[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كيف يتحرك آريين روبن، أين يتمركز شابي هرنانديز، وهل يظل سيرجيو بوسكيتش تحت تأثير التنويم المغناطيسي؟ أم يسترد فان بومل ذاكرته مجددا؟ .. هذه التفاصيل وغيرها تحدد هوية بطل العالم الجديد.
بداية، يملك منتخب إسبانيا الأفضلية على هولندا بسبب المهارات الفردية التي تتجمع في قائمة اللاروخا، بالإضافة طبعا للدعم المعنوي الذي قدمه الأخ "بول الاخطبوط" للفريق.
لكن منتخب هولندا يملك كذلك الكثير من العوامل الخططية التي قد تدعم نجوم الفريق آريين روبن وويسلي شنايدر وديرك كاوت في مواجهة رجال المدير الفني فيسنتي ديل بوسكي.
ويمكن تلخيص المباراة خططية في نقطة واحدة، ستكون الفارقة في التعرف على بطل العالم .. هل يستطيع شابي هرنانديز أداء دور صانع الألعاب في وسط منتخب إسبانيا؟
لو جاءت الإجابة بنعم، إذا منتخب إسبانيا يستطيع الفوز بكل سهولة على هولندا، تماما مثلما سحق ألمانيا خططيا، برغم أن النتيجة انتهت 1-0 بهدف من قلب دفاع.
فوجود شابي على حدود منطقة جزاء الخصم، يفتح الطريق لواحد من أندريس إنيستا وبيدرو وديفيد بيا لمباغتة الخصم، وثلاثي برشلونة يملك كل ما يلزمه ليسجل.
أما لو نجح رجال بيرت فان مارفيك في منع شابي من اللعب قريبا من منطقة الجزاء البرتقالية، فإن منتخب هولندا سيكون بطل العالم الجديد.
كيف يفوز منتخب إسبانيا بكأس العالم؟ السر في نجاح إسبانيا امام ألمانيا كان وجود ثلاثي ارتكاز يشكله سيرجيو بوسكيتش وشابي ألونسو وشابي.
فالثلاثي شكل كثافة عددية أمام ثنائي وسط ألمانيا باستيان شفايشنتايجر وسامي خضيرا، ومع نجاح ألونسو وبوسكيتش في تأمين دفاع إسبانيا، بات شابي مرتاحا في تنفيذ واجباته الهجومية.
إذا، فالمطلوب من ديل بوسكي أن ينجح في تأمين دفاع فريقه عن طريق لاعبين من وسط الملعب، بوسكيتش وشابي ألونسو، وذلك أمام ديرك كاوت وويسلي شنايدر وآريين روبن.
بوسكيتش لعب أمام ألمانيا أفضل مباراة في حياته، إذ تفوق في مراقبة مفاتيح لعب الماكينات التي حاولت التحرك في عمق دفاع إسبانيا.
كما غطى بوسكيتش المساحات التي تركها سيرجيو راموس الظهير الأيمن لإسبانيا وهو يهاجم، لكن أمام هولندا الوضع يختلف.
فمنتخب هولندا يملك بين صفوفه أحد أفضل صناع ألعاب العالم حاليا ويسلي شنايدر، وبالتالي مهمة بوسكيتش صعبة، وعليه أن يخوض مباراة أكبر من تلك التي لعبها أمام الألمان.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فربما زين الدين زيدان يحتاج لجزء من الثانية لإرسال بينية غير متوقعة، بينما كاكا ينتظر جزء من الثانية حتى يظن خصمه أنه لن يمرر، ثم يرسل كرته للويس فابيانو في لحظة حاسمة.
لكن شنايدر لا يحتاج لهذا الجزء من الثانية لأنه لا يبدع من الأساس، لكن تمريراته لا تخطئ هدفها أبدا، كما أنه لا يتوقف عن الركض لحظة، وبالتالي يشكل ثنائيا عبقريا في المرتدات.
لذلك على ديل بوسكي تفريغ بوسكيتش لرقابة شنايدر، ومنح دور التغطية على سيرجيو راموس للاعب آخر.
والأنسب لهذا الدور هو بيدرو بالتناوب مع أندريس إنيستا، وذلك بالتحرك أمام راموس، ليشكل منتخب إسبانيا ثنائيا في الناحية اليمنى يستطيع التغلب على الجانب الأيسر لهولندا.
بمعنى، في الوقت الذي تملك فيه إسبانيا الكرة يتحرك بيدرو يسارا مثلما فعل أمام ألمانيا، ويميل بوسكيتش لتغطية راموس مع إبقاء عينيه على شنايدر.
أما حين يهاجم منتخب هولندا في أي مرحلة من المباراة، ويتقدم الخط الخلفي لفريق الطواحين، وقتها على بيدرو أن يقف أمام راموس ليسانده على جيوفاني فان برونكهورست وديرك كاوت.
