيد...
تساءلت الأم فيدهشة وابتسام:- أسعد الله أيامك كلها، ولكن أخبرني ما الذي حدث؟
- ماذاأخبرك يا أماه؟.. عما قريب ستتحقق كل أحلامي وآمالي. إن الأفراح تأتي على ما يبدودفعة واحدة .
- ما الذي تتحدث عنه بالله عليك؟.. أشركني في فرحتك؟
- أماه... أنا جائع... جائع جداً.. أريد أن آكل.. أن أستمتع بطعامك الطيب اللذيد.. على فكرة.. ماذا طبخت لنا اليوم؟
- أكلة لذيذة ستأكل أصابعك بعدها.. إنَّها ملفوف ورق العنبالتي تحبها جداً.
- ممم.. شئ لذيذ حقاً.. هيا نحضر الطعام معاً، ثم أقص عليكما جرى..

كانت الأم تسكب الطعام في الصحاف في خفة وسرور مبعثه هذا التغير الطارئالذي بدا فيه ابنها فرحاً سعيداً بينما كان عصام ينقل تلك الصحائف إلى طاولة الطعامفي همة ونشاط. وما هي إلا دقائق قليلة حتى التأم شملهما حول المائدة وشرعا في تناولالغداء...
قال عصام وهو يلتهم إصبعاً من أصابع الملفوف الطازج: أماه.. تعرفين مدى حبي للطب، وطموحي للإختصاص في أحد فروعه، وبالتحديد مرضالسرطان...
صاحت الأم في فزع وقد تقلصت ملامحها: أعوذ بالله... لعنه اللهولعن سيرته!!!.
ضحك عصام وقال: ماما.. السرطان لا يذهب باللعنات، ولوكان الأمر كذلك لنذرت عمري في لعنه.. لا بد من العمل.. من البحث والتجريب.. إنه داءفتاك يحير العلماء.. ويحتاج لمن يسبر أسراره ويكتشف علاجه الشافي.
- لعنه اللهألف مرة.. واللّه كلما ذكر اسمه المشؤوم أمامي شعرت بالقشعريرة تسري فيجسدي.
قال عصام وهو يتحول إلى الجد: لعنه الله مليون مرة.. المهم في الحديثأنّ الدكتور إياد.. لقد حدثتك عنه مراراً...
- أجل أذكره، إنك تحبه كثيرا على مايبدو...
- هذا صحيح.. إنّه إنسان نادر.. تصوري أنه تطوع لدعم أي طالب يريد أنيختص في هذا المرض ويتعمق في أبحاثه، فما كان مني إلا أن ذهبت إليه اليوم، وقلت لهأنني أتطلع للإختصاص في هذا المجال وأنني مندفع جداً لهذا الأمر فتجاوب معي إلىأبعد الحدود، ووعدني أن يرمن لي القبول في إحدى جامعات أمريكا.. إنه على صداقةحميمة برئيس الجمعية الأمريكية للسرطان ووعدني أن يحدثه عن تفوقي وطموحي.
توقفتالأم عن الأكل ثم قالت والهمّ يلوح في نظراتها: فكرة السفر هذه كم أكرهها!.. ألا يكفيك أن تتخرج وتفتح لك عيادة جيدة في مكان مرموق؟.. اسمع مني يا بني.. سوفأبيع قطعة من أرضنا التي في الريف وأفتح لك أفضل عيادة في البلد، وأحدثَها.
- قال عصام وهو يصب كأساً من الماء: سامحك الله يا أمي!. هذا الكلام كان علىأيامكم، أما اليوم فإن الطبّ بلا اختصاص لم يعد عليه ذلك الإقبال، لأن علومه توسعتكثيراً، والإختصاص يؤمن للطبيب خبرة عالية وشهرة فائقة ودخل ممتاز.. ثم إنني أطمحإلى أكثر من العيادة والشهرة والمال.. أتمنى لو أصبح عالماً في الطب يا أماه، أمأنك لا تريدين لابنك أن يصبح عالماً مشهوراً؟
- قالت الأم وهي تشير إلى نفسهامتسائلة:
