<< دمار هائل في حلب بفعل الآلة العسكرية الأسدية
ا ف ب - دمشق 2014/01/21 - 03:00:00
استبعد الرئيس السوري بشار الاسد القبول برئيس حكومة جديدة من معارضة الخارج، وذلك قبل يومين من مؤتمر جنيف-2, باعلانه ان فرص ترشحه لولاية رئاسية جديدة في يونيو المقبل "فرص كبيرة", وقال انه لم يفكر يوما بـ "الهروب" من سوريا, وانه لا يرى أي مانع من أن الترشح لولاية رئاسية جديدة ، وإذا كانت هناك رغبة شعبية ومزاج شعبي عام ورأي عام يرغب بأن أترشح فأنا لن أتردد ولا لثانية واحدة بأن أقوم بهذه الخطوة", وراى ان ما يحصل في المحكمة الخاصة بلبنان التي تنظر في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري، "مسيس" و"يهدف الى الضغط على حزب الله" الذي يقاتل الى جانب قوات النظام في سوريا.
وقال الاسد في في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس اجريت معه الاحد بعد ايام على بدء جلسات المحاكمة في لايدسندام قرب لاهاي "نحن نتحدث عن تسع سنوات من عمر هذه المحاكمة.. هل كانت عادلة؟ كل مرة كانوا يتهمون طرفاً لأسباب سياسية. حتى في الأيام القليلة الماضية لم نر أي دليل حسي قُدّم حول الجهات التي تورطت في هذه القضية".
كما تساءل "ما هو سر هذا التوقيت؟ عمر هذه المحاكمة تسع سنوات.. هل ما قدم منذ أيام كُشف فقط في هذه المرحلة؟".
اضاف الاسد "أعتقد ان كل ما يحصل هو مسيّس وهدفه الضغط على حزب الله في لبنان، كما كان في البداية هدفه الضغط على سوريا بعد اغتيال الحريري مباشرة".
وكان يشير الى تقرير صدر في بداية التحقيق الدولي في قضية الحريري وتحدث عن تورط مسؤولين سوريين في عملية الاغتيال التي وقعت في 14 شباط/فبراير 2005، في ظل هيمنة سورية واسعة على الحياة السياسية اللبنانية، ووجود لجيشها على ارض لبنان.
واعلن الاسد ان هناك "فرصا كبيرة" لترشحه الى الرئاسة في الانتخابات المقررة في يونيو، مستبعدا القبول برئيس حكومة انتقالية من معارضة الخارج، لعدم امتلاكها صفة تمثيلية، وذلك قبل يومين من افتتاح مؤتمر جنيف-2 الهادف الى ايجاد حل للازمة السورية.
وقال الاسد في المقابلة التي اجريت في قصر الشعب في دمشق الاحد ان معركة اسقاط الدولة السورية "فشلت"، لكن المعركة على الارهاب مستمرة وتحتاج الى "زمن طويل"، مشيرا الى ان "القرار الاهم" الذي يمكن ان يخرج عن جنيف-2 هو "مكافحة الارهاب".
وقال الرئيس السوري ردا على سؤال عن احتمال ترشحه لولاية رئاسية جديدة، "بالنسبة الي، لا أرى أي مانع من أن أترشح لهذا المنصب، أما بالنسبة الى الرأي العام السوري، (...) إذا كانت هناك رغبة شعبية ومزاج شعبي عام ورأي عام يرغب بأن أترشح فأنا لن أتردد ولا لثانية واحدة بأن أقوم بهذه الخطوة".
وردا على سؤال عما اذا كان يوافق على وجود رئيس حكومة ووزراء من المعارضة الموجودة خارج سوريا في حكومة انتقالية، قال الاسد: "هذا يعتمد على من تمثل هذه المعارضة (...). أن نأتي برئيس وزراء من المعارضة وهو لا يمتلك الأكثرية (في البرلمان) فهذا مناقض للمنطق السياسي في كل دول العالم"، مشيرا الى ان "الانتخابات (النيابية) المقبلة (...) ستحدد الحجم الحقيقي لقوى المعارضة المختلفة".
واضاف: "المشاركة من حيث المبدأ، نحن معها وهي شيء جيد"، لكنه اعتبر ان "كل واحد من هؤلاء يمثل الدولة التي صنعته، ومشاركة هؤلاء تعني مشاركة هذه الدول في الحكومة السورية".
وتابع: "لنفترض بأننا وافقنا على مشاركة هؤلاء في الحكومة، هل يجرؤون على المجيء إلى سوريا؟ (...) انهم لا يجرؤون. كانوا يتحدثون في العام الماضي انهم يسيطرون على 70 في المائة من سوريا، ولكنهم لا يجرؤون على المجيء إلى الـ70 في المائة التي حرروها كما يدعون. فهم يأتون إلى الحدود لمدة نصف ساعة ومن ثم يهربون من سوريا، فكيف يمكن أن يكونوا وزراء في الحكومة؟ هل يمكن أن يكون الوزير من الخارج؟".
