الجيش المصري يعزز انتشاره ( رويترز )
محمد هجرس ـ القاهرة 2013/12/14 - 03:10:00
فيما تشهد مصر أسوأ طقس بارد منذ 122 عاما ـ حسب تصريح هيئة الأرصاد الجوية ـ بدت العاصمة القاهرة، وميادين عديدة في أنحاء البلاد، خالية تماماً، من أية مشاهد للحياة، المحال شبه مغلقة، وبالكاد بضع سيارات في الشوارع.، ليتندر المصريون البسطاء من ان البلاد تعاني من «حملة فريزر الثانية» في تورية لأيام الحملة الانجليزية الشهيرة في القرن التاسع عشر.
وبدا يوم الجمعة امس، على غير العادة، كمثيله من الأسابيع الأخيرة، ولم تسجل القاهرة أية تظاهرات عقب الصلاة، سوى مسيرة واحدة لقرابة 30 شخصاً، في منطقة الطالبية بالهرم، استمرت لدقيقتين فقط، وانفضت سريعاً بسبب حالة الطقس، كما بدا محيط قصري الاتحادية، والقبة الرئاسي والقريب من وزارة الدفاع خالياً تماماً، وكذلك في محيط المحكمة الدستورية، ودار القضاء العالي، ومساجد أخرى بالعاصمة والإسكندرية.. ونفس المشهد، تكرر بمحيط جامعتي الأزهر والقاهرة، اللتين لم تشهدا أية تظاهرات أو تجمعات مؤثرة.
أما في ميداني التحرير، ورابعة العدوية، فقد لوحظ استنفار أمني كبير، تحسباً لأي طارئ، فيما وقعت مناوشات بين الأهالي وعناصر من الإخوان في مدينة الإسكندرية، دون إصابات.
تفجير بالاسماعيلية
ورغم حالة البرد الشديدة، فقد تواصلت الأعمال الإرهابية، حيث هز انفجار ضخم معسكراً للأمن المركزي بمحافظة الاسماعيلية، الليلة قبل الماضية، ما أدى لمقتل مجند، وإصابة 25 آخرين، بينهم أربعة ضباط، فيما أكد مصدر أمني نقل ضابطين في حالة خطرة بواسطة طائرة عسكرية إلى مستشفى الجلاء العسكري، بالقاهرة، لتتجه أصابع الاتهام إلى أحد التنظيمات التكفيرية المؤيدة للإخوان.
وظهر أمس، قام وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم بزيارة مفاجئة لتفقد موقع الحادث، وجدد استمرار وزارته بمواجهة الارهاب، مؤكدا أن تلك الهجمات الإرهابية الغادرة تعد بمثابة «الرمق الأخير» ورد فعل للضربات الأمنية الناجحة التى تمكنت من ضبط العديد من العناصر الإرهابية الخطرة وكشف مخططاتهم.
من جهته، كشف مصدر أمني أن سيارة مفخخة محملة بما بين 250 إلى 300 كجم من مادة تي ان تي شديدة الانفجار، فجرت عن بعد بشريحة اتصال، على بعد 10 امتار من المعسكر. وأعلن الجيش بداية حملة لتطهير البؤر الارهابية بالاسماعيلية، وتشديد الاجراءات الامنية في سيناء.
موعد الاستفتاء
سياسيا، تتجه الأنظار في مصر، إلى الموعد الذي سيعلن من خلاله الرئيس عدلي منصور، موعد الاستفتاء على الدستور المعدل، حينما يوجه كلمة للشعب اليوم، حيث يمثل الموعد أكبر تحد للسلطة الحالية، لتنفيذ خارطة الطريق، لأن اقراره شعبيا يعني عمليا نهاية حقبة تنظيم الاخوان قانونيا.
شهادة طنطاوي
في سياق آخر، يمثل اليوم أمام محكمة القرن الشهيرة، والخاصة بإعادة محاكمة الرئيس الاسبق حسني مبارك، رئيس المجلس العسكري، ووزير الدفاع السابق، المشير حسين طنطاوي للإدلاء بشهادته للمرة الثانية في قضية قتل المتظاهرين السلميين خلال أحداث ثورة يناير، والفساد المالي في صفقة تصدير الغاز لإسرائيل.
واستدعت المحكمة لجلسة السبت المشير طنطاوي، بينما حددت جلسة الأحد لحضور الفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة السابق وقت أحداث الثورة لسماع أقواله ومناقشته في معلوماته حول وقائع قتل المتظاهرين، وتدخل القوات المسلحة للسيطرة على ميدان التحرير وباقي الميادين بعد أحداث الانفلات الأمني التي أعقبت هروب قوات الشرطة، ومدى مسؤولية الرئيس الأسبق مبارك ووزير داخليته في تلك الأحداث، وذلك أيضًا في جلسة سرية يحظر النشر في أي من تفاصيلها