- أنا؟.. إنني أتمنى أن تصبح أفضل طبيب في الدنيا، ولكني أكره أن تبتعدعني.
- ولماذا أبتعد عنك؟ سآخذك معي..
- إلى أمريكا؟!..
- وإلى آخرالدنيا...
ضحكت الأم وقالت وهي تلملم حبات من الرز كانت منثورة علىالمائدة:- لا أدري ماذا أفعل بلسانك.. دائماً تغلبني بمنطقك الجميل.
- كلامكيشجعني لأن أطرح عليك فكرة جديدة اقترحها عليَّ الدكتور إياد.
- ما هي هذهالفكرة؟
- انتهى عصام من طعامه فحمد الله، ثم قال:إن تعاوني مع الدكتورإياد سيشغل جزءاً كبيرا جداً من وقتي، فبالإضافة إلى الوقت الذي يستهلكه منيالتحضير لامتحانات التخرج، سأضطر إلى ملازمة الدكتور إياد في عيادته لمشاهدة حالاتالسرطان المختلفة والتمرس في طرق تشخصيها وعلاجها، عدا الوقت الذي سأقضيه في مطالعةالمراجع الأجنبية والمجلات الطبية، ولا تنسي الدوام في الكلية...
ـ وكيف ستوفق بينكل هذه الأمور؟ على هذا لن تجد وقتاً حتى لتأكل؟!.
ـ لا تخافي عليّ يا أماه،سأنظموقتي تنظيماً دقيقاً، واقتراح الدكتور إياد سوف يساعدني كثيراً، فقد عرض عليّ بعدأن حدثته عن أوضاعنا وحياتنا الخاصة أن أنتقل أنا وأنت لنقيم في شقة ضمن عمارتهالتي تضم منزله وعيادته، وذلك حتى يتسنى لنا استغلال الوقت وتنظيمه بما يناسب ظروفيوظروفه ويحقق طموحي في أفضل صورة ممكنة.
_ ضربت الأم صدرها في جزع وهتفتكالملسوعة: ماذا؟.. نترك بيتنا؟!.. نترك هذا البيت العامربالذكريات؟؟!...
ثم أردفت وقد تهدج صوتها ولمعت عيناها بالدموع: أنتركالبيت الذي عشت فيه أحلى ايام عمري مع أبيك؟.. أأنرك الحديقة التي غرس أشجارهابيديه الطاهرتين؟...
ـ إنه ليصعب عليّ أن أفارق هذا البيت العزيز على نفسي فلاتحرجني يا بني.. بالله عليك؟
خفق قلب عصام إكباراً لهذا الوفاء وقال وقد أحسّبغصة في حلقة: لم أكن أتصور أنك تتعلقين بهذا البيت إلى هذا الحد!.
ثم قالبعد أن مالت نفسه إلى الهدوء:- أماه.. إنني أكنّ في نفسي المشاعر ذاتها، ولكنيجب أن لا تكبلنا الذكريات فالحياة تمضي بسرعة عجيبة، وإن لم نواكب حركتها ركلتناإلى عالم النسيان .
-فلتواكبها في هذا البيت وتريحني.
- لكن الدكتور إياد مصرعلى الفكرة، وإذا لم توافقي فسيتدخل بنفسه ليرجوك أن تسمحي بذلك.. هكذا قال لي فلاتحرجيني معه.
قالت الأم وقد حارت في أمرها: لقد أوقعني في حيرة شديدة، فلستبقادرة على ترك البيت ، ولا أرضى أن أكون عقبة في طريق مستقبلك، ثم لا يمكن أن أسكنفي بيت دون أن يكون ملكي أو أدفع أجره ، هذا أمر لا أتنازل عنه بحال ...
- لقدوضحت للدكتور إياد ووعدني بتسوية الأمور المادية بما يناسب الضروف، المهم عندي أنتقتنعي بأن هذا الحال سيساعدني على تحقيق المستقبل الذي أبغيه... أرجوك...
قالتالأم وقد بدأت تستسلم لإرادته: أنت الرجل هنا فقرر ما شئت...
- ما كنتلأقرر أمراً ما لم يكن ممهوراً برضائك، وإذا كنت أنا الرجل في هذا البيت فأنت أمهالغالية التي لن أخالف لها في النهاية أمراً أو رغبة.