واضاف: "لذلك، هذه الطروحات هي طروحات غير واقعية على الإطلاق، نستطيع ان نتحدث عنها بصيغة النكتة أو المزاح".
ورأى الأسد، ان "الشيء البديهي الذي نتحدث عنه بشكل مستمر هو ان يخرج مؤتمر جنيف بنتائج واضحة تتعلق بمكافحة الإرهاب في سورية، وخصوصا الضغط على الدول التي تقوم بتصدير الإرهاب عبر إرسال الإرهابيين والمال والسلاح الى المنظمات الإرهابية.
وقال: "هذا هو القرار الأهم أو النتيجة الأهم التي يمكن لمؤتمر جنيف ان يخرج بها"، معتبرا ان "أي نتيجة سياسية تخرج من دون مكافحة الإرهاب ليس لها أي قيمة".
واضاف ان "ما خطط له في البدايات وهو إسقاط الدولة السورية خلال أسابيع أو خلال أشهر(...) هذه المرحلة بكل تأكيد فشلت وانتصر فيها الشعب السوري.. ولكن هناك مرحلة أخرى من المعركة وهي مكافحة الإرهاب، وهذه المرحلة نعيشها اليوم بشكل يومي، ولم تنته بعد".
وقال الأسد: "نستطيع أن نقول بأننا في هذه المرحلة نحقق تقدماً.. نحن نسير إلى الأمام ولكن هذا لا يعني بأن النصر قريب، هذا النوع من المعارك معقد.. ليس سهلاً.. وبحاجة لزمن طويل".
ىوحذر الرئيس السوري من ان خسارة "هذه المعركة" ستؤدي الى "فوضى" في الشرق الاوسط.
وقال: "في اية معركة حسابات الربح والخسارة هي احتمالات واردة دائما، ولكن عندما تدافع عن بلدك فمن البديهي أن تضع احتمالاً وحيداً هو احتمال الربح فقط لأن خسارة سوريا لهذه المعركة يعني فوضى في كل منطقة الشرق الأوسط".
وقال: ان كل السيناريوهات التي وضعها منذ بداية الازمة منتصف مارس 2011 "هي سيناريوهات حول الدفاع عن الوطن وليس حول الهروب.. لا يوجد خيار للهروب في مثل هذه الحالات، يجب أن أكون في مقدمة المدافعين عن هذا الوطن".
ورداً على سؤال حول اتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان موجهة الى الحكومة السورية من منظمات دولية، قال الأسد: "أي منطق ذاك الذي يقول بأن الدولة السورية تقتل شعبها؟ (...) هذا الكلام غير منطقي"، مضيفا "هذه المنظمات لا توجد لديها وثيقة واحدة تثبت بأن الحكومة السورية قامت بارتكاب مجزرة ضد المدنيين في أي مكان منذ بداية الأزمة حتى اليوم"، وان "كل الفيديوهات والصور تؤكد أن من يقوم بارتكاب مجازر هم الإرهابيون الذين يقتلون المدنيين في كل الأماكن".
واضاف انه "ليس من السهل" تفسير ما يحصل في سوريا للأطفال، مشيرا الى ان اولاده "تأثروا" بالنزاع الذي هو "حديث يومي" في العائلة.
وقال الأسد ردا على سؤال عما غيره النزاع المستمر منذ حوالى ثلاث سنوات في حياته الشخصية: "هناك أشياء لم تتبدل. أنا أذهب إلى العمل كما هي العادة، ونعيش في المنزل كما كنا نعيش سابقاً، والأطفال يذهبون إلى المدرسة، هذه الأشياء لم تتغير".
وأضاف: "من جانب آخر، هناك أشياء أصابت كل منزل سوري وأصابتنا نحن أيضاً، وهي الحزن الذي نعيشه بشكل يومي وفي كل ساعة لما نراه ونلمسه من خلال الآلام والضحايا (...) وتخريب للمنشآت والمصالح والاقتصاد، كل هذه الأشياء أثرت علينا".
وتابع: "لا شك ان الأطفال يتأثرون أكثر من الكبار في مثل هذه الحالات. ربما يكون هناك حالة من النضج المبكر لهذا الجيل الذي تكوّن وعيه خلال الأزمة. هناك أسئلة يطرحها الأطفال لا يمكن أن تسمعها في الظروف العادية حول، لماذا نرى هذه الأشياء؟ لماذا هناك أشرار؟ لماذا هناك قتلى؟".