أخي ماجد بني عيسى
خاطرتك في غاية الروعة والجمال
كيف لا وقد سبكتها وحبكتها من عواطف حبك للوطن
هذا الوطن العظيم الذي يحتضننا بين ذراعيه
وقد جُبلنا من ترابه ودرجنا على ثراه الطهور
ومن هنا أحييك أخي الكريم وأحيي الشعب الأردني الغالي
وأحيي الوطن من غربه إلى شرقه، ومن شماله إلى جنوبه،
وحُقَّ لي أن أقول:
صَرْحُ الكَرامَةِ أرضٌ نَحْنُ نَعْمُرُهَـا // فيها الأشاوسُ في حِرْصٍ على الزَّنَدِ
مِنْ أمِّ قَيْسٍ إلى الرَّمثَا إلى كَــرَك // إلى الطفيلةَ حتى ثَغْرِنَا السَّعِــــدِ ٍ
والنهْرُ والغَوْرُ والأشجارُ وارفــة // حتى المفاوزَ والبيداءَ والنُّجُــــدِ ٌ
ومأدبا صِنْوُ ذِيبانٍ ومُوجِبِــــهِ // كلُّ الشهامةِ في سَلْطٍ وفي إربـــدِ
مَعَ السَّحَابِ سَحَابٌ طابَ مَسْكنُهَـا // وإربدٌ ديمةٌ جَادَتْ علــى بَلَـــدِي
بتْراءُ يا قلعةَ الأنباطِ هيَّا اربِطــي // تليدَ ماضيكِ واليومَ ويومَ غَــــدِ
ومِفْرَقُ العِزِّ فَوقَ الرَّمْلِ جَاثمــة // حَبَّاتُ رَمْلِكِ في البَيْدَا مِنَ العَسْجُــدِ ٌ
والحِصْنُ يا مرتعُ الغزلانِ مُذْ خُلِقَتْ // وموطنُ العِزِّ تلكم بلــدةُ الأُسُـــدِ
وَوَاديَ السِّيرِ قَدْ قَامَتْ أيائِلُـــه // تُزيِّنُ الرَّوْضَ أرتالاً مِنَ الخُــــرُدِ ُ
عَجْلونُ والقلعةُ العَصْماءُ رابِضَـة // وتَحْمِلُ الغِيدُ زيتوناً بِكُلِّ يَـــــدِ ٌ
مَدَّتْ إلى الكَرَكِ الشَمَّاءَ أذْرُعَهَــا // فَعانَقتْهَا عِناقَ القَلْبِ لِلْكَبِــــــدِ
مَدَّتْ مَعَانُ يَداً يُمْنًى إلى جَــرَشٍ // لِكَيْ تصافحَ أعْضَاءً مِنَ الجَسَـــدِ
هَذي ربوعُ بلادي نحنُ نعشَقُهَــا // فَفِي القلوبِ لَهَا رَسْمٌ وفِـي الأكْبُــدِ
فَمُقْلَةُ العَيْنِ إنْ تاقَتْ مُشَوَّقَـــةٌ // فَمِنْ تُرابِ بلادي كُحْلَــةُ الإثْمِــدِ
فالثُمْ ثَرًى في رُبَا الأردنِّ طَاهــرة // واصْغِ بِشَوْقٍ لِذاكَ الطَائِرِ الغَـــرِدِ ً
وَكَحِّلِ العَيْنَ مِنْ ذَرَّاتِ تُرْبَتِهَـــا // واسْتَنشِقِ العِطْرَ مِنْ زَهْرٍ طَرِيٍّ نَدِي
هَذِي ربُوعُ بِلادِي نَحْنُ نَعْشَقُهَــا // نُحِبُّهَا وسَيبْقَى حُبُّهَا أبَــــــدِي
تقبل شكري وتحيتي ومحبتي يا أُخيَّ
... أخوك محمود فالح مهيدات ...