- الله يرضى عليك...
- هذه الكلمة تسحرني ... هه، ماذا قلت؟
- ماذا أقول؟.. لقد حاصرتني بأسلوبك العذبالجميل... مثل كلمة مرة.
- ما ذنبي إذا كنت تملكين قلباً كبيراً يتسع لكلمشاكلي، ويستجيب لكل رغباتي... هل أفهم أنك موافقة؟
قالت الأم وقد أسقط فييدها: موافقة، ولكن... ماذا سنفعل بهذا البيت؟
- فكّر عصام ملياً ثمقال: سنتركه إلى حين.. ثم نعود إليه ما دام يهمك إلى هذا الحد. أماه.. لنأحرمك من موطن ذكرياتك الغالية.. أعدك بأنني سوف أستقر معك بعد أن أعود من دراستيفي الخارج وسترين فيه أحفادك الذين سيملؤونه عليك أنساً وسعادة...
ضحكت الأموقالت: على رسلك يا عصام.. لا تسرف يا بني في الوعود، فلا تعرف ماذا سيحمل لناالغد. المهم أني واثقة بتصرفاتك ورجاحة عقلك، فافعل ما بدا لك.. الآن، وفيالمستقبل.
- سأكون عند حسن ظنك بي.. إن شاء الله .
- إن شاء الله.. سأحضرالشاي..



* * *

استرخى عصام على كرسيه بانتظار الشاي. بيد أن ذكرى والده حطتفجأة في ساحة خواطره فعصفت بكل سعادته: رحمك الله يا والدي.. ماذا لو كنتمعنا الآن؟ كنت أود لو رافقتني في رحلة الحياة، لأنعم بقربك الحبيب وأستظلبعطفك وحنانك.. أستمد منك التشجيع.. وأستلهم من تجاربك الثرية خطواتي إلىالمستقبل...
وانتبه عصام على خطوات أمه حين عادت، فأرسل ابتسامة عريضة أخفىتحتها ملامح الحزن التي كانت تغضن وجهه ثم قال وهو يتناول فنجانه: أماه.. هناك.. هناك سرّ أود أن أبوح به إليك.
- سر؟!.. عساه خيراً...
قال عصام بنبرةهامسة: لقد وجدتها.
- من ؟
- بنت الحلال...
ـ هتفت الأم في لهفة: بنت الحلال؟.. أصحيح ما تقول؟لعلك تمزح!.ثم تابعت وهي تجلس قربه في فرحعارم:- قل لي من هي؟ خبرني بالله عليك.. ما أوصافها؟ وكيف تعرفت عليها؟ من همأهلها؟ هل هي جميلة؟؟ ما لك صامت لا تتكلم؟!...
ضحك عصام من أعماقه واستغرق فيالضحك حتى دب الألم في خاصرته. بينما تابعت الأم في توسل باسم: هيا خبرنيأرجوك، فقلبي يشتاق إلى هذه اللحظة منذ أمد بعيد.
قال عصام وهو يحاول أن يتمالكنفسه:- رويدك يا أماه... رويدك .
- هيا تكلم؟ فأنا في لهفة لمعرفتها، هيا ...
- لقد أغرقتني بأسئلتك، فلم أعد أدري على أيها أجيب، ولكنّ الأهم من كل ذلكأنها دخلت قلبي منذ زمن، فارتاحت لها نفسي، واقتنعت بها شريكة حياتي.لكزته الأمفي صدره وهمست في عتاب: أيها الماكر!.. منذ متى تكتم أسرارك عني؟! يبدو أن بنتالحلال هذه قد خطفتك مني دون أن أشعر.
- ماما أنت الأصل.. ((أنت الكلبالكل)).. تأكدي أن قلبي يتسع لكما معاً دون أن تزاحم إحداكن الأخرى.. بل إن لك فيهالمكانة الأكبر والأقدس...
- كل الشباب يقولون هذا قبل الزواج، ثم لا يلبثون أنيتغيروا!.
- إلا أنا.. صدقيني يا أماه...
- لنرَ.. والآن حدثني عنها لأختبرذوقك؟
- إنها سامية بنت الدكتور إياد.
- بنت الدكتور إياد!!.. الآن فهمت سرهذا الحب الذي تكنه لهذا الدكتور، وسر ذلك الشرود الذي يغشاك بعد أن تحدثني عنه.. يا لسذاجتي وغبائي!!... كيف لم أفطن لهذا؟
ابتسم عصام ولم ينبس فألحت الأم منجديد: لم تصفها لي بعد؟
-.أهم صفاتها أخلاقها... حشمتها... تربيتها... وعيها...
- أريد شكلها.. كيف شكلها؟- إنها بيضاء البشرة.. شقراء الشعر.. هيفاء القد.. متناسقة التقاطيع.. عيناها عسليتان واسعتان تطل منهما براءة وادعةكبراءة الأطفال، وفي وجهها الأبيض المورد صفاء ساحر يأسر القلوب، لكن هدوءها الوادعيا أمّاه أجمل ما فيها.. لكأنها ملاك في صورة أنثى من البشر!..

