علماً أن حركة (غزة الحرة)، وهي إحدى الجهات المنظمة للأسطول أكدت أن أسطول الحرية قد ينطلق في الساعات القادمة، حتى إن لم يتمكن النواب
الأوروبيون في قبرص من الالتحاق بالأسطول، بينما أعلن جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أن سفن الأسطول التي تقلصت من سبع إلى
خمس سفن ستصل إلى شواطئ غزة اليوم الأحد.. أما إسرائيل التي تعيش حالة متفاقمة من القلق والارتباك في سبيل مواجهة الاسطول ومنعه من الوصول
إلى غزة فقد نشرت مساء أمس سفناً محملة بالصواريخ قبالة شواطئ القطاع معلنة بشكل استفزازي نيتها اعتراض سفن الأسطول واقتيادها إلى ميناء
اشدود.. الأمر الذي دفع رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية إلى مطالبة المجتمع الدولي بمساعدة ومساندة أسطول الحرية بشكل عملي حتى
يتمكن من وصول غزة وكسر حصارها.
وسط هذه التطورات المتسارعة وسعت سلطات الاحتلال دائرة اعتداءاتها على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقمعت المشاركين في تظاهرتين مناهضتين لجدار الفصل العنصري في قريتي عراق بورين وبيت أمر في الضفة الغربية، بينما شنت عدة غارات جوية على مطار غزة جنوب القطاع في ساعة مبكرة من صباح أمس.
وقد أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح وبحالات اختناق خلال اعتداء جنود الاحتلال على المشاركين في التظاهرتين، وبسبب الإطلاق الكثيف لقنابل الغاز والرصاص المطاطي على الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب.. كما أصيب أربعة فلسطينيين من بلدة بلعا بطولكرم بجروح إثر
اعتداء مستوطنين إسرائيليين على سياراتهم بالرشق بالحجارة.
بدورهم أطلق المستوطنون قطعان خنازيرهم على
حقول الفلسطينيين ومنازلهم في مدينة سلفيت، ما
أدى إلى إتلاف المزروعات وتكسير الأشجار وهدم
الجدر الاستنادية.. في حين أضرم المستوطنون من مستوطنة كريات أربع النار بمتجرين ومنزل لأحد المواطنين الفلسطينيين.
وفي القدس المحتلة اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينياً بحجة مقاومته للاحتلال، الأمر الذي دفع عشرات المقدسيين إلى التظاهر احتجاجاً على عملية الاعتقال.
بالمقابل أصيب خمسة جنود للاحتلال بجروح جراء تعرضهم للرشق بالحجارة في حي سلوان شرق المدينة، ما أدى إلى مسارعة سلطات الاحتلال إلى حملة
تمشيط في الحي بحثاً عن الفلسطينيين، مشددة إجراءات التضييق والحصار على أبناء الحي.
إلى ذلك حذرت لجنة القدس التابعة لوزارة الأوقاف في حكومة هنية من تنفيذ مخطط إسرائيلي لهدم حي البستان داعية المجتمع الدولي إلى العمل لوقف
الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة بحق المقدسيين
.
من جانب آخر وفيما يتعلق بأسطول الحرية المتجه إلى غزة المحاصر أعلن جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار الإسرائيلي أن سفن
أسطول الحرية التي تحمل مساعدات إلى قطاع غزة ستصل اليوم الأحد إلى شواطئ غزة وذلك إثر عطل فني في سفينتين ولضمان وصول البرلمانيين
الأوروبيين المشاركين. وقال الخضري: إنه يوجد صعوبات حقيقية أمام سفن التضامن لأن هناك تهديدات إسرائيلية واضحة وعلنية بمنع هذه السفن إلاّ أن منع
السفن سيدفع إلى مزيد من التضامن مع غزة وسيولد مجموعات متضامنين أخرى لكسر الحصار عبر البحر وإيصال المساعدات، مشدداً على ضرورة وصول
المتضامنين إلى غزة والبالغ عددهم 750 شخصاً بينهم أعضاء برلمانات أوروبية.
في حين أكدت حركة (غزة الحرة) أن سفن الاسطول الراسية قبالة شواطئ غزة قد تنطلق في الساعات القادمة حتى لو لم يتمكن النواب الأوروبيون في
قبرص من الصعود إلى متنها، معلنة أن السفن التي ستنطلق هي خمس سفن فقط، وأنها ستبقى في المياه الدولية ولن تقترب من شواطئ غزة قبل ظهر اليوم الأحد.