النقطة الثانية في تأمين دفاع إسبانيا أمام هجمات الهولنديين، تتعلق بآريين روبن واختراقاته من الجناح الأيمن.
وهنا يجب الإشارة إلى أن روبن مطالب ولو لمرة واحدة بأن يغير طريقة لعبه، فالجميع بمن فيهم "والدته نفسها" يعلمون أنه سيركض من اليمين، يدخل لعمق الملعب ويصوب بيسراه.
لذلك، على ديل بوسكي إدراك أن مسؤولية "صد" روبن ليست خاصة بالظهير الأيسر لإسبانيا خوان كابديفيا وحده، بل كذلك يشاركه فيها شابي ألونسو وجيرارد بيكي أو كارليس بويول.
وبيكي أو بويول تحديدا عليه دائما اللعب متقدما بخطوة عن المعتاد في الخط الخلفي حتى يصبح قادرا على ضغط روبن في اللحظة التي يقرر فيها نجم بايرن ميونيخ التسديد.
وهذا الاسلوب طبقه إنتر ميلان بنجاح أمام بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا، وقتل رجال جوزيه مورينيو خطورة روبن تماما.
أخيرا، فيما يخص كاوت وفان بيرسي، فالثاني مسؤولية قلب الدفاع الذي لن يدافع أمام روبن.
وكاوت لا يتميز بالسرعة ولا المهارة، لكن طاقته الكبيرة تجعله مصدرا للإزعاج الدائم للمنافسين بقدرته على الضغط وقطع الكرات ولعب ثنائيات مع رفاقه لأنه لا يقف ساكنا أبدا.
ومع كاوت، يجب على الإسبان ألا يخسروا الكرة تحت الضغط .. وألونسو وشابي لا خوف عليهما في ذلك، لكن هل يخوض بوسكيتش مباراة مميزة ثانية له في تاريخه؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الآن: منتخب هولندا يتوج بطلا للعالم، لو ..
حسنا، يمكن القول إن منتخب هولندا قادر على الفوز بكأس العالم لو عكس كل النقاط الخاصة بإسبانيا في المباراة النهائية.
بمعنى أن منتخب هولندا سيضيق الخناق على مهارات إسبانيا لو كبح جماح راموس من اليمين، وأجبر شابي هرنانديز على العودة للدفاع من خلال مضايقة بوسكيتش والونسو.
وليحدث ذلك، على الظهير الأيمن لمنتخب هولندا جريجوري فان دير فيل أن يدعم روبن في اليمين، لأن وجود الثنائي سيجعل "مقر الإقامة الدائم لألونسو" على حدود منطقة جزاء إسبانيا.
وأمل هولندا في تقدم فان دير فيل يتعلق باستعادة مارك فان بوميل لذاكرة أيندهوفن، فبرغم طاقة لاعب بايرن الكبيرة، إلا أنه يرتكب الكثير من الأخطاء، وهذا لا ينفع أمام إسبانيا.
والأهم من دخول فان بوميل المباراة في أعلى حالة فنية له، ألا يغامر فان مارفيك بأي حال من الأحوال ويلعب المباراة بارتكاز وحيد، مثلما حدث أمام أوروجواي في نصف النهائي، فمشاركة نيجيل دي يونج ضرورة.
إذن هكذا يوقف منتخب هولندا زحف ألونسو للهجوم، والذي يؤدي بالتبعية لتقدم شابي هرنانديز ووصوله لحدود منطقة الجزاء البرتقالية.
النقطة الثانية التي تتعلق ببوسكيتش، أن روبن لو فرض هيمنته على الجبهة اليمنى أمام كابديفيا بشكل كبير، قد يلجأ ديل بوسكي وقتها لتوجيه ارتكاز برشلونة للذهاب إلى الناحية ذاتها.
ولو ذهب تركيز بوسكيتش إلى ناحية روبن، سيكف راموس عن الهجوم وبالتالي يفقد منتخب إسبانيا عنصرا هاما في الضغط على خصمه.
كيف يحدث ذلك؟ بتمريرات قطرية من شنايدر تتجه أمام روبن وهو مندفع ناحية اليمين، ولو استفاد منها الجناح الأعسر سيجبر إسبانيا على خسارة لاعب إضافي لأداء المهام الدفاعية.
كما أن بيرت فان مارفيك مدرب منتخب هولندا يملك حيلة جيدة يستطيع بها تخفيف الضغط عن فريقه في حال هيمن الإسبان على وسط الملعب.
وذلك بأن يتحول روبن إلى اليسار، ليجبر راموس على التوقف قليلا وعدم المشاركة في الهجمات، وفي نفس الوقت يميل فان بيرسي على كابديفيا فيتعطل جناحا المتادور.
وقتها يستطيع منتخب هولندا استرداد أنفاسه – وهو ما فشل فيه فريق ألمانيا – والتفكير من جديد في كيفية منع الإسبان من الوصول لعرش الكرة العالمية.