ابتسمت الأم وهيتصغي لابنها يتحدث بلغة العاشقين فقالت تستفزّه:- لقد علمت منك ذات مرّة أنهافي صفك بالكلية.. هذا يعني أنها في مثل سنّك.. إنها كبيرة بالنسبة لك يا بني،فالنساء يهرمن قبل الرجال...
-هتف عصام محتجاً: ماما.. إنك تطلبينالكمال، الفتاة تعجبني وأنا مرتاح إليها كل الإرتياح، وسوف تشاركيني رأيي عندماترينها!..
ضحكت الأم وقالت وهي ترنو إليه في حنان: إنك تدافع عنهابحماس!.. ثم تابعت في مرح وهي تربت على كتفه في ود رفيق:
- لا عليك يا بني... الأمهات كلهن هكذا... يردن لأبنائهن أجمل الفتيات وأكملهن، هل أخطبها لك؟
- ليسالآن.. انتظري حتى أسوي أموري مع الدكتور إياد
- إذن لتسوها بسرعة، حتى أمسيقريبة من ((كنتي((.
رفع عصام حاجبية في دهشة وقال: لو كنت أعلم أن موضوعالخطبة يستولي على اهتمامك بهذا القدر لكنت حدثتك به قبل أن أطرح عليك اقتراحالدكتور إياد، ولوفرت على نفسي عناء إقناعك به.
ضحكت الأم قليلاً، ثم ما لبثت أنمالت إلى الهدواء وقد اجتاحها حزن جارف بعد أن حرك موضوع زواج عصام جذور ذاكرتها،ونكأ جرحا قديماً يأبى أن يندمل فأرسلت تنهيدة عميقة وشت بما يعتمل في أغوارهاوقالت في هدوء حزين: كنت أتمنى لو كان أبوك ما زال على قيد الحياة.. إذنلكانت فرحتي بلا حدود....
أحس عصام بما تكابده أمه من أحاسيس الحسرة والمرارةفاقترب منها مواسياً وطبع على جبينها قبلة حانية، ثم همس بنبرات متوسلة:ماما.. أرجوك ألاّ تسرفي في تذكر الماضي... إنك ترهقين نفسك بالأحزان.. ابتسمي.. ابتسمي أرجوك...
رفعت الأم إلى ابنها نظرات مثقلة بالهم والأسى، وقدبانت في عينها كآبة عميقة. حاولت أن تبتسم، لكنها راحت في بكاء شديد...

* * *



الفصل السابع

دفاترمحاضرات عصام مشهورة في كلية الطبّ شهرة عصام نفسه، ويعتمدها طلاب صفّه كمايعتمدون كتب أساتذتهم المقررة، ويتمنون أن يحصلوا عليها أو على صورة عنها ليدرسوامحاضراتهم منها، ذلك أنَّ عصاماً كان يعتني بدفاتره اعتناءً فائقاً، وينتهج فيإعدادها منهجاً ذكياُ بارعاً، فهو ينقل المحاضرات من أفواه الأساتذة المحاضرين فلاتفوته فكرة أو ملاحظة مهما كانت بسيطة إلاّ دونها، ثم يمضي إلى بيته فيقرأ المحاضرةإياها في الكتاب المقرر، ثم يراجع موضوعاتها في المراجع الطبية الموسعة، ثم يصيغالمحاضرة من جديد بأسلوبه الأدبي القوي المتميز، فينسق بين أفكار الأستاذ المحاضرومعلومات الكتاب المقرر ومعارف المرجع المناسب، ويرتهبا بشكل واضح مترابط ويدعمهابالرسوم الملونة المعبرة، ويخرجها إخراجاً أنيقاً جذاباً...