وكانت السفن الأوروبية انطلقت من جزيرة رودوس اليونانية صباح الخميس باتجاه نقطة الالتقاء الأخيرة لسفن أسطول الحرية في المياه الإقليمية الدولية
قبالة شواطئ قبرص تمهيدا للانطلاق بشكل جماعي إلى قطاع غزة المحاصر
.
وتقلص أسطول الحرية إلى خمس سفن تحمل أكثر من 10 آلاف طن من المساعدات الطبية ومواد البناء والأخشاب و100 منزل جاهز لمساعدة عشرات آلاف
السكان الذين فقدوا منازلهم جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة كما يحمل معه 500 عربة كهربائية لاستخدامها من قبل المعوقين حركيا ولاسيما
أن العدوان الإسرائيلي خلّف مئات المعوقين بغزة.
وفي محاولة لمنع الأسطول من وصول القطاع المحاصر نشرت إسرائيل أمس سفناً محملة بصواريخ تابعة لجيش الاحتلال قبالة شواطئ غزة.
بالمقابل أكد داني ايالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي أن إسرائيل لن تسمح للقافلة بالوصول إلى قطاع غزة بحجة أن ذلك يعد مساساً بأمنها.
وأنكر ايالون في تصريحات نقلتها إذاعة إسرائيل أمس وجود أزمة إنسانية في قطاع غزة مدعيا أن إسرائيل تقوم بنقل المواد الغذائية والمواد المختلفة إلى
القطاع أسبوعيا وذلك في محاولة لتمهيد الأجواء للاعتداء على أسطول الحرية لكسر الحصار معتبرا أنه غير ضروري لأهل غزة.
وفي تكذيب غير مباشر لادعاءات ايالون قالت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية: انه يجب على إسرائيل إنهاء حصارها المفروض على قطاع غزة منذ أربع
سنوات لأنه لم يجلب لها شيئا بل أسفر عن شقاء إنساني للكثير من الفلسطينيين في القطاع.
وأضافت الصحيفة: إن الحكومة الإسرائيلية تستخدم الحصار وسيلة للضغط على حركة حماس وتسوّقه للرأي العام على أنه رد فعل معقول إزاء استمرار
احتجاز جنديها الأسير جلعاد شاليط.
وأشارت الصحيفة إلى أن إطلاق سراح شاليط يتطلب إجراء مفاوضات جادة من جانب الحكومة الإسرائيلية مع حركة حماس.
إلى ذلك أكد محمد كايا رئيس مكتب المؤسسة التركية للمساعدة الإنسانية في غزة، أن ميناء غزة سيشكل بوابة القطاع إلى العالم الخارجي وملتقى لكل
مناضلي وأحرار العالم مع الفلسطينيين الصامدين في غزة رغم قلة الإمكانات الموجودة فيه. وقال خلال حفل افتتاح ميناء غزة استعداداً لاستقبال سفن كسر
الحصار أمس: إننا في هيئة الإغاثة الإنسانية كنا على مع موعد مع مسيرة التضامن من خلال إعادة افتتاح عدة مشاريع إنشائية ونحن اليوم نفتتح ميناء غزة
على أمل أن تبحر سفن البناء والإعمار من غزة الصامدة وإليها.
بدوره طالب إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة المجتمع الدولي بمساندة سفن أسطول الحرية وحمايتها وتأمين وصولها بسلام إلى شواطئ القطاع.
وقال هنية في كلمة له خلال حفل افتتاح مرفأ الصيادين في غزة بعد تجهيزه لاستقبال السفن: إننا نؤكد أن المجتمع الدولي أمام خيارين فإما التحرك لحماية
القافلة التي تضم 750 متضامنا من أصحاب الضمائر الحية من 50 دولة والتصدي لاجراءات المنع الإسرائيلية والانحياز للقانون الدولي الإنساني وقيم العدالة وإما المزيد من التخاذل والصمت.
في سياق متصل نظمت الحملة الأوروبية لكسر الحصار عن غزة وهي إحدى الجهات المنظمة لاسطول الحرية تظاهرة أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة
اليونانية أثينا احتجاجا على التهديدات باعتراض سفن أسطول الحرية المتجه إلى قطاع غزة والاستيلاء عليها واعتقال المتضامنين.
وأعلنت الحملة في بيان لها أمس أن هذه الفعالية هي الأولى ضمن سلسلة فعاليات دولية تضامنية تنوي إطلاقها تزامنا مع أسطول الحرية بهدف المطالبة بعدم
اعتراضه والسماح له بالوصول دون أي إعاقة من قبل السلطات الإسرائيلية.