وبالرغم من اعتزازعصام بمحاضراته تلك وحرصه البالغ عليها، فإنه لم يحدث يوماً أن امتنع عن إعارتهالطالب من زملائه أيّاً كان... فكان الطلبة يستعيرون منه ((المحاضرات)) فينسخونها أويصورونها ثم يعيدونها إليه شاكرين...
وكان صفوان -كغيره من الطلبة- يعرف قيمةمحاضرات عصام ويدرك فائدتها ويتمنى أن يحصل عليها لافتقاره إلى محاضرات وافيةبسبب بطء نقله للمحاضرات من أفواه المحاضرين وانشغاله بالثرثرة والشغب أثناءالمحاضرات، لكنه بالرغم من حاجته إلى محاضرات عصام وميله لاستعارتها فإنه لم يلجأيوماً إلى طلبها من عصام مباشرة، يمنعه كبر واستعلاء واعتزاز مفرط بالذات يأبى عليهأن يطلب شيئاً من إنسان يكرهه ويحسده على التفوق والشهرة والاحترام الذي يتمتع بهفي أوساط الكلية، لذلك فقد كان يلجأ إلى ((مجدي)) الذي تربطه علاقة مزدوجة معالطرفين، فيحرجه بأسلوبه الماكر السمج، ويكرهه على إعارته ((محاضرات)) عصام كلمااستعارها مجدي من عصام، وكان عصام يعرف أسلوب صفوان هذا فلا يأبه له، فما يهمهبالمقام الأول أن تعود إليه محاضراته سليمة ليدرس فيها ويحافظ عليها.

وذات يوماستعار صفوان ((محاضرات)) عصام من مجدي ومضى بها إلى شقته بصحبة شلته العابثة التيتلتف حوله، وما إن وصلوا إلى الشقة حتى ألقوا كتبهم ودفاترهم ونثروها في كل مكان،ثم هرعوا إلى الثلاجة فأخرجوا منها زجاجات ((الويسكي)) وجلسوا يحتسونه وسط جو صاخبهازل تتعالى فيه الضحكات المجلجلة وتشيع فيه الدعابات السخيفة وتسود فيه الكلماتوالعبارات البذيئة وتتخلله النوادر القذرة.. ودارت بينهم الكؤوس تلو الكؤوس فدارتمعها الرؤوس وغادرت عقولهم دائرة الوعي إلى عالم الوهم واللامعقول، وهاموا بخواطرهمالمخمورة في دنيا مزيفة فشعروا أنهم في عالم خاص يملكونه وحدهم ويتربعون على عرشةبلا منازع فلا ينافسهم عليه أحد.. واستبدت الخمرة بعقولهم فربط أحدهم حول خصرهمنديلاً، وأخذ يرقص في خلاعة الراقصات بينما التف الجميع من حوله يغنون ويصفقونويضحكون..
وحانت من صفوان التفاتة إلى دفتر محاضرات عصام الذي استعاره من مجديفقرأ عليه اسم عصام فذكره عقله الباطن بحقده على هذا الخصم اللدود الذي يكرههفتناول الدفتر في اشمئزاز ونظر إليه في بلاهة وقلّبه في قرف، ثم رفعه في مشقة وقالوالكلمات تترنج على شفتيه: هل تعلمون لمن.. هذا الدفتر؟
فأجابه أكثر منصوت: إنه لك.
فضحك صفوان طويلا ثم قال: لا .. إنها للسيد عصام.. إنهاللسيد ((كومبيوتر))..قال كمبيوتر قال...
انفجر الجميع ضاحكين بينما تابعصفوانوهو يحك رأسه بيد ثقيلة وأصابع ضعيفة تميل نحو الإسترخاء: لماذا لا يسكرعصام مثلنا؟..
أجابه أحدهم وهو مستلق على الأرض: لأنَّه.. لأنِّهأهبل...
ضحك الكل في صفاقة بينما أردف صفوان ورأسه يترنح على إيقاع كلماته: حسنا.. ما رأيكم لو.. جعلته يسكر معنا؟!..
تعالت الأصوات من حوله: وكيف؟.. كيف ذلك؟
أجاب صفوان وهو يتناول زجاجة ((الويسكي)) : بسيطة.. هذا دفترعصام، وهذه زجاجة ((الويسكي((... .
ثم أردف وهو يريق الزجاجة على الدفتر: وهكذا سوف يسكر عصام...
وتعالت الصيحات والضحكات بينما انساح السائل الأصفرالكريه فوق الدفتر الأنيق، فابتلت أوراقه وماعت حروفه وتداخلت الألوان على أوراقهالنظيفة وأصيب الدفتر بالتلف والفساد، وحمله صفوان برؤوس أصابعه وهو مستغرق فيالضحك ثم ألقاه وراء ظهره وكأنّه يرمي شيئاً وسخاً يخشى أن يلوثه، ثم تابع سهرتهالصاخبة مع أصدقائه..

وفي اليوم التالي استيقظ صفوان وقد عاوده وعيه فرأى دفترعصام ملقى على الأرض وقد أتلفه البلل وأفسد محتواه فحركته بقدمه باحتقار ورفع كتفيهفي لا مبالاة غير مكترث بما حدث وعندما جاءت الخادمة التي تنظف له الشقة كل يوموترتبها، سألته عن قيمة هذا الدفتر الملقي على الأرض وماذا تفعل به، فضحك في شماتةوأوصاها أن ترميه في سلة المهملات.
وذهب صفوان إلى الكلية فاستقبله مجديبالسؤال:- أين دفتر المحاضرات يا صفوان.. إن عصاماً يسأل عنه!.. ابتسم صفوانابتسامة باهتة وقال في برود: لقد ضاع.

- ضاع؟.. كيف ضاع؟
- ضاعوالسلام..
- صفوان لعلك تمزح!..
- أنا لا أمزح.. هذه هي الحقيقة.
فقالمجدي غاضباً وهو يشعر بالإحراج الشديد؟
- والآن!.. ماذا سأقول لعصام؟
- قل لهإنَّه ضاع..
هتف مجدي محتداً: بهذه البساطة!.. يا لبرودة أعصابك يا أخي.. اسمع.. أنا لا أتحمل مسؤولية ما حدث فلا تحرجني مع عصام.
قال صفوان في سخريةوحنقحسناً.. حسناً.. أنا سأخبره بذلك؟

ومضى الاثنان إلى عصام فاستقبلهمابالبشاشة والترحيب فقال له صفوان في تعالٍ ساخر: عصام.. لقد استعربت دفترمحاضراتك من مجدي وقد ضاع مني فلا أدري أين ذهب؟
ثم تابع متضاحكاً وقالكالهازئ: بسيطة.. أنت طالب مجدّ ولا تحتاج إلى دفتر.. لا بد أنك تحفظالمحاضرات عن ظهر قلب.. أليس كذلك؟
- لم ينزعج عصام لفقدان دفتره العزيزعلىنفسه بقدر ما ساءته تلك اللهجة الوقحة المتكبرة التي خاطبه بها صفوان، لكنه تمالكأعصابه وكظم غيظه وقال في ابتسام: وماذا في ذلك؟ المهم أن تكون قد استفدتمنه.
- ((مرسي)).. ((مرسي)) يا عزيزي.. إن معلوماته رائعة..
-قال عصام وهويرميه بنظرة ذات معنى: على أية حال إن احتجت لدفاتري فلا تتأخر.. إنها جاهزة في كل وقت.

ومضى عصاموهو يخفي تحت هدوئه الذي صفع به صفوان ثورةً وألماً أراد أن يعلمه بكبتهما درساً فيالمعاملة والسلوك سرعان ما وجد طريقه إلى نفس صفوان بالرغم من كل سدود الحقد والحسدوالكراهية التي تقوم فيها إزاء عصام، لكنه قال لمجدي متظاهراً بالسخرية حتى لايعترف بإعجابه بهذا التسامح الذي أبداه عصام: إن صاحبك هذا أبله!.. أقسم أنَّهأبله!!

رمقه مجدي بنظرات ثائرة مستاءة وراودته نفسه أن يلكمه، لكنه تمالك أعصابهوألجم قبضته المكورة في غيظ ومضى غاضباً وقد شاع في صدره إحساس من يشعر بميل جارفإلى الإقياء...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سحر الغرام
هيئة الاداره
هيئة الاداره
سحر الغرام


♥الجنس ♥ : انثى

♥ تاريخ الميلاد ♥ : 19/07/1976

♥ العمر♥ : 47

♥ الجنسيه ♥ : سوري

♥ مكان الاقامه الحالي ♥ : سوريا / دمشق
♥مزاجي اليوم ♥ : مخنوقه

♥المزاج ♥ : الحمد لله دوماااا

♥ العمل او الوظيفه ♥ : دليلة سياحية سابقا وربة منزل حاليا

♥ تاريخ التسجيل♥ : 14/12/2008

♥ عدد مساهماتي ♥ : 11555

♥ عدد نقاطي ♥ : 28691

♥ موقعي الالكتروني ♥ : منتديات همسات المحبه

السرطان

التِنِّين
. . : الاداري المميز

دموع على سفوح المجد Empty
مُساهمةموضوع: رد: دموع على سفوح المجد   دموع على سفوح المجد Icon_minitime1الأربعاء 28 يوليو 2010 - 7:33

مشاركات جميلة

تسلم ايدك على روعة الاختيار

الف شكررررررررررر

دموع على سفوح المجد HiwSfC03020532
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشقة الامل
هيئة المستشارين
هيئة المستشارين
عاشقة الامل


♥الجنس ♥ : انثى

♥ تاريخ الميلاد ♥ : 19/08/1982

♥ العمر♥ : 41

♥ الجنسيه ♥ : فلسطيني

♥ مكان الاقامه الحالي ♥ : نابلس
♥مزاجي اليوم ♥ : مخنوقه

♥المزاج ♥ : ♥ ♥

♥ العمل او الوظيفه ♥ : .......

♥ تاريخ التسجيل♥ : 15/12/2008

♥ عدد مساهماتي ♥ : 24432

♥ عدد نقاطي ♥ : 32879

♥ موقعي الالكتروني ♥ : منتديات همسات المحبه

الاسد

الكلب
. . : كبار الشخصيات

دموع على سفوح المجد Empty
مُساهمةموضوع: رد: دموع على سفوح المجد   دموع على سفوح المجد Icon_minitime1الخميس 29 يوليو 2010 - 20:04




يسلمو احمد للرواية

انا قرات الفصل الاول

ويا ريت تعمل تعديل عبقية الاجزاء تكبير الخط

كرمال كفي الرواية انا عجوز وعيوني يا دوب اشوف فيهم

كل التحية والتقدير

^_^

عاشقة الامل

دموع على سفوح المجد 10338961584543516617

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القلب الأبيض
م.س
م.س
القلب الأبيض


♥الجنس ♥ : ذكر

♥ تاريخ الميلاد ♥ : 13/07/1995

♥ العمر♥ : 28

♥ الجنسيه ♥ : الاردنيه

♥ مكان الاقامه الحالي ♥ : عمان - الأردن
♥مزاجي اليوم ♥ : المزاج عال

♥المزاج ♥ : مشتاااق

♥ العمل او الوظيفه ♥ : طالب جامعي

♥ تاريخ التسجيل♥ : 31/01/2009

♥ عدد مساهماتي ♥ : 3056

♥ عدد نقاطي ♥ : 9433

♥ موقعي الالكتروني ♥ : منتديات همسات المحبه

السرطان

الخنزير
. . : الحضور المميز

دموع على سفوح المجد Empty
مُساهمةموضوع: رد: دموع على سفوح المجد   دموع على سفوح المجد Icon_minitime1الأربعاء 18 أغسطس 2010 - 15:54

قصه رائعه جداً أخي


أنا قرأت الأجزاء الموجودة هنا كلها


لذلك أرجو منك أن تكمل جميع الأجزاء


تقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نشمية أردنية وأفتخر
هيئة الرقابه العامه
هيئة الرقابه العامه
نشمية أردنية وأفتخر


♥الجنس ♥ : انثى

♥ تاريخ الميلاد ♥ : 01/06/1977

♥ العمر♥ : 46

♥ الجنسيه ♥ : الاردنيه

♥ مكان الاقامه الحالي ♥ : العقبة
♥مزاجي اليوم ♥ : على البحر

♥المزاج ♥ : بجنن

♥ العمل او الوظيفه ♥ : سكرتيرة

♥ تاريخ التسجيل♥ : 17/06/2011

♥ عدد مساهماتي ♥ : 37740

♥ عدد نقاطي ♥ : 43736

♥ موقعي الالكتروني ♥ : همسات المحبه

الجوزاء

الثعبان
. . : مراقب

دموع على سفوح المجد Empty
مُساهمةموضوع: رد: دموع على سفوح المجد   دموع على سفوح المجد Icon_minitime1الإثنين 10 مارس 2014 - 6:56

اشكرك على هذهي المجموعه الرائعه

قصة رائع وتدل ع الامل

والطموح المتجدد


تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دموع على سفوح المجد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دموع على سفوح المجد
» لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله , لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر
» هل دموع الحنين أقوى ام دموع الفراق
» .. للقمر دموع مآ أحلاهآ من دموع..!!
» جول جمّال .. شهيدُ المجد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات همسات المحبه :: ♥ القسم الادبي ♥ :: ۩۞۩ القصص والروايات المنقوله ۩۞۩-
انتقل الى: